الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

على غرار بريطانيا وفرنسا.. هل تفعلها أحزاب الخيار الثالث في أمريكا؟

  • مشاركة :
post-title
هيمنة الحزبين يثير استياء الناخب الأمريكي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

على مدار الشهور الماضية، أظهرت استطلاعات الرأي المختلفة في الولايات المتحدة، أن الأمريكيين في حالة قلق من أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي "يؤديان عملًا سيئًا للغاية"، ومع المناظرة السيئة من الطرفين -كما يراها الناخبون- باتت الحاجة إلى خيار ثالث أو حزب رئيسي ثالث أمرًا ضروريًا بالنسبة للشعب الأمريكي.

ويعاني مرشحو الأحزاب الثالثة من القمع القانوني والتعتيم الإعلامي، وبحسب منظمة people dispatch باتوا محصورين في هامش السياسة، الأمر الذي دفع الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى التجذر بقوة في سياسات الدولة، إلا أنهم في النهاية يقدمون بديلًا سياسيًا واضحًا في النظام السياسي الأمريكي.

عقبات قانونية

ومن أبرز المشاكل أمام مرشحي الأحزاب الثالثة في أمريكا، هي النظام الانتخابي ضد من لا يترشحون كديمقراطيين أو جمهوريين، حيث يواجهون العديد من العقبات القانونية التي من المفترض أن يتجاوزوها حتى يحصلوا على مكان في صناديق الاقتراع، وهو ما يتطلب بحسب المنظمة إنفاقًا كبيرًا لجمع ما يكفي من التوقيعات للظهور على ورقة الاقتراع في كل ولاية.

في نيويورك، التي تُعد من الولايات الأكثر سكانًا، بات وصول هؤلاء المرشحين، سواء من الطبقة العاملة أو المناهضين للمؤسسة الأمريكية، إلى صناديق الاقتراع مستحيلًا، ففي عام 2022، زادت الولاية من عدد التوقيعات المطلوبة من المستقلين من 15000 إلى 45000، ليتم جمعها في غضون ستة أسابيع فقط، وهو مستحيل بشكل أساسي للمرشحين الذين ليس لديهم فائض من المال لإنفاقه.

مناظرة بايدن وترامب
حزب رئيسي ثالث

ومن الصعوبات أيضًا الجهود المتعمدة من الأحزاب الحاكمة لإبعاد المرشحين البدلاء عن صناديق الاقتراع، منها ما نشرته مجلة جاكوبين عن المحاولات المروعة التي يبذلها الديمقراطيون لمنع الحزب الأخضر من خوض انتخابات ولاية كارولينا الشمالية في 2022، بما في ذلك الذهاب إلى منازل المواطنين الموقعين على العرائض ومحاولة إقناعهم بإزالة أسمائهم.

وتكشف استطلاعات الرأي، وجود ارتفاع في معدل الأمريكيين الذين بدأوا يشعرون بأهمية وجود حزب رئيسي ثالث، منها استطلاع مؤسسة جالوب السنوي الأخير في 2023، والذي جاء فيه أن 63% من البالغين الأمريكيين يتفقون على أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي "يؤديان عملًا سيئًا للغاية" في تمثيل الشعب الأمريكي إلى الحد الذي يجعل "الحاجة إلى حزب رئيسي ثالث" أمرًا ضروريًا.

نطاق الديمقراطية

حتى الآن لم يفز أي مرشح من حزب ثالث بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الحديثة، على الرغم من أنهم لعبوا في بعض الأحيان أدوارًا كبيرة كمفسدين من خلال أخذ الأصوات من مرشحي الحزب الرئيسي، منهم رجل الأعمال الملياردير روس بيرو الذي حصل على 19% من الأصوات، مما أدى إلى تحول مسار البيت الأبيض لصالح الديمقراطي بيل كلينتون على حساب الرئيس جورج بوش الأب.

والآن أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز أن المرشح المستقل روبرت إف كينيدي جونيور، الذي أطلق حملة رئاسية مستقلة في أكتوبر، قد يحصل على 20% في منافسة ثلاثية مع بايدن وترامب، كما وجد استطلاع رأي HarrisX، أنه في مواجهة مباشرة، سيصوّت 49% لصالح ترامب، مقابل 38% لهاريس، و15% لكينيدي.

إن توسيع نطاق الديمقراطية الأمريكية يعد هدفًا لأحزاب الطرف الثالث، كما يقول ​​كونور هارني مرشح حزب الخضر لمجلس الشيوخ في ولاية كارولينا الشمالية، في مقاله العام الماضي بمجلةjacobin، ومع ما حدث من انهيار المحافظين في بريطانيا ومثله في فرنسا ومن قبلهم إيطاليا أمام أقصى اليمين المؤيدين للعمال والطبقات العاملة، لا نستبعد أن يحدث ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية للخروج من أزمة "بايدن- ترامب".