ما بين الفوضى والتسريبات والضغوط، يعيش البيت الأبيض الذي من المفترض أن يتميز بالانضباط والولاء، أيامًا صعبة بعد أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن في المناظرة التي وصفها المراقبون بأنها كانت كارثية في مسيرته نحو جولة الإعادة، وتسببت في تصدعات وشروخ داخل جدرانه، وانتشار ظاهرة مؤامرات القصر.
وأظهرت استطلاعات الرأي المختلفة تراجعًا كبيرًا في دعم بايدن؛ بين جميع فئات الناخبين في الولايات المتحدة، بسبب ما وصفوه بأدائه الضعيف وعمره الكبير ولياقته العقلية، وبحسب مجلة الإيكونوميست، فإن فرص فوز ترامب في المجمع الانتخابي أقوى بكثير من جو بايدن حتى الآن.
تسريب وتساؤلات
وتميزت إدارة بايدن خلال السنوات الثلاث الماضية، بحسب أسوشيتد بريس، بالإصرار على استعراض السياسة وتجنب مؤامرات القصر، حيث كان مساعدوه يحرصون على إبقاء أي انتقاد لرئيسهم أو وظائفهم بعيدًا عن أعين الجمهور، إلا أنه خلال الأيام التي تلت المناظرة تغيرت الأمور.
الأداء الضعيف للرئيس الأمريكي في المناظرة التي جرت في السابع والعشرين من يونيو الماضي، تسبب في حدوث تصدعات في البيت الأبيض، كان أبرزها تسريب تفاصيل اللقاءات الخاصة بين الرئيس والديمقراطيين، وتساؤلات داخلية حول وجود ابنه هانتر بايدن في البيت الأبيض.
لحظات صعبة
وبات الموظفون في البيت الأبيض، وفقًا للوكالة يعيشون في دراما داخلية ودوامات من التخمينات، وموجة من الأسئلة التي لا تنتهي حول صحة بايدن وتاريخه الطبي، خاصة مع الزيارات المتكررة التي قام بها طبيب أعصاب إلى البيت الأبيض والتي أثارت تكهنات بأن بايدن يتلقى العلاج.
وكشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، عن اللحظة الاستثنائية التي يعيشها الرئيس وفريقه، مؤكدة أنهم يواجهون وقتًا غير مسبوق ولحظات لم تكن موجودة بالنسبة لهم، خاصة مع الدعوات المتزايدة لمطالبة بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي وإعطاء فرصة لبديل آخر.
مخاوف مجهولة
كما أعرب مسؤولون في البيت الأبيض بشكل مجهول، أحدهم كتب مقالًا في نيويورك تايمز، عن مخاوفهم بشأن الرئيس بايدن وقدرته على أداء المهمة، ووفقًا لديمقراطيين مقربين من البيت الأبيض تحدثا إلى وكالة أسوشيتد برس، أصبح وجود هانتر بايدن مقلقًا لبعض الناس، الذين شعروا بالقلق بشأن نفوذه لدى والده.
وكان من المفترض أن تكون المقابلات جزءًا من جهد لاستعادة الثقة في قدرة بايدن على القيام بحملة ناجحة، إلا أن ما زاد من تعقيد الأمور هو رحيل صحفية إذاعية بعد ظهور تفاصيل تفيد بأن حملة بايدن زودتها ومراسل آخر بأسئلة المقابلة، وهو ما أضاف إلى الانتقادات بأنه لا يستطيع التعامل مع الاستجواب غير المخطط له.
ذلك الأمر دفع مسؤول الاتصالات السابق في البيت الأبيض مايكل لاروزا لتوجيه انتقادات عامة لاذعة إلى مسؤولي إدارة بايدن، مؤكدًا أن فرق الاتصالات التابعة للرئيس قد فقدت كل مصداقيتها، وعازمون على مواصلة إذلال بايدن بممارسات إعلامية مضللة تؤدي إلى تآكل مكانته.