تنافس الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، والسابق دونالد ترامب، مساء الخميس، على الناخبين غير الحاسمين لأصواتهم، خلال المناظرة الأولى للحملة الرئاسية، إذ تبادلا الإهانات حول اختلافاتهما السياسية والهجرة ومن يمثل تهديدًا للديمقراطية.
من يستطيع تقديم أفضل أداء؟
وخلال المناظرة التي جرت في مقر شبكة "سي إن إن" في أتلانتا، تجادل بايدن وترامب حول من يستطيع أن يقدم أداء أفضل للأمريكيين خلال السنوات الأربع المقبلة في مجموعة واسعة من القضايا، تتراوح من الاقتصاد إلى تغير المناخ إلى السياسة الخارجية. واتهم كل منهما الآخر -مرارًا وتكرارًا- بالكذب.
وتحدث "بايدن" بهدوء في عدة نقاط، وسعل وقدم عدة إجابات مربكة إلى حد ما، وفي مرحلة ما، بدا أنه فقد سلسلة أفكاره وأنهى إجابته بعبارة "لقد تغلبنا أخيرًا على برنامج الرعاية الطبية".
واختلف الاثنان بشدة بشأن الوصول إلى حقوق الإنجاب، بما في ذلك الإجهاض، إذ قال ترامب إن موقف الديمقراطيين "جذري"، وقال بايدن إن ترك القرارات للولايات كان "فظيعًا" بالنسبة للنساء.
ولم يتصافح بايدن (81 عاما) وترامب (78 عاما) في البداية، وهو ما يمثل اختلافًا عن المناظرات السابقة.
انتقادات حول السلوك الشخصي
وفي حين وجه ترامب كلمات قاسية حول سياسة بايدن بشأن الحدود، انتقد بايدن سلفه لتعيينه قضاة في المحكمة العليا ألغوا الحق الدستوري في الإجهاض، فقد وجه كل منهما انتقاداته القاسية للسلوك الشخصي للآخر.
في إشارة إلى التقارير التي تفيد بأن ترامب، بصفته رئيسًا، قال إن المحاربين القدامى الذين قتلوا في المعارك في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية كانوا "حمقى وخاسرين"، استشهد بايدن بابنه "بو" الذي كان من قدامى المحاربين في الحرس الوطني، وقال: "ابني لم يكن خاسرًا ولم يكن أحمقًا.. أنت الأحمق أنت الخاسر".
تكذيب ترامب
وهاجم بايدن في عدة مناسبات مصداقية ترامب وصدقه، قائلًا بعد إجابة واحدة: "كل شيء قاله كذبة"، وقال ردًا على إجابة أخرى لترامب: "لم أسمع قط هذا القدر من الكذب في حياتي كلها".
وأثار ترامب إدانة نجل بايدن، هانتر، بتهم الأسلحة الفيدرالية هذا العام، وقال إن الرئيس الأمريكي الحالي ربما يواجه المحاكمة بسبب أدائه في مجال أمن الحدود.
قضايا ترامب وهانتر
وأشار بايدن إلى الحكم الصادر ضد ترامب ووصفه بأنه مجرم مدان، فيما رفض ترامب إدانته الجنائية خلال المناظرة وأكد موقفه بأنه لم تكن له علاقة جنسية مع ممثلة أفلام إباحية، وقال: "لم أمارس الجنس مع نجمة أفلام إباحية"، في أول مرة يتم فيها نطق مثل هذه الكلمات، أو أي شيء قريب منها، خلال مناظرة رئاسية.
وقال ترامب: "لم أرتكب أي خطأ، لدينا نظام مزور ومثير للاشمئزاز.. لم أفعل أي شيء خاطئ"، وردّ على السؤال بالإشارة إلى هانتر بايدن، وقال: "عندما يتحدث عن مجرم مدان، فإن ابنه هو مجرم مدان".
أحداث الكابيتول
وخلال المناظرة، قال ترامب إنه "في 6 يناير كنا محترمين في جميع أنحاء العالم"، لكن ذلك تغير بعد تولي بايدن منصبه.
وبدا أن ترامب يلمح إلى أن الأشخاص الذين اقتحموا مبنى الكابيتول كانوا "أبرياء" و"وطنيين"، قائلًا: "يجب أن تخجلوا من أنفسكم لوجود هؤلاء الأشخاص في السجن".
وقال بايدن إن "ترامب شجع الأشخاص الذين هاجموا مبنى الكابيتول الأمريكي وضباط شرطة الكابيتول الأمريكي"، مضيفًا: "إذا تمت إدانتهم، فهو يقول إنه يريد تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم، هؤلاء الناس يجب أن يكونوا في السجن".
حقوق الإجهاض
وقال ترامب إنه وافق على قرار المحكمة العليا الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر بترك الوصول إلى الميفيبريستون، وهو أحد المستحضرات الصيدلانية المستخدمة في الإجهاض الدوائي، وأضاف أنه "لن يسعى إلى تقييد الوصول إذا تم انتخابه رئيسًا في نوفمبر".
وقال ترامب: "أنا أتفق مع قرارهم بالقيام بذلك، ولن أعرقله"، مضيفًا "أن القرار السابق للمحكمة العليا بإلغاء الحق الدستوري في الإجهاض كان أمرًا جيدًا، وإنه يؤيد الاستثناءات في حالات الاغتصاب وزنا المحارم أو حياة المرأة".
ورفض بايدن تصنيف ترامب بأن الديمقراطيين "راديكاليون" فيما يتعلق بسياسة الإجهاض، وقال إنه يدعم إعادة تدابير الحماية التي كانت موجودة في ظل قضية "رو ضد وايد".
وقال بايدن عن ترك القرارات المتعلقة بالإجهاض لمشرعي الولاية: "لقد كان شيئًا فظيعًا"، مقارنًا ذلك بترك قرارات الحقوق المدنية للولايات.
الدولة الفلسطينية
وامتنع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن تأييد إقامة دولة فلسطينية مستقلة عندما سُئل خلال المناظرة الأولى للانتخابات الرئاسية العامة عمّا إذا كان سيدعم إنشاء هذه الدولة إذا أدت إلى تحقيق السلام في المنطقة.
وقال "ترامب": "يجب أن أرى"، متهمًا الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه أصبح مثل الفلسطيني الضعيف بسبب انتقاداته لإسرائيل.
واعترض ترامب على مساعي بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن إسرائيل هي الوحيدة القادرة على ذلك، ويجب السماح لهم بالذهاب وإنهاء المهمة- في إشارة إلى اقتحام كامل رفح الفلسطينية-، متهجمًا على بايدن بأنه فلسطيني ضعيف وسيئ للغاية.
وردّ بايدن قائلًا: "لم أسمع قط مثل هذا القدر من الحماقة".
الخروج من الناتو
اتهم بايدن، سلفه ترامب، بأنه سيسمح لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بفعل ما يريد مع حلف شمال الأطلسي" الناتو"، موجهًا انتقادًا لترامب حول رأيه في الصراع الأوكراني الروسي.
وقال بايدن أن ترامب يريد الخروج من حلف شمال الأطلسي والانسحاب منه، مشيرًا إلى أنه لم يسمع مثل هذا القدر من "الحماقة"، ولفت إلى أنه قد جعل دعم أوكرانيا والوقوف في وجه القادة الذين وصفهم بالمستبدين ركيزة أساسية في السياسة الخارجية لحملته.
العلاقات مع الصين
وقال "ترامب"، إنه لم يستمر في دعم اتفاق باريس للمناخ لأن الولايات المتحدة وحدها التي كانت تدفع لتمويل الاتفاق، وأن بايدن يدمر نظام الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي بسبب ما يتعرض له الأطباء في عهده.
وأكد "ترامب" أنه عاقب الكثير من المسؤولين على أدائهم السيئ حتى في الجيش، أما بايدن فلا يستطيع فعل مثل ذلك، وأراد أن يزيد الضرائب 4 أو 5 أضعاف على كل مواطن، وأتعجب من أن السياسيين لم يعلقوا على ذلك.
كما لفت ترامب إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من أكبر عجز وأسوأ علاقات تجارية مع الصين، وسمح لها بأن تفعل ما يحلو لها، كما أن تجارة المخدرات عبر الحدود هي الأكبر في تاريخ البلاد.
دولة فاشلة
وقال بايدن، إن الرئيس السابق هو من سيزيد الضرائب على الطبقة المتوسطة وسيدمرها، أما هو فيحمي الفقراء منها، مضيفًا أن ترامب تسبب بأعلى نسبة ديون في تاريخ البلاد.
وأضاف "بايدن"، "أصبحت أكبر رئيس للولايات المتحدة مثلما كنت ثاني أصغر سيناتور في تاريخ البلاد، ولم أسمع أي رئيس تحدث عن فكرة أننا دولة فاشلة مثل دونالد ترامب، وأي رئيس دولة في العالم يريد أن يكون مكاني بسبب ما قدمته".
بايدن أسوأ رئيس
فيما قال ترامب: "بايدن جعل دول الناتو تدفع المليارات للإنفاق الدفاعي لأنه لا يمكن أن تتحمل الولايات المتحدة وحدها التكلفة".
وأضاف "ترامب"، أن "أحداث السادس من يناير كانت مستقلة عني، والدافع وراءها كان الخوف على الولايات المتحدة، لم أحرض أحدًا على أحداث السادس من يناير لكن هذا لا ينفي أنها كانت حركة بطولية، ولقد فعلت الكثير لدعم الديمقراطية، وبايدن هو أسوأ رئيس للولايات المتحدة".
وتابع "ترامب": "بايدن تسبب في التضخم وهو القاتل الحقيقي لملايين السود الذين أتوا عبر الحدود"، ولفت إلى أنه يريد تنظيف المياه والهواء ولديه أجندة قوية في هذا المجال، فيما قال: "نخسر كل أشكال الطاقة في عهد بايدن".
مناظرتان
تعد المناظرتان الرئاسيتان هذا العام خروجًا عن السنوات الماضية، حيث تخلى كلا المرشحين عن الجدول الزمني المقترح من اللجنة غير الحزبية للمناظرات الرئاسية.
واتفق بايدن وترامب في وقت لاحق على إجراء مناظرتين، الأولى عقدتها شبكة سي إن إن، أمس الخميس، والأخرى في 10 سبتمبر ستستضيفها شبكة ABC News.