استعدادًا للمناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، تتصاعد التكهنات حول استراتيجيات المرشحيْن وتأثير هذه المواجهة على مسار السباق الانتخابي.
وسلطت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، الضوء على الاستعدادات الدقيقة لترامب وفريقه، والتحديات التي تواجه كلا المرشحيْن، وكذلك التوقعات المحيطة بهذا الحدث السياسي البارز.
استراتيجية ترامب
كشفت "بوليتيكو" عن استراتيجية متعددة الأوجه يتبعها ترامب وفريقه استعدادًا للمناظرة، إذ اتخذوا موقفًا استباقيًا للتشكيك في نزاهة المناظرة قبل انطلاقها.
وتضمنت هذه الاستراتيجية انتقاد مدراء المناظرة من شبكة "سي إن إن"، دانا باش وجيك تابر، والتشكيك في عدالة صيغة المناظرة نفسها.
وفي خطوة مثيرة للجدل، طالب فريق ترامب بإخضاع الرئيس بايدن لاختبار المخدرات، ما يذكر بالأساليب التي اتبعها ترامب قبل انتخابات 2020 ومحاكمته الجنائية في مانهاتن.
هذا النهج -وفقًا لـ"بوليتيكو"- يهدف إلى تهيئة الأرضية لتفسير أي نتيجة محتملة للمناظرة لصالح ترامب.
وأشار التقرير إلى أن حلفاء ترامب المقربين يرون ضرورة ظهوره بشكل أكثر انضباطًا وأقل حدة مما كان عليه في مواجهته الأولى مع بايدن عام 2020.
ونقلت الصحيفة عن نيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب السابق، قوله: "أعتقد أن مهمة ترامب بسيطة جدًا ليلة الخميس، وهي أن يبقى هادئًا، ويخبرنا عن فترة ولايته الثانية، ويتجاهل الهجمات ببساطة، على غرار ما فعله ريجان عندما قال لكارتر: ها أنت تفعلها مرة أخرى".
الاستعدادات والتحضيرات
وفقًا لتقرير بوليتيكو، اتبع ترامب نهجًا غير تقليدي في استعداداته للمناظرة، فبدلًا من إجراء مناظرات تجريبية تقليدية، حضر اجتماعات سياسية خاصة حول قضايا مثل الهجرة والاقتصاد مع حلفاء مقربين وأعضاء في مجلس الشيوخ وفريقه الأساسي من المستشارين.
كما طرح أسئلة على خبراء في موضوعات محددة، منها المكالمات المالية وحملات جمع التبرعات والمقابلات الإخبارية والتجمعات الانتخابية.
توقعات وتحديات
يرى المحللون السياسيون أن هذه المناظرة ستكون حاسمة في تشكيل مسار الانتخابات، إذ نقلت بوليتيكو عن كارل روف، الاستراتيجي الجمهوري البارز، قوله: "أعتقد أنها ستكون المناظرة الأكثر أهمية منذ عام 1980 على الأقل، عندما كان الكثير من الناس مترددين قبل تلك المناظرة".
وأشار التقرير إلى أن استطلاعات الرأي لا تزال متقاربة، مع وجود شريحة ضيقة من الناخبين المترددين الذين يتنافس عليهم كل من حملتي بايدن وترامب، ما يزيد من أهمية المناظرة، خاصة وأنها ستحدد الصورة العامة لمدة 11 أسبوعًا حتى المناظرة التالية المتوقعة في سبتمبر.
خطط الهجوم والدفاع
كشف تقرير بوليتيكو أن ترامب يخطط لمهاجمة بايدن على ثلاث جبهات رئيسية، وهي الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، والوضع الاقتصادي، وأزمة الحدود الجنوبية، وهذه الموضوعات تعتبر نقاط ضعف محتملة في سجل بايدن الرئاسي، ويأمل ترامب في استغلالها لصالحه.
في المقابل، أشار التقرير إلى أن فريق بايدن استثمر بشكل كبير في الإعلانات خلال يوم المناظرة، إذ حجز إعلانات بقيمة تزيد عن 2 مليون دولار في الولايات المتأرجحة الرئيسية، مقارنة بـ 100 ألف دولار فقط لحملة ترامب، ما يشير إلى استراتيجية تهدف إلى تعزيز رسائل بايدن قبل وبعد المناظرة مباشرة.
تكتيكات التشتيت والتوقعات
ذكرت بوليتيكو أن فريق ترامب لجأ إلى تكتيكات للتشتيت عن المناظرة، إذ نشر كريس لاسيفيتا، أحد كبار مستشاري ترامب، تغريدة تلمح إلى اختيار محتمل لنائب الرئيس، مما أثار تكهنات واسعة.
كما نظم الفريق حفل جمع تبرعات ومشاهدة في أتلانتا، حيث سيحضر بعض المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس.
وانتقد مستشارو حملة ترامب بشدة التغطية الإعلامية السابقة لبايدن خلال الأحداث الحية، وقال جيسون ميلر، مستشار الاتصالات لترامب: "العديد من وسائل الإعلام مستعدة بالفعل لمنح جو بايدن جائزة المشاركة إذا تمكن ببساطة من الوقوف منتصبًا لمدة 90 دقيقة"، ويعكس هذا التصريح محاولة استباقية لتشكيل التوقعات والتأثير على كيفية تقييم أداء بايدن.