يعالج البنتاجون اعتقادًا سائدًا منذ 77 عامًا بأن حكومة الولايات المتحدة تتستر على وجود الكائنات الفضائية، مؤكدًا في تقرير صدر حديثًا أنه لا يوجد دليل يمكن التحقق منه على أن أي رؤية لأجسام غامضة في الولايات المتحدة كانت في الواقع من خارج كوكب الأرض.
سجل تاريخي
وذكر تقرير حديث صادر عن وزارة الدفاع بالولايات المتحدة، نُشرِت أجزاء منه بصحيفة "سي بي سي" الكندية، إن السجل التاريخي لتورط الحكومة الأمريكية في الظواهر الشاذة غير المحددة، ومشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة المفترضة منذ عام 1945 كانت في الواقع تقنيات تجريبية أمريكية في الفضاء والصواريخ وأنظمة الهواء، وانتشار منصات الطائرات بدون طيار، وفق موقع stripes التابع للجيش الأمريكي.
وقال السكرتير الصحفي للبنتاجون الميجور جنرال بات رايدر، في بيان إعلامي أمس الجمعة: "خلصت جميع جهود التحقيق على جميع مستويات التصنيف إلى أن معظم المشاهدات كانت أشياء وظواهر عادية ونتيجة خطأ في التعرف على الهوية".
طفرة في التقنيات
وأشار التقرير على سبيل التوضيح إلى أنه "من الأربعينيات إلى الستينيات على وجه الخصوص، شهدت الولايات المتحدة طفرة في التقنيات التجريبية مدفوعة بالحرب العالمية الثانية والحرب الباردة".
ووفق التقرير المكون من 63 صفحة، راجع مكتب حل الحالات الشاذة في جميع المجالات (AARO) التابع لوزارة الدفاع الأمريكية جميع جهود التحقيق الرسمية التي تبذلها الحكومة.
وأجريت ما يقرب من 30 مقابلة، ودخل مكتب حل الحالات الشاذة في شراكة مع مجتمع الاستخبارات ووكالاته.
لا دليل
أصدرت وكالة ناسا تقريرًا أقرته لجنة مكونة من 16 شخصًا، أوضحت فيه أنه لا يوجد دليل يربط هذه المشاهدات بالحياة خارج كوكب الأرض، لكن لا يزال من غير الواضح ما هي هذه الأدلة، وهناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لفهمها.
وسعى المسؤولون الأمريكيون إلى العثور على أجوبة لعدد كبير من التقارير عن مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة على مر السنين، لكنهم لم يتوصلوا حتى الآن إلى أي دليل فعلي على وجود حياة خارج كوكب الأرض.
ولم يجد تقرير حكومي صدر عام 2021، استعرض 144 مشاهدة لطائرات أو أجهزة أخرى تحلق بسرعات أو مسارات غامضة، أي روابط خارج كوكب الأرض، لكنه توصل إلى القليل من الاستنتاجات الأخرى، ودعا إلى جمع بيانات أفضل.
اهتمام جديد
وحظيت هذه القضية باهتمام جديد في الصيف الماضي عندما أدلى ضابط المخابرات المتقاعد بالقوات الجوية ديفيد جروش بشهادته أمام الكونجرس بأن الولايات المتحدة كانت تخفي برنامجًا طويل الأمد لاستعادة الأجسام الطائرة المجهولة.
ونفى البنتاجون مزاعمه، وقال في أواخر عام 2022 إن مكتب البنتاجون الجديد الذي تم إنشاؤه لتتبع التقارير عن الأجسام الطائرة مجهولة الهوية، تلقى "عدة مئات" من التقارير الجديدة، لكنه لم يعثر على أي دليل حتى الآن من الحياة الغريبة.
رواية مستمرة
وقال تقرير البنتاجون إن هناك "رواية مستمرة" في الثقافة الشعبية مفادها بأن حكومة الولايات المتحدة، أو منظمة سرية داخلها، استعادت "مركبات فضائية خارج العالم" وبقايا بيولوجية من خارج كوكب الأرض، وأنها تدير برنامجًا حول هندسة التكنولوجيا المستردة، وتآمرت منذ الأربعينيات لإبقاء هذه الجهود مخفية عن الكونجرس والجمهور الأمريكي".
يقول الباحثون إن مشاركة وكالة ناسا خطوة كبيرة في أخذ دراسة الأجسام الطائرة المجهولة على محمل الجد.
وقال التقرير: "تدرك المنظمة أن العديد من الأشخاص يحملون نسخًا من هذه المعتقدات بناءً على تصورهم للتجارب السابقة، أو تجارب الآخرين الذين يثقون بهم، أو وسائل الإعلام والمنافذ عبر الإنترنت التي يعتقدون أنها مصادر لمعلومات موثوقة ويمكن التحقق منها".