تتجه الأنظار نحو قمة التحالف الشمالي الأطلسي (الناتو)، وسط تصاعد الجدل السياسي حول مستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي كانت القمة تُخطط لأن تكون احتفالًا بثبات الحلفاء. ففي ظل تساؤلات واسعة حول عمره، يسعى بايدن إلى تعزيز حملته الانتخابية، في حين يستعرض القادة الأوروبيون تفضيلهم لـ"بايدن" على منافسه دونالد ترامب، الذي يهدد بتقليص التزام الولايات المتحدة تجاه الناتو بشكل جذري.
ومع ذلك، تبقى الشكوك حول مدى قدرة بايدن على إعادة انتخابه، ما يجعل الأوروبيين يفكرون في مستقبل العلاقات الأمريكية الأوروبية في ظل هذه التحديات الجديدة.
مستقبل "بايدن" المجهول
دفعت الشكوك المتزايدة بشأن فرص إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الزعماء الأوروبيين إلى التوجه إلى قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن لمواجهة احتمال عودة أبرز منتقدي التحالف العسكري، دونالد ترامب.
ومن المتوقع أن يؤكد حلف شمال الأطلسي -الذي يتألف من 32 حليفًا من أوروبا وأمريكا الشمالية- التزامهم بالدفاع عن بعضهم البعض مع احتفاله بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسه خلال القمة التي تبدأ غدًا الثلاثاء.
لكن خلف الكواليس، سيكون الموضوع المهيمن هو الاستعداد للانقسام المحتمل، مع نمو قوة القوى اليمينية المتطرفة المعادية لحلف شمال الأطلسي في الولايات المتحدة ودول أخرى، بما في ذلك فرنسا، مما يثير المخاوف بشأن مدى قوة الدعم الذي سيحظى به التحالف والمساعدات العسكرية التي يرسلها أعضاؤه إلى أوكرانيا، بحسب وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس".
وتحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن أداء بايدن الضعيف في حملة إعادة انتخابه الرئاسية جعل المسؤولين الأوروبيين غير متأكدين من مستقبله. وفي هذا الصدد، قال مسؤول سابق في حلف شمال الأطلسي إنهم لا يريدون جعلها جزءًا من المناقشة، من باب المجاملة لبايدن، لكنها في أذهان الجميع.
دعم أوكرانيا
يسعى "الناتو" إلى تقديم حزمة مساعدات جديدة خلال القمة المقبلة، كدليل قوي على التزامه تجاه أوكرانيا، إلا أنها متواضعة نسبيًا مقارنة بحزم المساعدات السابقة التي قدمها التحالف خلال السنوات الماضية.
وما زال التحالف لم يتوصل إلى اتفاق بشأن شروط التزام يسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو، حيث تفضّل كل من ألمانيا والولايات المتحدة وفقًا للتقارير "جسرًا إلى العضوية"، بينما تدفع الدول الأكثر حربية نحو مسار "لا رجعة فيه" نحو العضوية، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ومع ذلك، تحدثت شبكة "بلومبرج" أن المسؤولين لا يرغبون في تكرار ما حدث في قمة فيلنيوس عام 2023، حيث اصطدم المسؤولون الأوكرانيون مع التحالف.
انتقادات متوقعة للصين
ومن المتوقع أيضًا أن يقدم التحالف انتقادات حادة للصين في بيانه الختامي، مركزًا بشكل خاص على دعم بكين للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وفقًا للمسؤولين الأوروبيين.
وقال أحد المسؤولين: "ستكون هناك لغة قوية بشأن الصين"، مشيرًا إلى أنها من أولويات إدارة بايدن.
وبينما أكد مسؤولو الناتو أن للتحالف دورًا في المحيط الهندي، فإن هناك خلافات كبيرة داخل الناتو بشأن دوره في آسيا. إذ قال مسؤول، إنه لا يرى أي قيمة مضافة لوجود الناتو كجهة أمنية في المنطقة، لافتًا إلى أنه حتى الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن وجودًا متزايدًا للناتو قد يؤدي إلى احتقان مع الصين.