قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن روسيا خسرت أكثر من 70 ألف جندي في الشهرين الماضيين على الجبهة الأوكرانية، مشيرة إلى أن "الخسائر الفادحة من المرجح أن تستمر مع سعي روسيا لتحقيق مكاسب عبر خطوط المواجهة في أوكرانيا".
وأضاف التحديث الصادر عن وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، أن الزيادة المزعومة في الخسائر الروسية ترجع لفتح جبهة خاركيف الجديدة، مع توقع معدل خسائر يزيد على 1000 جندي يوميًا على مدى الشهرين المقبلين.
وجاء في التقرير: "ارتفع متوسط الخسائر الروسية اليومية -القتلى والجرحى- في أوكرانيا، طوال شهري مايو ويونيو 2024، إلى أعلى مستويات الصراع عند 1262 و1163 على التوالي".
وأضاف: "في المجموع، من المرجح أن تكون روسيا قد خسرت -قتلى وجرحى- أكثر من 70 ألف فرد خلال الشهرين الماضيين".
كانت روسيا حققت مكاسب كبيرة في شرق أوكرانيا على مدار الأشهر الماضية، حيث تحاول قوات كييف التغلب على النقص الحاد في القوى العاملة والذخيرة؛ كما أشارت صحيفة "التليجراف" البريطانية.
وفي مايو الماضي، أطلقت موسكو جبهة جديدة بهجوم عبر الحدود في منطقة خاركيف، الواقعة شمال شرق أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي وصفه الخسائر الروسية بأنها "فلكية"، خلال إحاطة على هامش قمة الحلف، التي عقدت في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وقال المصدر: "من المرجح أن تكبدت روسيا خسائر بلغت نحو ألف شخص يوميًا في مايو، وهو رقم فلكي للغاية".
استنفاد الموارد
رغم أن الهجوم الروسي على خاركيف لم يدم طويلًا، إلا أنه استنفد الموارد الأوكرانية، ما مكّن روسيا من تحقيق المزيد من المكاسب على هدفها ذي الأولوية، المتمثل في منطقة دونيتسك القريبة. ومع ذلك، فقد استنفد الأخير الموارد الروسية أيضًا، وفقًا لوزارة الدفاع البريطانية.
وأضافت الوزارة في تحديثها: "الارتفاع في الخسائر يعكس فتح روسيا للجبهة الجديدة في منطقة خاركيف، مع الحفاظ على نفس معدل العمليات الهجومية على طول بقية الجبهة".
وعلى الرغم من أن هذا النهج الجديد زاد من الضغوط على خط المواجهة "فإن الدفاع الأوكراني الفعّال، والافتقار إلى التدريب الروسي، يقلل من قدرة روسيا على التمدد واستغلال أي نجاحات تكتيكية، على الرغم من محاولتها تمدد خط المواجهة بشكل أكبر"، كما ترى الاستخبارات العسكرية البريطانية.
وأضاف تحديث الوزارة: "من المرجح أن يستمر معدل الخسائر في روسيا في المتوسط فوق 1000 يوميًا على مدى الشهرين المقبلين، مع استمرار روسيا في محاولة التغلب على المواقع الأوكرانية بأعداد كبيرة".
وقال محللون غربيون إن استخدام روسيا لوحدات هجومية صغيرة منعهم من تحقيق مكاسب كبيرة أو استغلال أي اختراقات في الخطوط الدفاعية لأوكرانيا. حيث شنّت موسكو هجمات استكشافية بما يتراوح بين 10 إلى 15 جنديًا من المشاة غير المدججين بالسلاح، لتجنب الخسائر الفادحة التي تكبدتها في الهجمات الميكانيكية الأكثر ثقلًا.