قال مستشار المدارس العامة في مدينة نيويورك، ديفيد بانكس، إن استخدام الهاتف يؤثر بشكل كبير على التعليم، في إشارة إلى تحركات لحظر حيازة الهواتف المحمولة للطلاب في وقت مبكر من شهر يناير المقبل.
وقال بانكس إن نيويورك تضع اللمسات الأخيرة على سياسة منع الهواتف في أكثر من 2000 مدرسة، والتي تضم أكثر من مليون طالب، وأضاف لصحيفة "جود داي" إنه ورئيس بلدية مدينة نيويورك، إريك آدامز، سيعلنان عن هذه السياسة رسميًا خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف: "إنها ليست مجرد وسيلة إلهاء، فالأطفال أصبحوا مدمنين تمامًا على الهواتف الآن. من الصعب جدًا إقناعهم بالتحدث مع بعضهم البعض بعد الآن، إنهم مدفونون في هواتفهم".
مع ذلك، يقول الآباء ومقدمو الرعاية إنهم يخشون فقدان الاتصال بأطفالهم أثناء حالات الطوارئ مثل حوادث إطلاق النار في المدرسة.
وبينما من غير الواضح ما إذا كان الحظر سيمنع الطلاب من إحضار الهواتف إلى المدرسة تمامًا. قال بانكس "سنعمل على حل مكامن الخلل في الأسبوعين المقبلين".
ولن تكون مدينة نيويورك أول منطقة مدرسية رئيسية تقوم بإلغاء الهواتف، حيث صوتت مدارس لوس أنجلوس، الأسبوع الماضي، لصالح حظر الأجهزة بدءًا من عام 2025.
وقال نيك ملفوين، عضو مجلس إدارة لوس أنجلوس، الذي قدم هذا الإجراء: "لم تعد لدى الأطفال الفرصة ليكونوا مجرد أطفال".
وأضاف: "آمل أن يساعد هذا القرار الطلاب ليس فقط على التركيز في الفصل، بل يمنحهم أيضًا فرصة للتفاعل والمشاركة بشكل أكبر مع بعضهم البعض، وأن يكونوا مجرد أطفال".
حظر المحمول
أصبح الاتجاه لحظر الهواتف المحمولة شائعًا بشكل متزايد في الولايات الأمريكية، حيث قامت بعض المدارس بتطبيق نقاط للهواتف المحمولة، حيث يتعين على الطلاب تسليم هواتفهم في بداية اليوم، ولا يمكنهم الحصول عليها حتى النهاية.
وتتطلع بعض الولايات، مثل كارولينا الجنوبية، إلى حظر الهواتف المحمولة في جميع المدارس العامة على مستوى الولاية. كما اتخذت مناطق أخرى حلولاً مبتكرة لإغلاق الأجهزة، بما في ذلك الشراكات مع الشركات الناشئة.
أخبرت رينيشا باركس، كبيرة مسؤولي الصحة في مدارس ريتشموند العامة في فرجينيا، صحيفة The Hill في ديسمبر عن سياسة تجريبية تم تنفيذها في ست مدارس في بداية عام 2024 لوقف استخدام الهواتف المحمولة، عبر توفير أكياس مغناطيسية للهواتف المحمولة، ويؤثر هذا الإجراء على حوالي 4200 طالب، ويكلف حوالي 75000 دولار.
وقالت باركس: "إنها مبادرة مكلفة للغاية. ولكننا نشعر أن ذلك سيقلل من كمية المخالفات التي تحدث نتيجة لاستخدام الطالب للهاتف المحمول ويزيد من الإنتاجية والتعليم الأكاديمي في الفصل الدراسي. الأمر يستحق الاستثمار".
رغم الاحتجاجات
في عام 2020، وجدت البيانات الحكومية أن ما يقرب من 80% من المدارس حظرت استخدام الهواتف المحمولة لأغراض غير أكاديمية، لكن التنفيذ يختلف على نطاق واسع على الصعيد الوطني.
ومنذ ما يقرب من عقدين من الزمن، نفذ عمدة مدينة نيويورك الأسبق، مايك بلومبرج، واحدًا من أصعب عمليات حظر الهاتف في البلاد، والذي تم إلغاؤه لاحقًا من قبل عمدة مدينة نيويورك السابق بيل دي بلاسيو في عام 2014.
وفي مقال افتتاحي لصحيفة "نيويورك بوست"، قال بلومبرج إن مدينة نيويورك يجب أن تعيد الحظر الذي فرضته على استخدام الطلاب للهواتف المحمولة خلال أيام الدراسة.
وكتب: "كان الحظر واحدًا من بين العديد من التغييرات السياسية التي سمحت لنا بتحويل النظام المدرسي بطرق أدت إلى رفع مستويات إنجاز الطلاب بشكل كبير".
ويقول إن إدارته فعلت ذلك "على الرغم من عاصفة الاحتجاجات التي أثارتها"، وأن رئيس البلدية آدامز ينبغي أن يفعل الشيء نفسه.
والشهر الماضي، وقعت حاكمة نيويورك، كاثي هوشول، على مشروع قانون لمكافحة إدمان وسائل التواصل الاجتماعي لدى الأطفال من خلال السماح للآباء بتنظيم خوارزميات أطفالهم.
والآن، تدرس حاكمة نيويورك فكرة حظر الهواتف المحمولة في المدارس، لكنها لم تكن واضحة بشأن ما إذا كانت ستحظر الهواتف تمامًا، لكنها تقول إنها ستفكر في استخدام هاتف قابل للطي يسمح للطلاب فقط بإرسال الرسائل النصية، كما ذكرت قناة "فوكس 5".