يبحث حلف شمال الأطلسي "الناتو" الطريقة التي يريد بها حماية نفسه من إعادة انتخاب دونالد ترامب، رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، قبل قمة الناتو المقرر عقدها في واشنطن.
ويرغب الناتو في توسيع وجوده المدني بأوكرانيا، بعد أن قررت دول الحلف البالغ عددها 32، إرسال ما يشبه ممثل خاص إلى العاصمة كييف، لتوجيه الدعم السياسي والعملي للتحالف هناك.
وبحسب موقع "إن تي في" الألماني،لن يتم تنسيق عمليات تسليم الأسلحة، في المستقبل، إلى أوكرانيا من قبل جنود أمريكيين، بل من خلال المقر الجديد لحلف شمال الأطلسي في فيسبادن بألمانيا، ويُنظر إلى مشروع الناتو أيضًا على أنه إجراء احترازي في حالة عودة دونالد ترامب، المحتملة إلى الرئاسة الأمريكية، بدءًا من يناير 2025.
وأثارت تصريحات ترامب في الماضي شكوكًا حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل دعم أوكرانيا في ظل حكم ترامب، ويخشى الحلف من أن التغيير السياسي بواشنطن يمكن أن يؤثر أيضًا على تنسيق عمليات تسليم الأسلحة وأنشطة التدريب للقوات المسلحة الأوكرانية.
ويريد الناتو إعطاء إشارة البدء لعملية جديدة لتنسيق عمليات تسليم الأسلحة وأنشطة التدريب للقوات المسلحة الأوكرانية في القمة، التي ستعقد الأسبوع المقبل بواشنطن.
وكان لحلف شمال الأطلسي تمثيل رسمي في كييف منذ ما يقرب من عقد من الزمن، وهو يدير أيضًا مكتب اتصال ومركزًا للمعلومات والتوثيق الموجود منذ أواخر التسعينيات، إذ يهتم بالاتصالات مع الوزارات والسلطات الأوكرانية ويهدف إلى تعزيز الحوار السياسي والتعاون العملي مع الناتو، كما أنه يقدم المشورة للسلطات بشأن أنشطة دعم الشراكة بين الناتو وأوكرانيا والإصلاحات في قطاع الأمن والدفاع، وينبغي أن يكون هناك أيضًا المزيد من الموظفين لهذا الغرض في المستقبل.
وأخذت الولايات المتحدة حتى الآن زمام المبادرة في تنسيق عمليات تسليم الأسلحة وأنشطة التدريب، التي يرغب حلف شمال الأطلسي في القيام بها بالمستقبل، والذي أنشأ في نهاية عام 2022 وحدة مكونة من نحو 300 جندي تُسمى مجموعة المساعدة الأمنية بأوكرانيا (SAG-U) في المقر الأوروبي للقوات المسلحة الأمريكية في فيسبادن بولاية هيسن.
ولم يقدم ترامب ولا حملته أجندة جديدة لحلف شمال الأطلسي، وبحسب خبراء ستحتفظ الولايات المتحدة بمظلتها النووية فوق أوروبا خلال فترة ولاية ترامب الثانية، من خلال الحفاظ على قوتها الجوية وقواعدها في ألمانيا وإنجلترا وتركيا، وكذلك قواتها البحرية، وفي الوقت نفسه، فإن الجزء الأكبر من المشاة والمدرعات والخدمات اللوجستية والمدفعية سينتقل في النهاية من أيدي الأمريكيين إلى الأوروبيين،
وهدد دونالد ترامب بمغادرة الناتو مرات عديدة، وتشمل خطة ترامب تفعيل نظام الناتو ذو المستويين، وهي الفكرة، التي اقترحها لأول مرة مسؤول كبير سابق آخر في إدارة ترامب، وهو اللفتنانت جنرال المتقاعد بالجيش كيث كيلوج، والتي تفرق بين الدول الأعضاء التي لم تحقق بعد هدف إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، والدول التي حققت ذلك.
وأعرب ترامب عن غضبه من أن حلفاء الناتو "يخدعوننا"، من خلال عدم تحقيق هدف الإنفاق البالغ 2%.
وفي الآونة الأخيرة، بدا أن ترامب يدعو في الواقع إلى شن هجوم روسي ضد الدول الفاشلة بحلف شمال الأطلسي، قائلًا إنه "يشجع" الروس على القيام بكل ما يريدونه مع الدول الأعضاء، التي لم تحقق بعد هدف الإنفاق الدفاعي عقب عقد من الزمن.
ومن المرجح أيضًا أن يلعب التوصل إلى حل سريع للصراع الأوكراني المستمر منذ عامين ونصف العام، دورًا رئيسيًا في خطط ترامب بشأن الناتو.
وكجزء من خطة لأوكرانيا لم يتم الإعلان عنها من قبل، يدرس المرشح الجمهوري المفترض التوصل إلى اتفاق يلتزم بموجبه حلف شمال الأطلسي بعدم التوسع شرقًا وتحديدًا في أوكرانيا وجورجيا، ويتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول مساحة الأراضي الأوكرانية التي تشغلها موسكو، ويمكن الاحتفاظ بها، وفقًا لخبيرين آخرين في الأمن القومي متحالفين مع ترامب.