تشهد الحرب الروسية الأوكرانية بعد تجاوزها عامها الثاني، صراع آخر بين المعسكرين لا يقل ضراوة، في مجال الطاقة والمواد الخام، إذ تركز موسكو للحصول على "الليثيوم"، المعروف بـاسم "الذهب الأبيض"، أملًا في تعويض خسائرها الاقتصادية الناجمة عن الحرب، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وتشير الأرقام إلى تكبد موسكو نفقات كبيرة ناجمة عن الحرب الدائرة رحاها منذ 24 فبراير 2022، إذ تقدر التكاليف المالية المباشرة لإجراء "العملية الخاصة" للجيش الروسي في أوكرانيا حاليًا بنحو 250 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تصل خسائر روسيا الاقتصادية جرّاء الحرب والعقوبات الغربية نحو 1.3 مليار دولار، بحلول عام 2025، بحسب نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.
منذ أكثر من عامين، يحاول الروس فرض سطوتهم على بلدة كوراخوف الأوكرانية الصغيرة، حيث يوجد الليثيوم الذي تبلغ قيمته مئات المليارات من الدولارات.
الذهب الأبيض
ويوصف الليثيوم بأنه المادة "التي يصنع منها المستقبل" و"الذهب الأبيض" و"نفط القرن الحادي والعشرين"، إذ إنه معدن فائق الجودة، وهو الأخف وزنًا في الجدول الدوري للمعادن، ويتمتع بأعلى إمكانات كهروكيميائية وأعلى سعة حرارية نوعية للمواد الصلبة، وتهدف تقنية الليثيوم أيون إلى تحقيق انتقال الطاقة والتنقل الكهربائي.
أوروبا والحاجة للصين
وفي خطاب ألقته نهاية مارس 2024، حذرت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، من اعتماد الأوروبيين الكبير على الصين في الحصول على الليثيوم، الذي يتم استيراد 97% منه من بكين.
وقالت فون دير لاين: "البطاريات التي تشغل سياراتنا الكهربائية ستزيد الطلب على الليثيوم 17 ضعفًا بحلول عام 2050".
وبدوره حذر روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الألماني، يوليو 2023، من أنه إذا حدت الصين من تصدير الليثيوم، "فستكون هناك مشكلة حقيقية".
الليثيوم الأوكراني
وبمساعدة الليثيوم الأوكراني، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يقلل بشكل كبير من اعتماده على الموردين الصينيين، ووفقًا للرابطة الوطنية لعمال مناجم المواد الخام في أوكرانيا، تمثل أوكرانيا ثلث رواسب الليثيوم المستكشفة في أوروبا.
وخلصت دراسة أجراها مركز الأبحاث الكندي "SecDev" إلى أن روسيا لديها احتياطيات من الطاقة والمعادن في الأراضي المحتلة بأوكرانيا.
شراكة موارد استراتيجية
أنشأ الاتحاد الأوروبي شراكة موارد استراتيجية مع أوكرانيا، يوليو 2021، قبل أشهر فقط من الهجوم الروسي، وحدد الاتحاد الأوروبي ثلاثين من الموارد الطبيعية اللازمة للتحول إلى الطاقة الخضراء، ويمكن الحصول على ثلثيها من أوكرانيا.
وتسعى روسيا أيضًا للسيطرة على هذه الموارد الأساسية، خاصة مع تزايد خطر تغير المناخ بشكل متزايد، بحسب "دويتش فيله".
وتتطلع روسيا إلى رواسب الليثيوم الأوكرانية، ويُعتقد أن هناك أربعة منها موجودة في البلاد، أحدهما، في كروتا بالكا، يقع في زابوريجيا، والآخر "شيفتشينكو"، في منطقة دونيتسك، التي حصل مستثمر أسترالي على رخصة التعدين لشيفشينكو قبل وقت قصير من بدء الحرب.
عقوبات جديدة على موسكو
وأخيرًا أعلنت الحكومة البلجيكية، الخميس الماضي، موافقة الاتحاد الأوروبي على مجموعة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد الأفراد والشركات الروسية، تشمل تدابير تهدف إلى الضغط على أرباح روسيا من بيع الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي. أعضاء.
يتضمن الإجراء الأخير إجراءات تستهدف واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، التي تمر عبر الاتحاد الأوروبي.