خرج عشرات الآلاف من الطلاب للاحتجاج في واحدة من أكبر الاحتجاجات حتى الآن ضد سياسات التقشف التي ينتهجها الرئيس الأرجنتيني خافير ميلي، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وشارك الطلاب على وجه الخصوص في الاحتجاج، إلى جانب التلاميذ وأولياء الأمور والمدرسين وموظفي الجامعة بالإضافة إلى ممثلي النقابات والسياسيين المعارضين، بعد أن دعا ممثلو الطلاب إلى الاحتجاج، خاصة في قرار الحكومة بعدم زيادة ميزانية العام الدراسي 2024، على الرغم من معدل التضخم الذي بلغ 288 بالمئة في الأشهر الاثني عشر الماضية.
يعد تجميد ميزانيات الجامعات جزءًا من "العلاج بالصدمة" للأرجنتين الذي أعلنه ميلي، والذي يتصور في المقام الأول إجراء تخفيضات خطيرة في الإنفاق الحكومي في محاولات السيطرة على التضخم.
احتجاجات ضد العلاج بالصدمة
ونفذت بعض الكليات في جامعة بوينس آيرس بالفعل تدابير طارئة لخفض التكاليف، بما في ذلك الحد من الإضاءة في المناطق المشتركة، والحد من استخدام المصاعد وتقصير ساعات عمل المكتبة.
يعد التضخم في الأرجنتين من أعلى المعدلات في العالم، ويعاني ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية من جهاز الدولة المتضخم وانخفاض الإنتاجية الصناعية واقتصاد الظل الكبير الذي يحرم الدولة من الكثير من عائدات الضرائب.
وبعد توليه السلطة في ديسمبر، خفضت حكومة ميلي بشكل كبير قيمة العملة المحلية، البيزو، إلى جانب خفض الدعم على الغاز والمياه والكهرباء والنقل العام المحلي.
يدعم صندوق النقد الدولي بشكل أساسي برنامج التقشف الذي يطبقه الرئيس الأرجنتيني الليبرالي المتطرف، لكنه دعا حكومته إلى ضمان التحويلات الاجتماعية للشرائح الأكثر فقرًا من السكان، وعلى وجه الخصوص، الحفاظ على القوة الشرائية للمعاشات التقاعدية، ويعيش أكثر من نصف الأرجنتينيين تحت خط الفقر، وفقًا لدراسة أجرتها الجامعة الكاثوليكية في الأرجنتين (UCA).
الرأسمالي الفوضوي
ويتولى من يصف نفسه بـ "الرأسمالي الفوضوي" رئاسة الأرجنتين منذ العاشر من ديسمبر، وكان قد وعد في الأصل بإجراء إصلاحات اقتصادية جذرية وخصخصة الشركات الكبيرة المملوكة للدولة.
واضطر "ميلي" إلى سحب العديد من مشاريعه، ولا يتمتع بأغلبية في الكونجرس، يريد تحويل البلاد نحو الليبرالية اليمينية من خلال مشروعية الرئيسيين، مرسوم ضخم يتضمن أكثر من 300 تغيير على القانون وحزمة أخرى تسمى "القانون الشامل"، التي تتضمن مئات التعديلات الإضافية، إلا أن المرسوم الصادر في منتصف ديسمبر الذي أسس لتلك الإصلاحات يواجه أكثر من 60 طعنًا في المحاكم بحجّة مخالفته لأحكام الدستور.
ويركز الرئيس اليميني على خصخصة جميع الشركات المملوكة للدولة تقريبًا مثل السكك الحديدية، وشبكات الإنترنت.
الفقر والتضخم في الأرجنتين
ويبلغ معدل الفقر في الأرجنتين الآن 45% وهو في ارتفاع، إذ ارتفع التضخم بنسبة 25.5% في الشهر الأول من حكم رئيس الأرجنتين الجديد.
ولتعزيز القدرة التنافسية للصادرات تم خفض قيمة البيزو بأكثر من 50% الشهر الماضي.
وتعد الأرجنتين ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، إذ لديه العديد من موظفي القطاع العام، وانخفاض الإنتاجية الصناعية والاقتصاد الموازي الذي يحرم الدولة من الكثير من عائدات الضرائب.
بعد أن تقلّد خافيير ميلي، منصبه رئيسًا للبلاد، منذ 45 يومًا، بدأ في تنفيذ خطته لخفض الإنفاق بشكل كبير وتطبيق إصلاحات اقتصادية تهدف للسيطرة على التضخم، وسط استمرار فقدان العملة الوطنية "البيزو" قيمتها مقابل الدولار الأمريكي.
وأعرب رئيس الأرجنتين الجديد عن مدى رغبته في تغيير البلاد من خلال تقليص عدد الوزارات إلى النصف لتوفير التكاليف، مع موجة ضخمة من تسريح العمال في القطاع العام.