تلقت المدارس في إنجلترا إرشادات جديدة تهدف إلى التوقف عن استخدام الهواتف المحمولة خلال اليوم الدراسي.
وقالت الحكومة البريطانية، إن هذه الخطوة جزء من خطة "لتقليل الاضطراب وتحسين السلوك في الفصول الدراسية"، مضيفة "أن العديد من المدارس حظرت بالفعل استخدام الهواتف، وأن التغيير سيضمن اتباع نهج ثابت" وفق "التايمز".
قرار لا يحل المشكلة
لكن أحد اتحادات قادة المدارس قال إن الاستخدام الأكثر إلحاحًا للهواتف يحدث خارج المدرسة، مقللًا من القرار بوصفه أن "القرار لا يحل المشكلة"، حيث يأتي هذا التوجيه بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من دعوة الحكومة لأول مرة إلى فرض حظر على الهواتف في المدارس، وفق "بي بي سي" البريطانية.
وقالت وزيرة التعليم جيليان كيجان: "إن التوجيهات تهدف إلى توفير الاتساق لإعادة ضبط القاعدة الاجتماعية المتمثلة في أنه لا يوجد مكان للهواتف المحمولة في مدارسنا طوال اليوم الدراسي، وإن هناك حاليًا صورة مختلطة بشأن السياسة، حيث تسمح بعض المدارس باستخدام الهواتف المحمولة خلال أوقات الراحة بينما تفرض مدارس أخرى حظرًا تامًا".
وردًا على سؤال عما إذا كانت ستذهب إلى أبعد من ذلك وتقدم تشريعًا؟.. قالت كيجان: "سننظر في ما يجب القيام به إذا لم تنجح التوجيهات".
بيئة خالية من الهواتف
تقول فيبي، طالبة في الصف التاسع في أكاديمية القلب المقدس الكاثوليكية في كروسبي بليفربول: "إن هاتفي معي ولكن لا يُسمح لي باستخدامه خلال اليوم الدراسي، وإذا لم تكن هذه القاعدة موجودة، أعتقد أن الأطفال سيستخدمون هواتفهم أكثر بكثير".
وتحدد التوجيهات الجديدة عددًا من الأمثلة لتوضيح كيفية تحقيق بيئة خالية من الهواتف، بما في ذلك فرض حظر كامل عليها في مباني المدارس، أو القواعد التي تتطلب تسليم الهواتف في بداية اليوم.
ويتم تذكير مديري المدارس أيضًا بأنه يُسمح لهم بتفتيش التلاميذ بحثًا عن العناصر المحظورة بموجب قواعد المدارس ويتمتعون بالحماية القانونية من المقاضاة بسبب فقدان أو تلف العناصر المُصادرة.
دراسة استقصائية
واستشهدت الحكومة أيضًا بدراسة استقصائية لتلاميذ المدارس الثانوية أبلغ فيها 29% من المشاركين عن استخدام الهواتف، عندما لم يكن من المفترض أن تكون في معظم أو كل الدروس.
لكن اتحاد قادة المدارس والكليات (ASCL) قال إنه لا يتوقع أن يكون للإرشادات الجديدة أي تأثير ملحوظ، فيما قال الأمين العام للاتحاد جيف بارتون: "معظم المدارس تحظر بالفعل استخدام الهواتف المحمولة خلال اليوم الدراسي، أو تسمح باستخدامها فقط في ظروف محدودة ومنصوص عليها".
ونشرت شركة Teacher Tapp، التي تقدم استطلاعات يومية لآلاف المعلمين، بيانات في يناير الماضي تشير إلى أن نحو 1٪ فقط من المدارس ليس لديها قيود على الإطلاق على الهواتف في المدرسة.
لا يوجد حاليًا حظر كامل على الهواتف المحمولة في المدارس في ويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية، حيث تؤول القرارات المتعلقة بالتعليم إلى حكومة المملكة المتحدة.
وفي يوليو من العام الماضي، حذّرت الأمم المتحدة من أن الهواتف تشكل مصدر إلهاء للتلاميذ ويمكن أن تؤدي إلى التنمر عبر الإنترنت، مضيفة أن أقل بقليل من دولة واحدة من كل أربع دول في جميع أنحاء العالم لديها سياسات تحظر الهواتف في المدارس.