الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"التوقيع التقني".. مشروع جديد يبحث عن الكائنات الفضائية

  • مشاركة :
post-title
مرصد "فيرا روبين" الذي يتم بناؤه في تشيلي

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

لأكثر من 60 عامًا، حاول الباحثون العثور على دليل واحد مقنع لدعم فكرة مشاركة الإنسان الكون مع كائنات ذكية أخرى، لكنهم طيلة تلك الستة عقود، فشلوا في إجراء أي نوع من الاتصال مع الكائنات المزعومة.

رُغم ذلك، يعتقد بعض الباحثين أن البحث عن الحضارات الفضائية ربما يدخل عصرًا جديدًا، حيث سيتناول مؤتمر في المملكة المتحدة، هذا الأسبوع، التطورات الجديدة في مشروع للبحث عن "التوقيعات التقنية" للأنواع المتقدمة الأخرى؛ وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن العلماء في برنامج Breakthrough Listen، وهو أكبر برنامج بحث علمي في العالم مخصص للعثور على حضارات فضائية، إن مجموعة من التطورات التكنولوجية على وشك تحويل مسار البحث عن حياة ذكية في الكون.

وسيتم تحديد هذه الابتكارات في المؤتمر السنوي للمجموعة، الذي من المقرر أن يُعقد في المملكة المتحدة لأول مرة في أكسفورد هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر عدة مئات من العلماء، سواء الفلك أو الحيوان.

تقنيات جديدة

تنقل "الجارديان" عن عالم الفلك ستيف كروفت، أحد علماء المشروع، مقولة إن هناك تقنيات مذهلة قيد التطوير، مثل بناء تلسكوبات جديدة ضخمة في تشيلي وإفريقيا وأستراليا، فضلًا عن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقال: "سوف تعمل هذه التقنيات على تغيير الطريقة التي نبحث بها عن الحضارات الغريبة".

ومن بين هذه الأدوات الجديدة، مجموعة "الكيلومتر المربع"، التي تتكون من مئات التلسكوبات التي يتم بناؤها الآن في جنوب إفريقيا وأستراليا، ومرصد "فيرا روبين" الذي يتم بناؤه في تشيلي؛ وسيصبح الأول أقوى منشأة فلك راديوي في العالم، بينما سيكون المرصد الثاني، الذي يضم أكبر كاميرا في العالم، قادرًا على تصوير السماء المرئية بالكامل كل ثلاث أو أربع ليال، ومن المتوقع أن يساعد في اكتشاف ملايين المجرات والنجوم الجديدة.

ومن المقرر أن تبدأ المنشأتان عمليات الرصد في السنوات القليلة المقبلة، وسيوفر كلاهما بيانات لمشروع Breakthrough Listen.

وأضاف "كروفت" أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه التدفقات الهائلة من المعلومات بحثًا عن أنماط دقيقة، من شأنه أن يكشف أدلة على وجود حياة ذكية، وسيعطي قوة إضافية للبحث عن الحضارات الغريبة.

وأوضح أنه "حتى الآن، كنا مقيدين بالبحث عن إشارات أرسلتها الكائنات الفضائية عمدًا للإعلان عن وجودها. بينما ستكون التقنيات الجديدة حساسة للغاية، بحيث سنتمكن للمرة الأولى من اكتشاف الإرسال غير المقصود بدلاً من الإرسال المتعمد، وسنكون قادرين على رصد رادار المطارات الفضائية، أو أجهزة الإرسال التلفزيونية القوية وأي أشياء من هذا القبيل".

التوقيعات التقنية

كان البحث عن الحضارات الغريبة حجر الزاوية في أفلام الخيال العلمي، ومع ذلك، ظلت أشكال الحياة خارج كوكب الأرض مجرد خيال، على الرغم من الجهود التي بدأت بجدية منذ العام 1960، عندما استخدم عالم الفلك فرانك دريك تلسكوبًا لاسلكيًا بطول 26 مترًا للبحث عن إشارات محتملة من بعض النجوم.

وحتى الآن فإن محاولات دريك، وغيره، انتهت بالفشل. ولم يتم اكتشاف أي من تلك الإشارات، رغم الزيادات الهائلة في قوة وتطور التلسكوبات الحديثة.

ووفق علماء الفلك والتكنولوجيا، تعتبر التوقيعات التقنية مؤشرات لوجود الحضارات الفضائية، من الإضاءة الاصطناعية إلى التلوث الجوي. حتى إن بعض العلماء اقترحوا أنه يمكن رصد الحضارات الفضائية من الألواح الشمسية التي بنوها، إذ تمتص الألواح الشمسية الضوء المرئي، لكنها تعكس بقوة الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، التي يمكن اكتشافها باستخدام تلسكوب قوي.

ومع ذلك "لن يكون من الممكن اكتشاف ذلك إلا إذا تمت تغطية مساحات شاسعة من سطح الكوكب بمزارع شمسية، وتم تخصيص مئات الساعات من وقت المراقبة لمثل هذا البحث"، كما يقول عالم الأحياء الفلكية لويس دارتنيل، في أحدث إصدار من مجلة "سكاي آت نايت"، التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية.

كما اقترح الفيزيائي الأمريكي فريمان دايسون أن بعض الحضارات قد تكون متقدمة بما يكفي لبناء مجموعات ضخمة من الألواح الشمسية التي تحيط بنجومها الأصلية. حيث يمكن اكتشاف هذه المباني المدارية العظيمة -المعروفة باسم "كرات دايسون"- من الأرض، وتم اقتراح العديد من المرشحين، بما في ذلك نجم "بوياجيان"، في "كوكبة الدجاجة"، الذي يكون ناتج الضوء منه متقطعًا وغير متوقع.