منذ إطلاق العملية العسكرية الروسية واسعة النطاق في أوكرانيا في فبراير 2022، جذبت أنشطة البحرية الروسية في المياه الدولية اهتمامًا متزايدًا في الأشهر الأخيرة، خاصة بعدما نشرت روسيا، مرتين، غواصات هجومية للقيام بمهام حول البحر الأيرلندي.
وفي الشهر الماضي، نشرت روسيا غواصتها "كازان" التي تعمل بالطاقة النووية وسفنًا حربية وسفنًا بحرية أخرى في البحر الكاريبي؛ لإجراء تدريبات عسكرية مخطط لها.
ووفقاً لمبادرة "التهديد النووي" غير الربحية، تسيطر البحرية الروسية على أحد أكبر أساطيل الغواصات في العالم بما يقدر بنحو 58 سفينة. الأمر الذي يثير قلق القوى العسكرية الغربية، وعلى رأسها حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقد أرسلت روسيا لأول مرة غواصة من طراز "كيلو" -وهي غواصة هجومية تعمل بالديزل والكهرباء يمكنها إطلاق صواريخ كروز من طراز "كاليبر"- باتجاه البحر الأيرلندي منذ نحو 18 شهرًا.
وذكرت "بلومبرج"، أمس الاثنين، أن الحادث الثاني وقع في الآونة الأخيرة، وذلك نقلًا عن ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر.
وذكرت الصحيفة أنه من غير المعروف أن الغواصات الروسية قد توجهت سابقًا باتجاه البحر الأيرلندي، الذي يفصل بين جزر أيرلندا وبريطانيا العظمى.
المياه الأيرلندية
حسب "نيوزويك"، من الممكن أن تنشر موسكو غواصاتها الهجومية في المنطقة لجمع معلومات استخباراتية عن نقاط الضعف المحتملة في دفاعات البحر البريطاني والأيرلندي.
وقالت مصادر للمجلة الأمريكية إن روسيا "ربما تحاول أيضًا تخويف المملكة المتحدة بسبب دعمها المستمر لأوكرانيا وسط الحرب".
ونقلت "بلومبرج" أن المسؤولين الأمريكيين كانوا على علم بالأمر، في حين أخبر مسؤولو الدفاع البريطانيون الصحيفة أنهم "لا يعلّقون على العمليات"، بينما رفضت وزارة الدفاع الأيرلندية التعليق.
وفي حين أن أيرلندا لم تحاول الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، بسبب سياسة الحياد العسكري، إلا أن التحالف العسكري قال إنه "منفتح" على مساعدة البلاد في حماية كابلاتها البحرية.
وذكرت صحيفة "إيرش إكسامينر" أن نحو 75% من الكابلات عبر المحيط الأطلسي في نصف الكرة الشمالي تمر عبر المياه الأيرلندية أو بالقرب منها، مع أربعة كابلات متصلة بأيرلندا، و12 كابلًا تربط أيرلندا وبريطانيا.
كان ميرسيا جيوانا، نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، صرّح في مارس 2023، أن التدريبات البحرية الروسية الأخيرة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لأيرلندا "وضعت أمن الكابلات البحرية التي تربط أيرلندا بأمريكا الشمالية والمملكة المتحدة وأوروبا في بؤرة التركيز الحاد".
وأضاف: "باعتبارها اقتصادًا متقدمًا قائمًا على المعرفة، مع ازدهار التكنولوجيا والأدوية والتكنولوجيا الحيوية والقطاعات المالية، فإن ضمان مرونة أيرلندا سيكون أمرًا بالغ الأهمية في السنوات المقبلة".
وأكد نائب الأمين العام للأطلسي أن "هذا هو المكان الذي أعتقد أن شراكتنا ستكون جيدة للعمل فيه".