الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بغواصتين جديدتين.. السويد تسعى لإحكام دفاعاتها في بحر البلطيق

  • مشاركة :
post-title
التصميم الخاص بالغواصة طراز A26 تعمل بالديزل والكهرباء ويبلغ طولها 66 مترا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في ديسمبر الماضي، وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على رصيف مركز إنتاج الغواصات الروسي في البحر الأبيض في سيفيرودفينسك -أقصى شمال البلاد- خلال حفل تدشين غواصتين نوويتين، متعهدًا بتعزيز "القوة العسكرية-البحرية" لروسيا.

وشارك "بوتين" في مراسم رفع العلم التي أقيمت في سيفيرودفينسك على البحر الأبيض، حيث بنيت على مدى السنوات الست الأخيرة الغواصتان "كراسنويارسك" و"الإمبراطور إسكندر الثالث".

وقال "بوتين" في كلمة وجهها للبحارة، خلال تفقده إحدى الغواصتين في مياه القطب الشمالي المتجمدة: "بسفن وبأسلحة كهذه، ستشعر روسيا أنها آمنة".. عندها أدرك جيران الشمال أن المياه القطبية ليست آمنة إلى الحد الذي يظنونه.

والآن، تسعى السويد لإطلاق غواصات جديدة، تعتبر الأولى منذ عقود، بأسلحة متقدمة ونظام دفع خفي وهياكل قادرة على تجنب الموجات الصوتية، لمواجهة روسيا تحت بحر البلطيق.

تعزيز الأسطول

فيما أشارت تقارير وكالة الدفاع السويدية إلى أن البحرية الروسية سيكون لديها 50 غواصة في عام 2030، إذ تبني موسكو -إضافة إلى السفينتين اللتين ستدخلان أسطول المحيط الهادئ- ثماني غواصات نووية.

من المقرر إطلاق الغواصات السويدية الجديدة من طراز A26 التي تعمل بالديزل والكهرباء ويبلغ طولها 66 مترًا في عامي 2027 و2028، وتحمل اسمي "بليكينج" و"سكين" على اسم مقاطعتين سويديتين. وهي مصممة للقيام بدوريات في المناطق الشرقية لحلف شمال الأطلسي تحت بحر البلطيق، وتتبع ومواجهة التحركات البحرية لموسكو وسط تدهور العلاقات باستمرار بين روسيا وأوروبا.

وأكد تقرير للنسخة الأوروبية من "بوليتيكو" أن الغواصتين هما أول غواصتين جديدتين في السويد يتم بناؤهما منذ منتصف التسعينيات، وستنضمان إلى أربع سفن أقدم في الأسطول الشمالي.

ونقل التقرير عن ماتس ويكسل، رئيس شركة كوكومس التابعة لشركة ساب السويدية لصناعة المعدات العسكرية، التي تقوم ببناء غواصات A26 قوله: "لدينا تاريخ طويل في بناء الغواصات. لكن هذه لا تزال خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة لنا".

بحارة روس على الغواصة النووية الإمبراطور "ألكسندر الثالث" في القاعدة البحرية في مدينة سيفيرودفينسك الروسية - وكالات
اضطرابات تحت البحر

تؤكد عمليات التجديد في البحرية السويدية الاضطرابات المرتقبة تحت سطح البحر في شمال أوروبا.

إذ طلبت البحرية النرويجية أخيرًا، أربع غواصات جديدة من شركة ألمانية. بينما تلقت هولندا عروضًا من شركات فرنسية لبناء أربع غواصات، في حين كشف رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الدنماركي، ميكائيل أوستروب ينسين، أن بلاده -التي تخلصت من أسطولها في عام 2004- تدرس إمكانية شراء غواصات للتعقب والتجسس على السفن الروسية في بحر البلطيق.

ويشير تقرير "بوليتيكو" إلى أن هذه التوسعات "ستؤدي جزئيًا إلى سد الفجوة مع أكبر الأساطيل الأوروبية لحلف شمال الأطلسي"، التي من المقرر أن تشهد نموًا طفيفًا هذا العقد، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة أبحاث الدفاع السويدية.

حسب التقرير الدفاعي السويدي، هناك ست غواصات فرنسية جديدة من طراز "باراكودا" تستعد لدخول الخدمة. كما ستنضم غواصتان أخريان من طراز " تايب 212" إلى الأسطول الألماني الحالي المكون من ست غواصات.

كما سيبلغ إجمالي أسطول المملكة المتحدة من الغواصات من فئة" أستوت" سبع غواصات بحلول نهاية العقد، وثمانية غواصات من فئة "تودارو" الإيطالية.

وقال التقرير السويدي إنه من المقرر أن يتقلص أسطول الغواصات الأمريكية من الناحية العددية إلى 57 بحلول عام 2030. لكنه أشار إلى أن استمرار إدخال فئة "فيرجينيا" الجديدة سيعمل على الحفاظ على الميزة التكنولوجية الأمريكية على منافسيها خلال الفترة نفسها، بل وتوسيعها.

تأمين المحيط

مع استمرارالحرب الروسية الأوكرانية، شعرت السويد أن محيطها الدفاعي آخذ في التدهور. بعد أن شهدت في الفترة الماضية غارات قامت بها غواصة مجهولة في مياهها الإقليمية.

أيضا، هناك الانفجارات التي شلت خطوط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم" -التي بنتها روسيا في منطقتها الاقتصادية البحرية الخالصة في عام 2022- كذلك قطع كابل الاتصالات تحت البحر إلى إستونيا في عام 2023.

لذا، أعادت السويد التجنيد الإجباري، كما أعادت تسليح منطقة بحر البلطيق في جزيرة جوتلاند ذات الموقع الاستراتيجي -تقع في بحر البلطيق على بُعد 90 كم من البر السويدي- في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

ومنذ إطلاق الكرملين عمليته الشاملة في أوكرانيا في عام 2022، عزّزت ستوكهولم الإنفاق الدفاعي بنسبة 30% بين عامي 2023 و2024؛ كما تقدمت بطلب للانضمام لحلف الناتو.

وفي أوائل يناير الجاري، طالب وزير الدفاع المدني السويدي وقائد الجيش، السويديين بضرورة الاستعداد للحرب، مشيرين إلى أنه قد تكون هناك حرب في السويد "ويجب على السويديين التأهب لها وحسب".

وفي زيارة قام بها أخيرًا إلى ستوكهولم، أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج بصناعة الدفاع السويدية، قائلًا إنها تقدم "تكنولوجيا متقدمة".

وأضاف ستولتنبرج أن انضمام الدولة الشمال أوروبية إلى حلف الأطلسي "سيكون ميزة كبيرة" للحلف"، لأنه تسعى للحفاظ على تفوقها التكنولوجي على منافسيها.