يجتمع أكثر من 100 زعيم، من بينهم نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، ورؤساء دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وآسيا، في سويسرا، اليوم السبت، في واحدة من أكثر المحاولات طموحًا حتى الآن، للتوصل إلى اتفاق خطة سلام بأوكرانيا، وذلك في ظل غياب روسيا والصين.
خطة سلام لأوكرانيا
وتأتي القمة في الوقت الذي يتوصل فيه زعماء مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا إلى اتفاق جديد للحصول على قرض بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا، من خلال استخدام الأرباح غير المتوقعة من الفوائد على أصول البنك المركزي الروسي، التي جمدها الاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى، بعد هجوم روسيا على أوكرانيا عام 2022.
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، سيناقش مؤتمر السلام الذي يستمر يومين، والذي سيعقد في منتجع بورجنشتوك الفاخر خارج لوسيرن، خطة كييف المقترحة المكونة من 10 نقاط لإنهاء الحرب، إلى جانب ثلاثة موضوعات أخرى، وهي التهديد النووي والأمن الغذائي والاحتياجات الإنسانية في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يركز بيان مشترك، غدًا الأحد، على أهمية مبادئ الأمم المتحدة بشأن الحفاظ واحترام السيادة والسلامة الإقليمية.
وسيُنظر إلى هذه الخطة على أنها نجاح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يهدف إلى حشد الدعم الدولي لخطة السلام التي يتضمنها الانسحاب الكامل للقوات الروسية من أوكرانيا والعودة إلى حدود ما بعد الاتحاد السوفييتي عام 1991.
وانتقد منظمو قمة السلام قرار الصين بعدم الحضور، وهي خطوة دفعت زيلينسكي إلى اتهام بكين بمساعدة موسكو في تقويض الاجتماع، وهو ما نفته وزارة الخارجية الصينية. وكانت كييف تضغط بقوة من أجل حضور وفد صيني القمة لإضفاء مزيد من الشرعية على المؤتمر.
موقف الصين
وقالت الصين، التي تربطها علاقات وثيقة بروسيا، إنها لن تحضر لأن المؤتمر لا يلبي متطلباتها، بما في ذلك مشاركة روسيا.
وقال ماكس بيرجمان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية: "من اللافت للنظر أن هناك 100 دولة تحضر قمة سلام لا يشارك فيها المحرض الرئيسي على هذا الصراع".
وقال بيرجمان، الذي يرأس الآن برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "إنها ضربة دبلوماسية".
ووصف ويليام كورتني، الدبلوماسي الأمريكي السابق، التواصل السويسري بأنه "نجاح هائل".
وقال دبلوماسيون لمراسلي "رويترز" إنه مع اقتراب القمة، كثفت الصين اتصالاتها من خلال اجتماعات مع كبار الشخصيات الأجنبية الزائرة، وإجراء مكالمات هاتفية ورسائل إلى البعثات الأجنبية على منصة WeChat الصينية.
ومن بين المشاركين الآخرين تايلاند وسنغافورة والفلبين واليابان، في حين لا يُعتقد أن ماليزيا وكمبوديا، اللتين تربطهما علاقات وثيقة بالصين، ستحضران.
يأتي مؤتمر السلام في أعقاب مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، كييف بالتنازل عن المزيد من الأراضي، وسحب القوات بشكل أعمق داخل بلادها، والتخلي عن محاولتها لحلف شمال الأطلسي (الناتو) حتى يتمكن من إنهاء حربه في أوكرانيا، وهي المقترحات التي رفضتها أوكرانيا والولايات المتحدة والناتو.