للمرة الأولى منذ 104 أيام، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤتمرًا صحفيًا، بعد مجزرة المواصي التي قال جيش الاحتلال إنها كانت تستهدف قيادتين من حماس.
واكتفى نتنياهو خلال أكثر من 3 أشهر بإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية ونشر مقاطع فيديو يعلق فيها على تطورات الأحداث على الأرض.
ففي 31 مارس الماضي، كان آخر ظهور لنتنياهو، الذي كان حريصًا من قبل على عقد مؤتمرات صحفية أسبوعية يجيب فيها على أسئلة الصحفيين منذ اندلاع العدوان على غزة، وفي ذلك المؤتمر ورغم أنه لم يُسمح لجميع المراسلين بطرح الأسئلة بسبب ضيق الوقت، كانت هناك اختيارات عشوائية بشأن هوية الصحفيين السائلين وترتيبهم، لكن يبقى السؤال ما سبب ابتعاد نتنياهو عن عقد أي مؤتمر صحفي خلال الفترة الماضية؟.
استجداء للنجاح
ترى صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن قرار نتنياهو بعدم عقد مؤتمرات صحفية لا يرجع إلى قيود الجدول الزمني، لأن رئيس الوزراء وجد الوقت لإجراء عدد غير قليل من المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية. وفي المقابل، لم يجر نتنياهو أي مقابلة مع أي وسيلة إعلام إسرائيلية، باستثناء مقابلة واحدة للقناة 14 الإسرائيلية.
من جانبه، يرى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أنه "من لم يأت لاحتضان سكان مستوطنة بيري بعد كشف التحقيقات يوم الخميس الماضي، عن تقصير الحكومة في حمايتهم، لا ينبغي أن يعقد مؤتمرًا صحفيًا بعد محاولة استهداف المسؤول العسكري الرفيع في حركة حماس، محمد الضيف اليوم السبت"، مضيفًا أنه "من لا يتحمل مسؤولية الفشل، ليس له الفضل في النجاح".
خلافات مجلس الحرب
وقالت الصحيفة العبرية، إنه منذ اندلاع الحرب، كانت المؤتمرات الصحفية تتكرر بمعدل مرة واحدة في الأسبوع، لكنها تغيرت فيما بعد إلى مرة كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وظهر نتنياهو في المؤتمرات الصحفية مع وزير الدفاع يوآف جالانت والوزير بيني جانتس، لكن مع تزايد الخلافات في الرأي داخل حكومة الحرب، انفصل الثلاثي وظهر نتنياهو وحيدًا.
ويشهد الداخل الإسرائيلي انقسامات كبيرة، وخاصة داخل مجلس الحرب، الذي شكّله نتنياهو في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، وكان آخرها انسحاب قائد الأركان السابق جادي آيزنكوت ورئيس هيئة الأركان السابق بيني جانتس من المجلس، فضلًا عن التوترات الكبيرة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
إن تجنب نتنياهو عقد مؤتمرات صحفية لم يأت من فراغ، فرئيس الوزراء ليس لديه مستشار إعلامي بعد انتقال توباز لوك إلى منصب آخر في صفوف الليكود، كما ليس لديه رئيس جهاز معلومات وطني بعد تقاعد موشيك أفيف لأسباب شخصية، بحسب "يديعوت أحرونوت".
تجنب الأسئلة الحساسة
وتشير التقديرات التي نشرتها "يديعوت" إلى أن نتنياهو غير مهتم بالإجابة على أسئلة مباشرة حول احتمال التلاعب بصفقة الرهائن وعلاقته بالرئيس الأمريكي جو بايدن والوضع الصعب على الحدود الشمالية. ومن المحتمل أنه يريد أيضًا تجنب الأسئلة حول تصريحات نجله يائير والمسألة الأمنية المحيطة به.
وتقول الصحيفة العبرية، إن نتنياهو تجنب المشاركة في فعاليات عيد الاستقلال ولم يحضر حتى حفل الاستقبال في منزل السفير الأمريكي في الرابع من يوليو.
سبق وطرح أعضاء الكنيست مشروع قانون على الطاولة يلزم رئيس الوزراء بعقد مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل روتيني كل 45 يومًا وفي حالة الطوارئ كل يومين أسابيع.