تساور المخاوف المسؤولين الأمريكيين من أنه حال نشوب حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله"، فإن الجماعة اللبنانية قد تنهك الدفاعات الجوية لجيش الاحتلال في الشمال، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" الذي يتم التباهي به كثيرًا، وذلك وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، نقلًا عن مصادر أمريكية.
وقالت المصادر، إن المخاوف، التي قال المسؤولون الأمريكيون إن إسرائيل أبلغتهم بها أيضًا، تشير إلى أن القبة الحديدية قد تكون عرضة لترسانة حزب الله الضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وتتزامن هذه المخاوف مع إشارات إسرائيل التي أرسلتها للمسؤولين الأمريكيين، حول استعدادها لغزو بري وجوي للبنان.
وأضافت المصادر أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا الولايات المتحدة أنهم يخططون لنقل الموارد (العسكرية) من جنوب غزة إلى شمال إسرائيل، استعدادًا لهجوم محتمل ضد حزب الله.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن: "نقدر أن بعض بطاريات القبة الحديدية على الأقل سوف تنفد".
وقال مسؤول إسرائيلي، إن ذلك سيكون أكثر احتمالًا إذا نفذ حزب الله هجومًا واسع النطاق باستخدام أسلحة موجهة بدقة، وهو ما قد يشكل تحديًا لنظام القبة الحديدية في التصدي له.
ويعمل "حزب الله" على تخزين ذخائر وصواريخ موجهة بدقة منذ سنوات، وهو ما أثار مخاوف إسرائيل مرارًا وتكرارًا، وفق "سي. إن. إن".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أصدر حزب الله مقطع فيديو يُظهر طائرة بدون طيار تضرب وتلحق أضرارًا ببطارية القبة الحديدية في قاعدة عسكرية في المستوطنات الشمالية، وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن هذه هي المرة الأولى الموثقة التي يتم فيها ضرب النظام بنجاح.
وقال جيش الاحتلال، إنه ليس على علم بأي ضرر في النظام، لكن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا الولايات المتحدة أنهم يعتقدون أن القبة الحديدية قد تكون عرضة للخطر، خاصة في المستوطنات الشمالية، وأنهم فوجئوا بمدى تعقيد ضربات حزب الله حتى الآن، حسبما قال مصدران أمريكيان.
ونقلت "سي. إن. إن" عن مصدر مطلع على التهديد، أن مصدر القلق الرئيسي هو استخدام حزب الله لعدد كبير من الذخائر والصواريخ الموجهة بدقة.
ونشرت جماعة "حزب الله" أيضًا مقطع فيديو مدته 9 دقائق الأسبوع الجاري، تم التقاطه بطائرة بدون طيار، يظهر مواقع عسكرية إسرائيلية حساسة.
وأقر مسؤول أمريكي آخر في تصريحات للشبكة الأمريكية، أنه في حالة نشوب حرب شاملة، فإن الدعم الذي ستحتاجه إسرائيل بشدة هو أنظمة دفاع جوي إضافية وتجديدات القبة الحديدية، والتي ستوفرها الولايات المتحدة.
وتعتبر القبة الحديدية أساسية للدفاع عن إسرائيل، وقد أنفقت الحكومة الأمريكية أكثر من 2.9 مليار دولار على البرنامج، وفقًا لخدمة أبحاث الكونجرس.
وقال جيش الاحتلال، إن النظام حقق نسبة نجاح بلغت 95.6% خلال إطلاق الصواريخ من قبل حركة الجهاد الفلسطينية العام الماضي، لذلك إذا تغلب حزب الله على الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، فإنه سيشكل خطرًا كبيرا على حياة العسكريين والمدنيين الإسرائيليين في الأراضي المحتلة.
ويتبادل جيش الاحتلال وحزب الله إطلاق النار، بشكل شبه يومي منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، لكن الهجمات من الجانبين زادت في الأسابيع الأخيرة، وتهدد بفتح حرب إقليمية أوسع تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ أشهر تجنبها.
وتحاول واشنطن التوصل لحل دبلوماسي يبعد المنطقة عن شبح حرب شاملة، وخلال اجتماع مع مسؤولين إسرائيليين بالعاصمة واشنطن أمس الخميس، شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على أهمية تجنب المزيد من التصعيد في لبنان.
وجاءت هذه التصريحات بعد زيارة للمبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين، لإسرائيل ولبنان، خلال وقت سابق من الأسبوع الماضي، في محاولة لتجنب اندلاع "حرب أكبر" بين الطرفين.
وكان جيش الاحتلال أعلن، الثلاثاء الماضي، "المصادقة" على خطط عملياتية لهجوم على لبنان بعد "تقييم مشترك للوضع في القيادة الشمالية".
وقبيل هذا الإعلان، كان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، توعد بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع "حرب شاملة" بين الجانبين.
ونقلت "سي. إن. إن" عن مسؤول أمريكي كبير، إن تداعيات حرب أوسع نطاقًا بين إسرائيل وحزب الله قد تكون مدمرة، مشيرًا إلى أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار أكبر بكثير وأكثر تطورًا وأكثر تدميرًا من حماس، معظمها صواريخ قصيرة المدى، ولكن بعضها يمكن أن يصل إلى عمق إسرائيل بقدرات دقيقة.
ويقدر جيش الاحتلال أن حزب الله لديه ما يقرب من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك الآلاف من الذخائر الدقيقة.