تقف أوكرانيا على أرض محفوفة بالمخاطر، في ظل زيادة نسبة الألغام جرّاء الحرب الروسية الأوكرانية، الدائرة رحاها منذ 24 فبراير من العام الماضي، ومع انقضاء أكثر من 500 يوم، كانت كفيلة لتجعل غالبية أراضي البلد الواقعة في شرق أوروبا، بحسب صحيفة "تاجز شبيجل" الألمانية.
وتعهد حلفاء أوكرانيا بتقديم حزمة مساعدات لإزالة الألغام، من خلال المعدات الخاصة إلى جانب حزمة مساعدات بـ244 مليون دولار، نظرًا للمخاطر المرتفعة التي تواجهها البلاد وتعريض حياة المدنيين للخطر.
بحسب الحكومة الأوكرانية ستتلقى كييف نحو 244 مليون دولار من حلفائها، ومن المقرر وصول 10 آلات لإزالة الألغام من شركات كرواتية وأخرى سويسرية، إلى جانب أجهزة الكشف عن المعادن، ومعدات إزالة الألغام الفردية.
تمشيط 160 ألف كيلومتر
وقدرت وزارة الخارجية الأمريكية في أوائل ديسمبر، أن نحو 160 ألف كيلومتر مربع في أوكرانيا بحاجة إلى الفحص، بحثًا عن مخاطر المتفجرات وهو ما يقرب من نصف حجم ألمانيا.
انتعاشه اقتصادية بعد إزالة الألغام
وينظر الخبراء إلى إزالة الألغام لأسباب اقتصادية بخلاف المهمة الأساسية، إنقاذ الأرواح، إذ إنه كلما زادت سرعة استخدام المناطق الملغومة مرة أخرى كلما تطور الاقتصاد هناك بشكل أسرع.
طلب بالمساعدة الدولية لإزالة الألغام
وقبل 7 أشهر، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمساعدة دولية لإزالة الألغام الروسية في بلاده، بحسب صحيفة "فاز" الألمانية.
وقال زيلينسكي، في خطاب بالفيديو أمام البرلمان النيوزيلندي: "إنه لا يمكن لأي طفل أن يعيش في سلام حقًا ما دام من الممكن أن يُقتل بسبب لغم روسي مخفي".
خسائر الألغام
وقُتل 221 شخصًا وأصيب 450 آخرون، بسبب ألغام أرضية، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بحسب ما ذكره أولكسندر هورونزي، المتحدث باسم خدمة الطوارئ في أوكرانيا.
ونصح هورونزي، الأوكرانيين بأن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، بعدم الذهاب إلى المسطحات المائية والحقول والغابات وكذلك المسارات غير المعبدة.
ومسح الخبراء 91 ألفًا و401 هكتار من الأراضي، وتجرى حاليًا أعمال إزالة الألغام بشكل رئيسي في المناطق، التي تم تحريرها في "دونيتسك، ميكولايف، خاركيف، وخيرسون"، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
قوة حقول الألغام
أكد مارك ميلي، رئيس الأركان الأمريكي، أن الخسائر التي تكبدها الأوكرانيون في هذا الهجوم لا ترجع إلى قوة سلاح الجو الروسي وإنما بسبب حقول الألغام، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وأرجع رئيس الأركان الأمريكي تأخر الهجوم المُضاد إلى أرض الميدان المُلغمة على يد القوات الروسية، لافتًا إلى أن المعركة ستكون طويلة وصعبة ودموية.
على الرغم من الهجمات المُكثفة، لم ينجح الأوكرانيون في اختراق خطوط الدفاع الروسية الأساسية، وفقًا لتقرير استخباراتي يومي عن وزارة الدفاع البريطانية، وتسببت الهجمات الروسية في إحداث ثغرات بالجيش الأوكراني ليس بفضل سلاح الجو الروسي لكن حقول الألغام.