يحرّك الجيش الأمريكي قواته بالقرب من لبنان وإسرائيل لإجلاء مواطنيه في حال تصاعد المواجهة بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، وفق ما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، نقلًا عن مصادر.
وحسبما نقلت الشبكة عن ثلاثة مسؤولين دفاعيين أمريكيين ومسؤول أمريكي سابق، تقوم وزارة الدفاع الأمريكية" البنتاجون" بتحريك قوات الجيش الأمريكي بالقرب من إسرائيل ولبنان لتكون جاهزة لإجلاء المواطنين الأمريكيين مع اشتداد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله.
وأضافت الشبكة أن "الولايات المتحدة تتفاوض أيضًا مع حلفائها في الشرق الأوسط لتنسيق عمليات الإجلاء المحتملة وأي عمليات عسكرية للتحالف".
وأشارت إلى أن "السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس واسب" USS Wasp، ووحدة الاستطلاع رقم 24 التابعة لمشاة البحرية الأمريكية، القادرة على تنفيذ العمليات الخاصة، تحركت إلى البحر الأبيض المتوسط، أمس الأول الأربعاء، للانضمام إلى سفينة الإنزال "يو إس إس أوك هيل" وسفينة أخرى في مجموعتها البرمائية الجاهزة".
وقال المسؤولون إن "السفينة واسب ستعمل في شرق البحر الأبيض المتوسط لتكون جاهزة لعمليات إجلاء بمساعدة عسكرية ومهام أخرى".
وذكرت "إن بي سي نيوز" أن "واشنطن تشعر بقلق متزايد من قيام إسرائيل بتنفيذ غارات جوية وهجوم بري محتمل في لبنان خلال الأسابيع المقبلة".
لكن شبكة " إيه بي سي نيوز" نقلت عن مسؤولين أمريكيين، أن حركة السفينة "يو إس إس واسب" ليست مؤشرًا على أن الولايات المتحدة تخطط لنقل مواطنين أمريكيين إلى خارج لبنان، لكنها تتحرك لأسباب ردعية مماثلة لعمليات النشر السابقة للسفينة البرمائية "يو إس إس باتان" وحاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" بعد شروع إسرائيل في عدوانها على غزة 7 أكتوبر الماضي.
وقال مسؤولون أمريكيون، إن عبور السفينة باتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي حاليًا في مهمة مقررة في أوروبا، سيعمل على منع تحول الحرب على غزة من أن تصبح صراعًا إقليميًا أوسع.
وقال أحد المسؤولين إن تحرك السفينة "يأتي لأغراض الردع وتعزيز الاستقرار الإقليمي".
وأضاف أن السفينة "يو إس إس واسب" ستنضم إلى السفينة " يو إس إس أوك هيل" في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويتبعها لاحقًا السفينة " يو إس إس نيويورك".
ويتم تدريب المجموعات البرمائية الجاهزة و2200 من مشاة البحرية على متن مجموعة السفن، للقيام بمجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك إجلاء أعداد كبيرة من المواطنين الأمريكيين من مناطق الصراع.
وتحمل السفينة "واسب" معظم أفراد مشاة البحرية البالغ عددهم 2200 من وحدة مشاة البحرية رقم 24، التي غادرت الولايات المتحدة في مايو للانتشار في منطقة عمليات الأسطول السادس في أوروبا. ويتم توزيع مشاة البحرية المتبقية من وحدة المارينز الرابعة والعشرين على متن "يو إس إس أوك هيل" و"يو إس إس نيويورك".
وتم تجهيز السفينة "واسب" حاليًا بطائرات ومروحيات AV-8 Harrier، لكنها لا تحمل حاليًا الطائرة MV-22 Osprey ذات المروحية التي يمكنها نقل الأفراد لمسافات طويلة والتي تُستخدم عادةً لنقل عدد كبير من الأشخاص، وفق "أيه. بى. سي نيوز".
ونقلت الشبكة عن مسؤول أمريكي آخر، أن تحرك الدبابير باتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط يهدف إلى توفير خيارات للقادة الأمريكيين. وأنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن السفينة ومشاة البحرية التابعة لها لمساعدة المواطنين الأمريكيين على مغادرة لبنان.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدا في تبادل إطلاق النار بين قوات الاحتلال وحزب الله على طول الحدود بين المستوطنات الشمالية وجنوب لبنان، ولم تنجح حتى الآن الجهود الأمريكية للتوصل إلى حل دبلوماسي للتوترات على طول تلك الحدود.
ورجحت المخابرات الأمريكية اندلاع مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله في الأسابيع القليلة القادمة، إذا فشلت إسرائيل وحماس في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
ويحاول المسؤولون الأمريكيون إقناع الجانبين بوقف التصعيد، وهي مهمة ستكون أسهل بكثير في ظل توفر وقف لإطلاق النار في غزة.
لكن مازالت هناك مفاوضات تتسم بالتوتر بشأن التوصل لهذا الاتفاق، وتساور المسؤولون الأمريكيون الشكوك بشأن إمكانية موافقة إسرائيل وحماس في المستقبل القريب على الاتفاق المطروح على الطاولة.
ونقل موقع "بوليتيكو" الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى مطلعين على المعلومات الاستخبارية قولهما، إن جيش الاحتلال وحزب الله، من ناحية أخرى، قاما بوضع خطط قتالية وهما بصدد محاولة شراء أسلحة إضافية.
وذكرت شبكة "سي. إن. إن" أن المسؤولين الإسرائيليين فوجئوا بمدى تعقيد الهجمات الأخيرة التي نفذها حزب الله على المستوطنات الشمالية، والتي شملت ضربات منهجية محددة على مجموعة من مواقع المراقبة الإسرائيلية على طول الحدود، وإسقاط طائرات بدون طيار إسرائيلية تحلق على ارتفاع عالٍ، وضرب بطاريات القبة الحديدية الإسرائيلية والدفاعات المضادة للطائرات بدون طيار.
ولفتت الشبكة إلى أن المفاجأة الكبرى لإسرائيل هي صور التقطت بطائرات بدون طيار التي حزب الله على الإنترنت، لبنية تحتية مدنية وعسكرية حساسة للغاية في مدينة حيفا الشمالية وما حولها.
ويمتلك حزب الله، بحسب التقديرات الإسرائيلية، ما لا يقل عن 150 ألف صاروخ وقذائف صاروخية.
وبالإضافة إلى أسلحته، من المحتمل أن يتمكن حزب الله من نشر ما بين 40.000 إلى 50.000 مقاتل، وقد قال أمين الحزب حسن نصر الله، مؤخرًا، أن العدد يزيد على 100.000.