في خضم التحضيرات للانتخابات الرئاسية المقبلة، تتسارع تطورات المشهد السياسي الأمريكي، فبينما يواجه الرئيس الحالي جو بايدن تحديات داخل حزبه (الديمقراطي) تشكك في مدى قدرته على الاستمرار كمرشح لخوض الانتخابات أمام الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، تصر حملته على مواصلة السباق نحو البيت الأبيض.
بايدن يتمسك بالترشح
وأكدت رئيسة حملة بايدن، جين أومالي ديلون، في مقابلة مع شبكة "أم إس أن بي سي" الإخبارية، أن الرئيس "بالتأكيد مستمر" في سباق إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل.
وأضافت "ديلون" أن بايدن سيعود إلى حملته الانتخابية الأسبوع المقبل، بعد فترة عزل قصيرة بسبب إصابته بأعراض خفيفة لفيروس كوفيد-19.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يواجه فيه بايدن دعوات من داخل حزبه للانسحاب قبل الانتخابات وإفساح المجال لمرشح آخر، إلا أن هذه التأكيدات الجديدة تشير إلى إصرار بايدن وفريقه على المضي قدمًا في المعركة الانتخابية، رغم التحديات الداخلية والخارجية.
وعلى الرغم من تأكيدات الحملة، يواجه ترشيح بايدن تحديات متزايدة من داخل الحزب الديمقراطي، إذ أشارت "ذا هيل" إلى أن عددًا من الديمقراطيين البارزين دعوا بايدن للانسحاب من السباق، ومن أحدث هذه الأصوات السيناتور جون تستر من ولاية مونتانا، الذي انضم إلى هذه الدعوات يوم أمس الخميس.
في هذا السياق، أشارت مجلة "ذا هيل"، نقلًا عن مذكرة كتبها دان كانينين، مدير الولايات المتأرجحة في حملة بايدن، تؤكد بشكل قاطع أن "جو بايدن أوضح أكثر من مرة أنه في هذا السباق للفوز، ولا توجد خطة لمرشح بديل".
وشدد "كانينين" على ضرورة وقف الصراعات الداخلية، مؤكدًا أن "الشخص الوحيد الذي يفوز عندما نتقاتل هو دونالد ترامب".
سنّ بايدن
لم تغفل المذكرة الجدل الدائر حول عمر بايدن، إذ أقر "كانينين" بأن مسألة العمر تُثار عندما تتحدث الحملة مع الناخبين.
ومع ذلك، جادل بأن هذا الأمر لم يمنع الناخبين من اختيار بايدن، وتعكس هذه النقطة محاولة الحملة لمواجهة الانتقادات المتزايدة بشأن قدرة بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا، على قيادة البلاد لفترة رئاسية ثانية.
انتقادات لمشروع 2025
وفقًا لما ذكرته "ذا هيل"، تضمنت المذكرة هجومًا حادًا على الجمهوريين في ما يتعلق بمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات السياسية التي نظمتها مؤسسة التراث، والتي يشارك في كتابتها أشخاص لهم صلات بإدارة ترامب.
وعلى الرغم من أن ترامب وفريقه تبرأوا من المشروع، فإن حملة بايدن تصر على ربطه بالحزب الجمهوري.
وكتب "كانينين" في المذكرة: "هذا الأسبوع، أصبح الخيار واضحًا بشكل متزايد للناخبين الذين سيحسمون هذه الانتخابات في الولايات المتأرجحة.. جي دي فانس، نجم مشروع 2025، يؤكد ما نعرفه منذ أشهر، هو إذا نفذ دونالد ترامب ما يريد، فسيعيد تشكيل الحكومة الأمريكية وأسلوب الحياة على صورة مشروع 2025 هو حقوق أقل، تكاليف أعلى، وفرص أقل للطبقة الوسطى".
الولايات المتأرجحة
كشفت المذكرة أيضًا عن استراتيجية حملة بايدن في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل أريزونا وجورجيا وميتشيجان، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن بايدن إما متعادل أو متأخر عن ترامب.
وأوضحت الحملة أنها تعمل على زيادة عدد الموظفين في هذه الولايات، مما يشير إلى تركيز كبير على هذه المناطق الحاسمة في الانتخابات.