بدأ الجدار الديمقراطي حول الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانهيار، إذ أفادت تقارير بأن العشرات من الديمقراطيين في مجلس النواب يفكرون في إصدار مطلب عام بانسحاب بايدن من السباق الرئاسي لعام 2024، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وأثارت المناظرة المثيرة للقلق بين بايدن والمرشح الجمهوري المحتمل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، موجة هائلة من الانتقادات والتكهنات حول ما إذا كان من الممكن استبداله كمرشح الحزب الديمقراطي قبل نوفمبر 2024.
وأصبح عضو الكونجرس عن ولاية تكساس لويد دوجيت، أول عضو ديمقراطي في الكونجرس يدعو بايدن علنًا إلى الانسحاب من انتخابات 2024، بعد الأداء الضعيف في المناظرة أمام ترامب.
وقال عضو الكونجرس في بيان: "كان التزام الرئيس بايدن الأول دائمًا تجاه بلدنا، وليس تجاه نفسه، وأنا متفائل بأنه سيتخذ القرار المؤلم والصعب بالانسحاب".
ومع ذلك، كان ما لا يقل عن 25 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب الأمريكي، أمس الثلاثاء، يستعدون لدعوة بايدن للتنحي إذا بدا مهتزًا في الأيام المقبلة، وفقًا لتقرير نشرته وكالة "رويترز"، بناءً على تعليقات أدلى بها مساعد ديمقراطي في مجلس النواب.
وقال المساعد الديمقراطي، إنه حتى مساء الثلاثاء، هناك 25 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب يستعدون لمطالبة بايدن بالتنحي، ومع ذلك، واصلت حملة بايدن التقليل من المخاوف، مشيرة إلى أن الرئيس جمع 38 مليون دولار، منذ الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن الكثير يعتمد على أداء بايدن في مقابلة مقررة مع شبكة "أيه بي سي نيوز"، هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يراقب الديمقراطيون في مجلس النواب عن كثب لمعرفة ما إذا كان الرئيس "قادرًا على التعامل مع الأسئلة السريعة وليس فقط الظهور المنسق في الحملة الانتخابية".
وقال مساعد آخر لرويترز، إن الممثلين الديمقراطيين من مناطق الكونجرس المتنافسة يشعرون بالقلق من سيل الأسئلة حول لياقة بايدن من قبل الناخبين، قائلًا "يبدو أن السد قد انهار".
ويواجه البيت الأبيض وابلًا من الأسئلة حول أداء الرئيس في المناظرة، كما تلقى دعوة لإصدار المزيد من السجلات الطبية.
المتحدثة باسم البيت الأبيض تعمقت في الأمر، قائلة إن سجل بايدن يتحدث عن إنجازاته، مشيرة إلى أنه "مع تقدم العمر تأتي الحكمة والخبرة".
وبدأ الديمقراطيون الآخرون في التعبير علنًا عن قلقهم من أن بايدن قد يؤذي المرشحين في سباقات التصويت.
وقال مايك كويل، النائب ديمقراطي عن ولاية إيلينوي: "إنه قراره، أريد فقط أن يقدر في هذا الوقت مدى تأثير الأمر ليس على سباقه فقط، بل وعلى جميع السباقات الأخرى المقبلة في نوفمبر".
حتى أشد المدافعين عن الرئيس يعطون مصداقية لسيل الأسئلة المتعلقة بصحة الرئيس، إذ قالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة: "لديه رؤية ولديه معرفة ولديه حكم ولديه تفكير استراتيجي وغيرها، لكنه مرَّ بليلة سيئة. الآن، مرة أخرى، أعتقد أن من المشروع أن نقول: هل هذه حادثة واحدة أم حالة دائمة؟".
لا يظهر استطلاع رأي جديد لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أي ضرر فوري من أداء بايدن المتعثر في المناظرة، إذ يتخلف الرئيس عن ترامب بـ6 نقاط، 43% إلى 49% ، وهي نفس الأرقام أبريل الماضي.
لكن نسبة تأييد بايدن تتراجع إلى مستوى منخفض جديد، إذ أيده 36% فقط من الأمريكيين على أدائه الوظيفي.
وفي مواجهة افتراضية مع الرئيس السابق، تتفوق نائب الرئيس كامالا هاريس، في استطلاعات الرأي، إذ تتخلف عن ترامب بنقطتين فقط، 45% مقابل 47%.
كما أعرب بعض أنصار بايدن البارزين عن دعمهم لهاريس، لكنهم أصروا في الوقت الحالي، على بقاء الرئيس في صدارة القائمة.
وكان بايدن قدم تفسيرًا جديدًا للأداء الضعيف في المناظرة أمام ترامب عندما تحدث في فعالية لجمع المال بفيرجينيا، إذ اعتذر عن الأداء الضعيف، مساء الخميس الماضي، وقال إن هذا ليس عذرًا وإنما تفسيرًا.
وألقى بايدن اللوم على الرحلات الخارجية المكثفة التي قام بها قبيل المناظرة أمام ترامب، كما قال إنها لم تكن فكرة جيدة وأنهم لم يستمع إلى موظفيه وأنه كاد ينام في المنصة، على حد تعبيره.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن بايدن سيجتمع مع حكام الولايات الديمقراطيين، لتهدئة مخاوفهم إذ تتراجع حظوظه بشكل كبير في استطلاعات الرأي وسط دعوات متزايدة لسحب ترشيحه، بما في ذلك من ديمقراطيين في الكونجرس.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، إن بايدن سيتحدث مع حكام الولايات وقادة الكابيتول هيل لطمأنتهم على كفاءته ومعالجة السخط المتصاعد بين قادة الحزب بعد الأداء الكارثي في أول مناظرة بانتخابات الرئاسة الأمريكية ضد ترامب.