الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عبر دورة تنتهي بالملوثات إلى الطعام.. النفايات البلاستيكية "القاتل الصامت" للإنسان

  • مشاركة :
post-title
حرق البلاستيك في جزر فيجي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

يُسبب حرق النفايات البلاستيكية أو دفنها أو إلقاؤها في البيئة خطرًا كبيرًا على الإنسان والحيوانات البحرية والبيئة بشكل عام، وأبدى العلماء مخاوفهم من تسبب الملوثات غير المرئية الناتجة عنها في خسائر فادحة، بل وربطوها بأمراض كثيرة، مثل السرطان والأورام والربو.

ويعتبر أرخبيل فيجي، الذي يتألف من أكثر من 330 جزيرة، الواقع في جنوب المحيط الهادئ، واحدًا من أهم الأماكن على الكوكب، التي يتم فيها القيام بمثل تلك الأمور، وبحسب مجلة تايم الأمريكية، تنتج فيجي ثلث نفاياتها البلاستيكية محليًا والباقي ينجرف مع تيارات المحيط من أماكن بعيدة، مثل جنوب إفريقيا والمكسيك.

النظام البيئي

ووصفت المجلة منطقة فيجي بأنها محاصرة بــ"مد بلاستيكي"، ومن أجل التخلص منه، يعتبر الحرق هو الخيار الأبسط والأسهل للسكان، والذي يطلق بدوره موادًا سامّة تبقى في البيئة لمئات السنين، مع تأثيرات ضارة على صحة الإنسان والنظام البيئي.

ووجد العلماء أن الخطر يكمن في أنه عقب حرق النفايات البلاستيكية تنطفئ الجمرات ويتحول الدخان إلى ضباب خانق ينتشر عبر المجتمع، ثم بعد ذلك تجرف الأمطار البقايا المحترقة جزئيًا إلى المجاري المائية الطبيعية، لتروي الأراضي الواقعة في طريقها، التي يزرعها السكان بالخضروات والفاكهة.

خريطة توضح أماكن تجمع النفايات البلاستيكية
الحطام البلاستيكي

وبعد ذلك تصل تلك النفايات إلى الخليج، وعندما تنجرف إلى المحيط، فإن ما تبقى من الحطام البلاستيكي سوف يتحلل إلى جزيئات مجهرية تتسرب منها المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية السامة إلى البيئة البحرية، ما يؤدي ببطء إلى تسميم الأسماك التي يصطادها السكان لوجباتهم المسائية.

يتم تكرار ذلك الأمر عشرات المرات يوميًا في المجتمعات حول العالم، وفي جميع أنحاء أرخبيل فيجي، ما يخلق عبئًا سامًا على الصحة البشرية والبيئية، ووفقًا للمجلة فإن الأدلة العلمية أثبتت العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة في لحم كل الأنواع البحرية التي تم اختبارها تقريبًا؛ وتم تحديد بعض المواد الكيميائية البلاستيكية في مياه الشرب؛ وأخرى في أوراق النباتات التي تُروى من المجاري المائية الملوثة.

11 مليار طن

وكشفت دراسة علمية -تعد الأولى من نوعها في قياس استخدام البلاستيك على مستوى العالم- أن البشر أنتجوا أكثر من 11 مليار طن متري من البلاستيك الخام منذ عام 1950، ولا يزال 2 مليار طن متري فقط قيد الاستخدام اليوم، مما يعني أن الباقي -نحو 8.7 مليار طن- عبارة عن نفايات.

البلاستيك يدمر العالم واجتماعات عالمية للحد من خطورته

وتشير البيانات إلى أن البلاستيك لديه القدرة على التأثير سلبًا في صحة الإنسان، وأكدت ليندا إس بيرنباوم، عالمة السموم والمديرة السابقة للمعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية في الولايات المتحدة، أن حرق النفايات البلاستيكية يطلق الديوكسينات التي تبقى في البيئة إلى الأبد وترتبط بالسرطان، وكذلك الإعاقات الإنجابية والتنموية.

خطة عالمية

ويصعب رؤية المواد الكيميائية التي تدخل في إنتاج البلاستيك، والتي تنبعث عندما يتحلل، لكنها تحمل تهديدًا أكثر ضررًا للحياة البشرية، وفقًا للباحثين، ويعد تنظيف مثل هذا التلوث في جزر فيجي أمرًا مستحيلًا تقريبًا، إلا أنه بحسب المجلة هناك حركة عالمية لوقف إنتاج مصدر البلاستيك، تقوده فيجي بنفسها.

وتجتمع دول من جميع أنحاء العالم هذا العام في سلسلة من الاجتماعات المخصصة برعاية الأمم المتحدة والتي ستختتم في كوريا الجنوبية في نوفمبر، وتسعى جزر فيجي إلى إنتاج معاهدة عالمية قوية عن طريق لجنة التفاوض الحكومية الدولية بشأن تلوث البلاستيك، من شأنها أن تقلل بشكل كبير من إنتاجه غير الضروري، وتقلل من العبء الكيميائي، وتحميل الشركات المصنعة المسؤولية عن التخلص المستدام من منتجاتها.