الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انقسام في دولة الاحتلال.. تجنيد الحريديم يثير جدلا واسعا في إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية خلال التصويت على الحكم

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما قضت المحكمة العليا الإسرائيلية هذا الصباح، بأنه يجب على حكومة الاحتلال تجنيد أعضاء المدارس الدينية من "الحريديم" ووقف تمويل المدارس الدينية التي لا يُعفى طلابها من التجنيد، تباينت ردود الأفعال داخل إسرائيل، ما بين ترحيب من القوى المدنية غير الدينية التي ترى أن عبء الحرب يقع على عاتق غير المتشددين، وبين الحريديم، الذين حذروا من أن الحُكم قد يؤدي إلى انقسام في دولة الاحتلال.

فبينما رحب رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيجدور ليبرمان بالحكم قائلًا: "اتخذت المحكمة العليا قرارًا ينصف الجمهور الذي يتحمل العبء"؛ هاجم رئيس حزب "يهودية التوراة"، إسحق جولدكنوبف، الحكم، واصفًا إياه بأنه "متوقع ومخيب للآمال للغاية"، مؤكدًا أن "التوراة المقدسة ستنتصر".

ووفقًا لليبرمان "في العام الذي فقدنا فيه لواءً كاملًا من الجنود الذين سقطوا في المعركة أو أُصيبوا بجروح خطيرة، في العام الذي خدم فيه جنود الاحتياط أكثر من 200 يوم، لا يوجد دليل أكثر تبريرًا على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتاج إلى المزيد من الأفراد، المزيد من الناس للذهاب تحت النقالة. أهنئ المحكمة العليا على هذا القرار، فهو خطوة مهمة على طريق التغيير التاريخي"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ترحيب كبير

تعليقًا على الحكم الذي وصفه عدد من ساسة دول الاحتلال بـ "التاريخي"، أشارت عضو الكنيست نعمة عظيمي -من حزب العمل- إلى أنه "لا يمكن تحمل الانتهاك المستمر للقانون من قبل الدولة التي لا تقوم بتجنيد اليهود المتشددين، بينما تدفع لهم المال لمواصلة الدراسة".

كما علق رئيس "الهستدروت" -الاتحاد العام للنقابات- أرنون بار دافيد، قائلًا في مؤتمر هرتسليا في جامعة رايخمان: "نحن ننتظر لنرى كيف سترد الحكومة على الحكم. قانون التجنيد يوحد اليمين واليسار، ويجب تجنيد جميع اليهود المتشددين المحتملين؛ من أجل الحصول على المساواة في الجيش وبناء قوته".

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، عضو الكنيست يولي إدلشتاين -من حزب الليكود- في نفس المؤتمر: "القول غدًا بأننا سنقوم بتجنيد الجميع هو خدعة إسرائيل. وأعتقد أيضًا أن هذه لحظة تاريخية، لكن ليس لديّ 61 أصبعًا في الكنيست ولن أعقد صفقات سياسية. دع الجميع يفكرون وفق ما تمليه ضمائرهم، وليس وفق الانضباط الفئوي أو الائتلافي".

بدورها، دعت حركة "دورشينوي" الاحتجاجية وزير الدفاع يوآف جالانت إلى إصدار أمر للجيش الإسرائيلي بإصدار أوامر تجنيد فورية لكل من قررت المحكمة العليا أن يتم تجنيده.

وجاء في بيان الحركة: "إن حكم المحكمة العليا الصادر اليوم يؤكد على ما هو واضح، جيل كامل سيُجند في الخدمة العسكرية. لقد انهار كثيرون تحت العبء، بينما شعر الشباب الأرثوذكسي المتطرف بالإعفاء من جزء من العبء الأمني ​​للبلاد، كجنود احتياط، كأفراد عائلات، كطلاب وكعمال، لن نبقى صامتين ولن نقبل بعد الآن التمييز".

وقال أوري كيدر، الرئيس التنفيذي لـ "إسرائيل الحرة": "المحكمة العليا تقول ما هو واضح: كلنا إسرائيليون، كلنا نخدم. لا توجد تجمعات أمام القانون، يجب على كل مواطن أن يخدم، ولا يُسمح لأحد بالتهرب. لقد حان وقت المساواة".

قادة حزب "يهودية التوراة" أعلنوا عن غضبهم من الحكم
غضب المتشددين

من ناحية أخرى، كتب رئيس حزب "يهودية التوراة"، يتسحاق جولدكنوبف، في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "القرار متوقع ومؤسف ومخيب للآمال للغاية. لقد أنشئت دولة إسرائيل لتكون موطنًا للشعب اليهودي الذي تعتبر توراته أساس وجوده.. التوراة المقدسة ستنتصر".

وقال عضو الكنيست موشيه جافني -من حزب يهودية التوراة- قبل صدور الحكم إنه "لم يكن هناك أي حكم من قبل المحكمة العليا لصالح أعضاء المدرسة الدينية ولصالح الجمهور الأرثوذكسي المتطرف. ولا يوجد هناك قاضٍ واحدٍ يفهم قيمة تعلم التوراة ومساهمتها لشعب إسرائيل في كل الأجيال." وبعد القرار قال: "كما ذكر".

وقال وزير القدس والتقاليد الإسرائيلية، مائير برووش: "إن حكم المحكمة العليا يؤدي حتمًا إلى دولتين هنا. أولًا، هذه هي الدولة التي تُدار كما هي الآن. وبلد آخر سيواصل فيه أعضاء المعاهد الدينية دراسة التوراة، كما اعتادوا في البلد الذي أعلنه بن جوريون. ولا توجد قوة في العالم يمكنها أن تجبر من تتوق روحه إلى دراسة التوراة على الامتناع عنها".

من ناحية أخرى، كتب رئيس حزب "يهودية التوراة"، يتسحاق جولدكنوبف، في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "القرار متوقع ومؤسف ومخيب للآمال للغاية. لقد أنشئت دولة إسرائيل لتكون موطنًا للشعب اليهودي الذي تعتبر توراته أساس وجوده. التوراة المقدسة ستنتصر".

وذهب عضو الكنيست يسرائيل إيشلر -من حزب يهودية التوراة- إلى أبعد من ذلك، حيث وصف المحكمة العليا بأنها "هيئة ديكتاتورية استولت على السلطة من أيدي الحكومة المنتخبة والسلطات الديمقراطية".

وبحسب قوله، فإن المحكمة العليا "تسعى إلى فرض حرب دينية في الشوارع وإثارة الخلاف بين اليهود، ولن تنجح".

وقال: "سنظل متمسكين بتقاليد أجدادنا، حتى لو كان الطغاة الذين يعتبرون أنفسهم متآمرين لاقتلاع كل شيء. إن حكم المحكمة العليا ليس تسعة قضاة ضد صفر معارضين، بل هو تسعة قضاة ضد 3500 سنة من الدراسة منذ نزول التوراة حتى يومنا هذا".

ودعا إيشلر الأحزاب الشريكة في الائتلاف إلى "الوقوف والدفاع عن قيم اليهودية والتوراة ضد الدكتاتورية".