كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خلافات مُتزايدة داخل حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، ما يُعزز احتمالات انهيارها، وسط معارضة شديدة من الوزيرين المتطرفين، إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، لاتفاق مع حماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين لدى الحركة في القطاع، مقابل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
ونقلت القناة الـ 13 الإسرائيلية، عن مسؤولين كبار، إن الخلافات داخل حكومة نتنياهو تتزايد، وأن وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، يبحث عن ذرائع لتفكيكها والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
ووفقًا للمسؤولين، فإن رؤساء الائتلاف الحكومي لم يجتمعوا منذ فترة بسبب تلك الخلافات.
كانت القناة 12 الإسرائيلية، قالت إن نتنياهو سيجتمع مع بن جفير، بعد طلبه الدخول إلى الحكومة المصغرة مقابل تأييد قانون الحاخامات.
ورفض نتنياهو ضم بن جفير إلى الحكومة المصغرة؛ ما دفع الأول إلى انتقاد الثاني في منشور بحسابه على منصة "إكس" قائلًا إنه "يتخذ القرارات بمفرده ويعزل شركاءه في الحكومة".
وأضاف بن جفير: "عندما يتصرف رئيس الوزراء كحكومة رجل واحد، ويتخذ القرارات بمفرده، ويعزل شركاءه الطبيعيين في الحكومة، بما في ذلك باجتماعات مجلس الحرب التي أفرغت من مضمونها، فهذا أمر لا يحتمل".
وأضاف: "لم نأت لنهتف على المنبر، لقد جئنا للتأثير، ولهذا السبب فإن مطلبنا بالدخول إلى منتدى إدارة الحرب ما زال قائمًا".
وفي 9 يونيو الماضي، أعلن عضوا مجلس الحرب من حزب "معسكر الدولة" بيني جانتس وجادي آيزنكوت، انسحابهما من مجلس الحرب.
ولاحقًا، تم حل المجلس، لكن نتنياهو واصل إجراء المشاورات المتعلقة بإدارة الحرب في منتدى أصغر، يضم وزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس حزب "شاس" آرييه درعي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنجبي.
وفي وقت سابق الاثنين، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن مصادر لم تسمها في حزب بن جفير "القوة اليهودية"، إنه ما دام مطلبهم بانضمام بن جفير لمجلس الحرب لم يتحقق سيلجأون "لتعطيل عمل الائتلاف"، بما في ذلك من خلال تعطيل التصويت على مشاريع القوانين المطروحة من قبل الائتلاف.
من جانب آخر، تحدث بن جفير عن إدارة إسرائيل للحرب على عدة جبهات، قائلًا: "الجيش الإسرائيلي يتخبط في غزة، ويتم تكبيل يديه على الحدود مع لبنان".
وأضاف زاعمًا: "نجري مفاوضات بشروط افتتاحية غير شرعية، في الطريق إلى تسوية سياسية كلها استسلام للإرهاب على جميع الجبهات"، على حد وصفه.
وفي أكثر من مناسبة، هدد بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة حال التوصل إلى صفقة مع حركة حماس لتبادل الأسرى من شأنها وقف الحرب.
وصرح سموتريتش زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، بأن صفقة تبادل الأسرى التي تجري مناقشتها ستؤدي إلى هزيمة وإذلال لدولة إسرائيل وانتصار للسنوار في المستقبل.
وأضاف سموتريتش مخاطبًا نتنياهو: "رئيس الوزراء، هذا ليس هو النصر المطلق الذي وعدت به، بل الفشل المطلق. لن نكون جزءًا من صفقة الاستسلام لحماس".
ويستبعد قياديون في حزب الليكود أن يوافق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، الجاري بحثها حاليًا، بادعاء أن من شأن الموافقة عليها إسقاط الحكومة، وذلك بسبب الضغوط التي يمارسها سموتريتش وبن جفير ضد تنفيذ الصفقة، وفق ما ذكر موقع "واينت" الإسرائيلي.
وتسعى دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، حاليًا، من خلال المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، إلى التوصل لاتفاق بين الطرفين بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع مقابل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وعلى مدار أشهر وأمام التعنّت الإسرائيلي بغطاء أمريكي، لم تنجح جهود الوساطة بالتوصل لاتفاق، حيث أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب بشكل كامل.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربًا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 126 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
ويواصل جيش الاحتلال الحرب متجاهلًا قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.