في الوقت الذي تجاهل فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المناظرة الرئاسية التي جمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب (الرئيس السابق)، سلطت وسائل الأوساط الإعلامية والاجتماعية في روسيا والصين، الضوء بشكل رئيسي على المناظرة.
سخرية روسية.. وتجاهل رسمي
على المستوى الرسمي، قلل المتحدث باسم الكرملين من أهمية المناظرة بين بايدن وترامب، إذ قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يشاهدها لأنها "ليست على قائمة القضايا الرئيسية على جدول أعماله".
وحظيت المناظرة بين "بايدن" و"ترامب" التي نظمتها شبكة CNN، الخميس الماضي، بتغطية واسعة النطاق في وسائل الإعلام الحكومية الروسية، والتي تعرض فيها الرئيس الأمريكي الحالي للسخرية والتشكيك في صحته الإدراكية، وفق "سي إن إن".
مناظرة كارثية
ووصفت مقدمة برنامج "60 دقيقة" الذي تملكه الدولة، أولجا سكابييفا، المناظرة بأنها "برنامج واقع أمريكي عن حياة المتقاعدين، وكانت كارثية"، وقالت إن بايدن "ضعيف وغير مستقر عقليًا"، وركزت على اللحظات التي بدا فيها أنه يعاني من التلعثم، كما سخرت من حالته البدنية، مشيرة بشكل ساخر إلى أنه تمكن من الصعود على المسرح "دون أن يتعثر".
وقالت: "لقد صعد بايدن العجوز إلى المسرح دون أن يتعثر أو يسقط، وبهذا المعنى، كان أداؤه جيدًا"، وفي المقابل، تم تصوير ترامب على أنه أكثر نشاطًا.
ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الرسمية عن أليكسي مارتينوف، الأستاذ المشارك في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، قوله "إن الهدف الأساسي من التغطية كان إظهار عبثية ما كان يحدث للولايات المتحدة والعالم أجمع".
سخرية صينية
أما في الصين، فسخر المعلقون الصينيون من المناظرة الرئاسية الأولى بين "بايدن" و"ترامب"، مشيرين إلى التعثرات اللفظية المتكررة للرئيس الحالي، فيما تساءلوا حول صدق منافسه، وفق "نيوزويك" الأمريكية.
وكتب موقع الأخبار المالية "Cailianshe" الصيني: "كاد هذا الإيقاع الفوضوي أن يهيمن على النقاش بأكمله، وأعرب الكثير من الناس عن أسفهم، فأحدهما يعاني من مرض الزهايمر والآخر مريض عقليًا، وهما متطابقان حقًا".
مناظرة لكشف العيوب
وقالت صحيفة "بكين نيوز" المملوكة للدولة "إن كلا المرشحيْن كشفا عن عيوبهما، فكان بايدن مرتبكًا بشكل معتاد، وواصل ترامب نشر الشائعات".
كما انجذب المعلقون الصينيون عبر الإنترنت أيضًا إلى طبيعة المناظرة، فكتب أحد المستخدمين على منصة التدوين الصغيرة "ويبو": "أي نوع من الشجار في رياض الأطفال هذا؟".
وردد آخرون العبارة القائلة بأن النقاش برمته أظهر انعكاسًا سيئًا للديمقراطية الغربية التي طالما اتهمت بكين واشنطن بمحاولة فرضها على دول أخرى حول العالم.
وكتب المعلق الإعلامي البارز ومحرر الإعلام الرسمي السابق "هو شي جين" على موقع X، الذي لديه أكثر من 560 ألف متابع على الرغم من حظره: "الهجمات الشخصية، والذاكرة الضبابية، والسخرية من بعضنا البعض.. كانت هذه المناقشة مسلية للغاية بالنسبة لمعظم الناس في الصين".
وكان يُنظر إلى بايدن على نطاق واسع على أنه الخاسر في المناظرة، ومع صوته الذي بدا أجشًا، وأحيانًا ما يبدو أنه يخرج عن المسار في تصريحاته، تعرض أداؤه لانتقادات من قبل الجمهوريين والديمقراطيين في أمريكا، في وقت كان يقاتل فيه أسئلة حول عمره، وفق "نيوزويك".