في أعقاب المناظرة الرئاسية الأمريكية الأخيرة، تصاعدت حدة الجدل السياسي بالولايات المتحدة، مع تجدد التساؤلات حول أهلية الرئيس جو بايدن، لقيادة البلاد لفترة رئاسية ثانية، وفي المقابل، استغل الرئيس السابق دونالد ترامب، هذه الفرصة لشن هجوم عنيف على منافسه، مؤكدًا تفوقه في المناظرة وداعيًا إلى التغيير في البيت الأبيض.
ترامب يحتفل
في تطور دراماتيكي للأحداث، نقلت صحيفة الجارديان البريطانية، تفاصيل مثيرة عن تجمع انتخابي عقده دونالد ترامب في ولاية فيرجينيا، إذ فتح ترامب النار على منافسه بايدن، مصورًا المناظرة كانتصار شخصي له.
وبأسلوبه الحماسي المعهود، خاطب ترامب الحشود قائلًا: "هل شاهد أحد منكم شيئًا يُدعى المناظرة الليلة الماضية؟"، ليتبع ذلك بسيل من الانتقادات اللاذعة لأداء بايدن.
ووصف ترامب المناظرة بأنها أظهرت الرئيس الديمقراطي "يتمتم ويفشل في تقديم نقاط متماسكة".
وفي هجوم شرس على استعدادات خصمه، قال ترامب ساخرًا: "لقد درس بجد لدرجة أنه لم يكن يعرف ماذا كان يفعل بالضبط، لا يمكن لأي قدر من الراحة أو التزوير أن يساعده في الدفاع عن سجله الفظيع".
هذه التصريحات النارية تعكس حدة المواجهة السياسية وتشير إلى حملة انتخابية قد تكون الأكثر شراسة في التاريخ الأمريكي الحديث.
أزمة الديمقراطيين
كشف تقرير "الجارديان" عن حالة من القلق والارتباك تسود صفوف الحزب الديمقراطي، فأداء بايدن المتعثر في المناظرة دفع بعض الديمقراطيين للتفكير علنًا في إمكان استبداله كمرشح للحزب، رغم تأخر الوقت، وهذه التساؤلات تضع الحزب في موقف حرج، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.
في محاولة لاحتواء الأزمة، سارع المدافعون عن بايدن إلى التأكيد أن ما حدث في المناظرة كان مجرد "أداء سيئ" عابر لا يعكس قدرته على القيادة أو سجله السياسي، لكن هذه التطمينات تواجه شكوكًا متزايدة، خاصة مع تكرار الهفوات والزلات اللفظية للرئيس في مناسبات عدة.
ترامب يركز على السياسات
في استراتيجية ذكية، اختار ترامب في تجمعه بفيرجينيا التركيز على انتقاد سياسات بايدن بدلًا من التركيز على عمره، وصف ترامب إدارة بايدن بأنها تحول أمريكا إلى "جمهورية موز"، موجهًا انتقادات حادة لسياسات الهجرة والمناخ.
وفي تصريح لافت، قال ترامب: "أكبر مشكلة للرئيس ليست تدهوره الشخصي، بل ما فعلته إدارته في أثناء وجودها بالمنصب".
وهذا النهج يُظهر محاولة ترامب لتوسيع نطاق انتقاداته لتشمل القضايا السياسية الجوهرية، وليس فقط الجوانب الشخصية.
سيناريوهات مستقبلية
أثار التقرير تساؤلات مهمة حول إمكان استبدال بايدن بمرشحين ديمقراطيين آخرين، مثل نائبة الرئيس كامالا هاريس أو حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، إلا أن ترامب، في تحليله الخاص، استبعد هذا السيناريو، مدعيًا أن بايدن يحقق نتائج أفضل في استطلاعات الرأي من هؤلاء المرشحين المحتملين.
وهذه التكهنات تفتح الباب أمام سيناريوهات سياسية مُعقدة تؤثر بشكل كبير على مسار الانتخابات المقبلة، وتضع الحزب الديمقراطي أمام معضلة صعبة: الاستمرار مع بايدن رغم المخاوف المتزايدة، أو المخاطرة بتغيير المرشح في اللحظات الأخيرة.
المناظرة كنقطة تحول
اعتبر ترامب المناظرة "لحظة كبيرة لأصحاب الحس السليم"، مشيرًا إلى أنها قد تكون نقطة تحول في السباق الرئاسي، وفي تصريح مثير للجدل، قال: "لا ينبغي للناس أن يتساءلوا عما إذا كان بايدن يستطيع الصمود في مناظرة مدتها 90 دقيقة، بل ما إذا كان بإمكان أمريكا أن تنجو من أربع سنوات أخرى من جو بايدن الفاسد في البيت الأبيض".
وهذه التصريحات تعكس حدة الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة، وتشير إلى حملة انتخابية قد تكون الأكثر حدة في التاريخ الأمريكي الحديث.