الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صراع داخلي وانتقادات لاذعة.. حزب المحافظين البريطاني على حافة الهاوية

  • مشاركة :
post-title
ريشي سوناك رئيس وزراء بريطانيا وزعيم حزب المحافظين

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يقف حزب المحافظين البريطاني على حافة عاصفة مُدمرة قبل أيام قليلة من الانتخابات العامة، إذ بدأت تطفو على السطح التصدعات الداخلية، الانتقادات اللاذعة، واتهامات بالفشل الذريع، مُهددة بتقويض أركان الحزب العريق.

"أسوأ حملة في حياتي"

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن تصريحات مثيرة لشخصية قيادية في حزب المحافظين، وصفت الحملة الانتخابية الحالية بأنها "الأسوأ في حياتي"، هذه الكلمات الصادمة تعكس حجم الإحباط والغضب المُتصاعد داخل أروقة الحزب.

وفقًا للمصدر، فإن رئيس الوزراء ريشي سوناك، يتحمل المسؤولية الكاملة عن قرار إجراء الانتخابات المبكرة في يوليو، متجاهلًا تحذيرات كبير الاستراتيجيين، آيزاك ليفيدو.

هذا القرار المتهور، حسب وصف المصدر، وضع الحزب في موقف صعب للغاية.

وأضاف المصدر أن هناك شعورًا عامًا بأن "ليفيدو" كان بإمكانه ممارسة المزيد من الضغط لتأجيل موعد الانتخابات، كما انتقد المصدر المقرر الرئيسي للحزب لفشله في التصدي لتهديد حزب الإصلاح بقيادة نايجل فاراج، في وقت مبكر من الحملة.

معركة خاسرة مع حزب الإصلاح

أحد أبرز الانتقادات الموجهة للحملة الانتخابية للمحافظين، هو فشلها في التعامل بفعالية مع التهديد المتزايد الذي يمثله حزب الإصلاح، إذ إنه وفقًا لتقرير الجارديان، فإن استراتيجية الحملة ركزت على استهداف الناخبين المحتملين لحزب الإصلاح، بدلًا من محاولة استعادة الناخبين السابقين الذين تحولوا إلى حزب العمال.

ومع ذلك، يبدو أن هذه الاستراتيجية باءت بالفشل، إذ أشار المصدر إلى أن الحملة ترددت في مواجهة حجج حزب الإصلاح بشكل مباشر، خوفًا من إغضاب الناخبين المتعاطفين معه.

هذا التردد، حسب رأي العديد من المراقبين، منح حزب الإصلاح فرصة ذهبية لتعزيز موقفه، وجذب المزيد من الناخبين المحافظين التقليديين.

وكشف التقرير عن وجود انقسام داخل مجلس الوزراء، حول كيفية التعامل مع حزب فاراج، فبينما دعا البعض إلى تجاهله تمامًا، رأى آخرون ضرورة التصدي له بقوة.

هذا الانقسام أدى إلى حالة من الشلل الاستراتيجي؛ مما أضعف موقف الحزب بشكل كبير.

المرشحون المنسيون

كشف تقرير الجارديان عن حالة من الاستياء العارم بين مرشحي حزب المحافظين في الدوائر الهامشية، فقد اشتكى العديد منهم من نقص حاد في الدعم المقدم من المقر الرئيسي للحزب، سواء كان هذا الدعم ماليًا أو لوجستيًا.

وفي مثال على هذا الوضع، صرح أحد المرشحين الذين يدافعون عن أغلبية تزيد على 10,000 صوت في جنوب شرق إنجلترا، بأنه اضطر لجمع كل التمويل اللازم لحملته المحلية بنفسه.

هذا الوضع، حسب قوله، يجعل المنافسة مع الديمقراطيين الليبراليين "صعبة للغاية".

وأشار مصدر آخر إلى أن المرشحين في الدوائر الهامشية الصعبة لا يحصلون على أي دعم، حتى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، هذا النقص في الدعم أثار تساؤلات حول استراتيجية الحزب وأولوياته في هذه الانتخابات الحاسمة.

نظريات المؤامرة

في تطور مثير للجدل، أشار التقرير إلى وجود شكوك بين بعض المرشحين بأن المقرر الرئيسي للحزب قد يكون محتفظًا عمدًا ببعض التمويل.

والهدف، حسب هذه النظرية، هو استخدام هذه الأموال لإعادة بناء الحزب بعد الهزيمة الانتخابية المتوقعة.

هذه الشكوك، إن صحت، تشير إلى حالة من التشاؤم العميق داخل أوساط الحزب، فهي تعني ضمنيًا أن بعض القيادات قد استسلمت بالفعل لفكرة الهزيمة وبدأت في التخطيط لمرحلة ما بعد الانتخابات.

سوناك في موقف الدفاع

في محاولة للدفاع عن نفسه واستراتيجية حزبه، رفض ريشي سوناك، الانتقادات الموجهة إليه بشأن التعامل مع تهديد حزب الإصلاح.

وقال خلال جولة في مستودع يملكه أحد المتبرعين للحزب: "لقد كنت متسقًا طوال الحملة في القول إن التصويت لأي شخص آخر، بما في ذلك الإصلاح، هو تصويت لوضع كير ستارمر في السلطة."

وأصر سوناك على أن توقيت الانتخابات كان صحيحًا، مشيرًا إلى تحسن الاقتصاد.

لكن هذه التصريحات لم تنجح في تهدئة المخاوف المتزايدة داخل الحزب من هزيمة ساحقة.

في خطوة مثيرة للاهتمام، ألمح سوناك إلى إمكانية بقائه في منصب زعيم حزب المحافظين لبضعة أشهر بعد الانتخابات، إذا كان هناك طلب على ذلك، ما يمكن تفسيره كمحاولة لطمأنة أعضاء الحزب وتجنب انهيار كامل في صفوفه قبل يوم الاقتراع.