يواجه الجيش الأوكراني معضلة كبيرة، تتمثل في عدم تمكنه من تجهيز ألوية جديدة لدفعها إلى الساحة القتالية في الخطوط الأمامية، وذلك بسبب نقص الذخيرة وتأخر تسليم الأسلحة الغربية والأمريكية، التي تأتي ببطء في ظل الضغط الروسي المتواصل.
ونفذت روسيا، خلال الأسبوع الماضي وحده ما يقرب من 1300 غارة وأطلقت حوالي 130 قنبلة انزلاقية، و44 هجومًا بريًا، إذ ركزت الهجمات - بحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي - على الاستيلاء على المستوطنات، التي من شأنها أن تسمح لهم بالتقدم إلى أكبر المدن في الجزء الذي تسيطر عليه أوكرانيا من منطقة دونيتسك.
انسحاب وخسائر
وخلال الـ 24 ساعة الماضية انسحب الجيش الأوكراني من بلدة تشاسيف يار الاستراتيجية التي حوّلها القصف المتواصل، خلال الأشهر الماضية إلى أنقاض، وهو ما ينذر بتعرض المدن المجاورة للخطر، كما يعرض طرق الإمداد الأوكرانية الحيوية للتوقف، ويقرب روسيا من هدفها المعلن المتمثل في الاستيلاء على منطقة دونيتسك بالكامل.
ويشكل وصول المساعدات الأمنية الغربية في الوقت المناسب عامًلا حاسمًا في قيام الجيش الأوكراني بإحداث تنافس حقيقي في ساحة المعركة وإجراء عمليات هجومية مضادة مهمة في المستقبل، كما يمنع استمرار انسحاب القوات البرية أو تعرضها لخسائر فادحة، ومن أجل تحقيق ذلك، وفق معهد دراسات الحرب الأمريكي، فإن أوكرانيا تحتاج إلى معدات ثقيلة مثل المركبات القتالية الميكانيكية وناقلات الجند المدرعة والدبابات والمدفعية الثقيلة، وهو يشكل وقودًا جديدًا لتشكيل على أقل تقدير 10 ألوية أوكرانية جديدة ودفعها إلى ساحة المعركة.
إطالة أمد الحرب
نقص المعدات تحدث عنه الرئيس الأوكراني زيلينسكي، والذي أكد أنها تستغرق وقتًا طويلاً للوصول إلى الجبهة، مشيرًا إلى أن الوصول البطيء للمساعدات الأمنية الأمريكية يعقد الجهود الأوكرانية لتجهيز ألوية الاحتياط بما يكفي لإلزامها بالعمليات الدفاعية، وهو ما تحاول معه القوات الروسية تنفيذ مبادرة شاملة لمنع أوكرانيا من تجميع الأفراد والموارد الحاسمة لتجهيز نفسها.
ولا يعد إطالة أمد الحرب في مصلحة أوكرانيا، وفقًا للمعهد، وإنما يعد خيارًا استراتيجيًا لروسيا والذي يجعلها قادرة على تحقيق تقدم تدريجي في مختلف الجبهات إلى أجل غير مسمى، وهو ما يحفز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تقوية التزامه بتدمير خصومه في أوكرانيا.
ومن شأن وجود القوى العاملة والألوية الجديدة أن يسمح للقوات الأوكرانية من تخفيف الضغط عليها والبدء في التخطيط بشكل كبير للقيام عمليات هجوم مضادة في المستقبل تهدف إلى تحرير مساحات كبيرة من أراضيها، ولكن ذلك كله يعتمد على الأسلحة الغربية والأمريكية وحجمها وتوقيت وصولها، والأهم من ذلك انتظامها.