الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معاناة لاجئي أوكرانيا.. تقرير يكشف تهديدات المأوى والاستغلال في بريطانيا

  • مشاركة :
post-title
لاجئو أوكرانيا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشف تقرير حديث صادر عن الصليب الأحمر البريطاني عن معاناة آلاف اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا إلى المملكة المتحدة؛ هربًا من الحرب في بلادهم، فبعد أكثر من عامين على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، يجد هؤلاء أنفسهم في مواجهة تحديات جديدة تتمثل في خطر التشرد والاستغلال.

أرقام تتحدث

في تفاصيل مثيرة للقلق، يكشف تقرير الصليب الأحمر البريطاني، كما نقلت صحيفة الجارديان، عن أرقام تدق ناقوس الخطر، فمن بين حوالي 200,000 عائلة أوكرانية تمت استضافتها في المملكة المتحدة منذ بدء برنامج "منازل لأوكرانيا" في عام 2022، وجدت أكثر من 9,000 عائلة نفسها على حافة التشرد.

هذا الرقم، الذي يمثل نسبة تقارب 5% من إجمالي العائلات المستضافة، يشير إلى خلل جوهري في نظام الاستضافة والدعم.

وما يزيد الأمر سوءًا أن التقرير يشير إلى أن اللاجئين الأوكرانيين، أصبحوا أكثر عرضة للتشرد بأربع مرات مقارنة بالسكان المحليين، ما يعكس حجم التحديات التي يواجهها هؤلاء اللاجئون في التكيف مع بيئتهم الجديدة والعثور على استقرار حقيقي.

ولعل ما يثير القلق أكثر هو استمرار تدفق اللاجئين الأوكرانيين إلى المملكة المتحدة، حيث سجل التقرير متوسطًا أسبوعيًا بلغ 379 وافدًا جديدًا بين فبراير ومنتصف يونيو 2024، ما يضع ضغوطًا إضافية على نظام الاستضافة الذي يبدو أنه يُعاني بالفعل من صعوبات في استيعاب الأعداد الحالية.

جذور المشكلة

يغوص تقرير الصليب الأحمر البريطاني، وفقًا لما نقلته الجارديان، في جذور مشكلة التشرد التي تواجه اللاجئين الأوكرانيين، فمع مرور الوقت، بدأت تظهر تصدعات في العلاقات بين اللاجئين والعائلات البريطانية المضيفة، ما قد تكون ناتجة عن اختلافات ثقافية عميقة، أو صعوبات في التواصل، أو توقعات غير واقعية من كلا الطرفين.

وعندما تنهار هذه العلاقات، يجد اللاجئون أنفسهم فجأة بدون مأوى، في موقف حرج وغير مستقر.

إضافة إلى ذلك، يواجه اللاجئون الأوكرانيون تحديات هائلة في محاولاتهم للدخول إلى سوق الإسكان الخاص في المملكة المتحدة، فغياب السجل الائتماني، وعدم القدرة على تقديم ضمانات مالية، وفي بعض الحالات التمييز من قبل بعض أصحاب العقارات، كلها عوامل تضع عقبات كبيرة أمام حصولهم على سكن مستقر.

معاناة حقيقية

وراء الأرقام والإحصاءات المجردة، يكشف تقرير الصليب الأحمر البريطاني عن قصص إنسانية مؤثرة تجسد المعاناة الحقيقية للاجئين الأوكرانيين، فهناك قصة المرأة الأوكرانية التي اضطرت للتقدم بطلبات إلى 65 جمعية إسكان في مدينة جلاسكو الأسكتلندية قبل أن تتمكن أخيرًا من العثور على مكان للعيش، ما يعكس حجم العقبات البيروقراطية التي يواجهها اللاجئون في محاولاتهم للحصول على سكن مستقر.

وفي مشهد آخر يروي التقرير قصة امرأة طُلب منها مغادرة منزل العائلة المضيفة عند منتصف الليل، فلم تجد خيارًا سوى النوم على الشاطئ مع أمتعتها، ما يكشف عن هشاشة وضع اللاجئين وعدم وجود شبكة أمان فعّالة لحمايتهم من التشرد المفاجئ.

وفي حالة أخرى يشير التقرير إلى امرأة عُرض عليها سكن عبر الإنترنت، ولكن عند فحص المكان من قبل منظمة تطوعية، تبين أنه كان معدًا للاستغلال الجنسي، ما يسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي قد يتعرض لها اللاجئون الضعفاء في ظل غياب الرقابة والحماية الكافية.

نداءات عاجلة وحلول مقترحة

في ضوء هذه النتائج المقلقة، يطرح تقرير الصليب الأحمر البريطاني مجموعة من التوصيات والحلول المقترحة لمعالجة هذه الأزمة، فهو يدعو إلى تعزيز ترتيبات الحماية في برامج الإسكان، بما يضمن سلامة اللاجئين وحمايتهم من الاستغلال وسوء المعاملة.

كما يقترح التقرير أن تقوم الحكومة البريطانية بتطبيق الدروس المستفادة من برامج إسكان الأوكرانيين على برامج إعادة توطين اللاجئين المستقبلية، مما قد يساعد في تجنب تكرار نفس الأخطاء.

إضافة إلى ذلك، يطالب التقرير بتقديم المزيد من المساعدة للاجئين للوصول إلى قطاع الإيجارات الخاصة، ربما من خلال برامج ضمان أو دعم مالي.

وفي إطار أوسع، يقترح التقرير وضع استراتيجية وطنية شاملة للاندماج تعزز دعمًا أكثر إنصافًا لجميع النازحين، بغض النظر عن أصولهم أو ظروفهم. هذه الاستراتيجية من شأنها أن تضمن نهجًا أكثر شمولية وفعالية في التعامل مع قضايا اللاجئين على المدى الطويل.