بدت معالم الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكل من الإدارة الأمريكية وجيش الاحتلال، بشأن طريقة تعامله مع الحرب على غزة، واضحة، بعد تأكيدات شخصيات عسكرية إسرائيلية بارزة عن إحباطها بشأن نمط إدارة نتنياهو للحرب في غزة، والتي رأوا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "ليس لديه خطة لليوم التالي بشأنها"، وفق ما ذكرت شبكة "سي. بي. إس. نيوز" الإخبارية الأمريكية.
وقالت الشبكة في تقرير لها، إن خلاف نتنياهو مع الإدارة الأمريكية وجيش الاحتلال، يأتي وسط مخاوف متزايدة من فتح جبهة أخرى في لبنان، ما يهدد بآثار خطيرة على القوات الأمريكية في المنطقة.
وظهر الصدع للعلن هذا الأسبوع بين نتنياهو وجيش الاحتلال مع اقتراب الحرب على غزة من الشهر العاشر، والتي أودت بحياة أكثر من 37400 فلسطيني، فيما يقول جيش الاحتلال، إن 664 من جنوده سقطوا قتلى.
ولفت تقرير "سي. بي. إس. نيوز" إلى أنه في الأيام التي تلت بدء الحرب على غزة مباشرة، كان نتنياهو واضحًا بشأن أهدافه، وتعهد في تصريحات متلفزة بتدمير حماس، وفي الآونة الأخيرة، تحدثت حكومته اليمينية المتطرفة على وجه التحديد عن تدمير القدرات العسكرية للحركة، لكن مسؤولًا في الولايات المتحدة صرح للشبكة الأمريكية، أول أمس الخميس، أنه بعد تسعة أشهر من إراقة الدماء، فإن قوات الاحتلال "لم تقترب من تحقيق هدفها المتمثل في تدمير حماس".
وقال المسؤول الأمريكي لمراسل الأمن القومي في "سي بي إس نيوز" ديفيد مارتن، إن المئات من مقاتلي حماس لا يزالون يعملون في غزة، مستعينين بأميال من الأنفاق التي لا تزال سليمة تحت الأراضي الفلسطينية، فضلًا عن بقاء يحيى السنوار قائد حماس طليقًا في غزة أيضًا.
وأضاف المسؤول، أنه "بما أن إسرائيل ليس لديها خطة لليوم التالي في غزة، فإن الاستراتيجية الحالية تبدو بمثابة وصفة لحرب مستمرة".
والأسبوع الماضي، ظهرت المخاوف نفسها التي أبداها جيش الاحتلال إلى العلن، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانييل هاجاري، أمس الأول الخميس، على شاشة التلفزيون الإسرائيلي: "من يعتقد أن بإمكاننا القضاء على حماس فهو مخطئ"، مضيفًا أن دفع الإسرائيليين إلى الاعتقاد بأن هذه مهمة قابلة للتحقيق، هو "مجرد ذر للرمال في عيون الجمهور"، ما بدا وكأنه لكمة حادة لنتنياهو.
وحذر هاجاري من العواقب إذا لم يتم وضع خطة لإدارة غزة بعد الحرب، وقال: "إذا لم نجلب شيئًا آخر إلى غزة، فسنحصل على حماس".
ولفتت "سي. بي. إس. نيوز" إلى أن انهيار "حكومة الحرب" الإسرائيلية، جاء لنفس السبب، وهو غياب خطة "اليوم التالي" في غزة.
وسألت الشبكة المحللة السياسية تال شنايدر، مراسلة صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عمّا سيحدث إذا تمت هزيمة حماس عسكريًا، ولكن لا يوجد شيء لملء فراغ السلطة في غزة، فأجابت: "حماس ستبقى في السلطة.. طالما أنك لا تملك بنية تحتية مدنية أو غيرها من البنية التحتية المدنية".
وتحت ضغط متزايد من جيش الاحتلال، ومع تنظيم احتجاجات منتظمة ضد سياساته في إسرائيل، انتقد نتنياهو علنًا هذا الأسبوع أكبر متبرع دولي له، الولايات المتحدة.
وفي بيان بالفيديو نُشر على الإنترنت، وصف رئيس حكومة الاحتلال أنه "من غير المعقول أن تقوم إدارة بايدن، في الأشهر القليلة الماضية، بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل".
وبينما أوقفت الولايات المتحدة شحنة نوع معين من القنابل، بسبب القلق من إمكانية استخدام الأسلحة الأمريكية في العدوان على رفح الفلسطينية، ردت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان-بيير، الثلاثاء الماضي، على تصريحات نتنياهو، قائلة: "نحن حقًا لا نعرف ما يتحدث عنه، نحن لا نفعل ذلك."
وأضافت:" كانت هناك شحنة معينة من الذخائر تم إيقافها مؤقتًا، وقد سمعتنا نتحدث عن ذلك عدة مرات. وتابعت: "نواصل إجراء محادثات بناءة مع الإسرائيليين من أجل الإفراج عن تلك الشحنة بالذات، وليس لدينا أي تحديثات بشأن ذلك، ولا توجد عمليات توقف أو تعليق أخرى".