في خضمّ الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهامات خطيرة لجارته الآسيوية الصين، بالتواطؤ مع روسيا في محاولة عرقلة قمة السلام المزمع عقدها شهر يونيو المقبل في سويسرا بهدف إيجاد حل للأزمة الدامية.
اتهامات زيلينسكي
في تصريحات صادمة خلال مؤتمر "حوار شنجري-لا" للدفاع في سنغافورة، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصين بالتواطؤ مع روسيا في محاولاتها لعرقلة قمة السلام المقررة في منتصف يونيو بسويسرا، وفقًا لما أشارت إليه صحيفة "نيوزويك" الأمريكية.
وقال زيلينسكي متهمًا بكين بأنها تعمل كـ"أداة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "روسيا، باستخدام النفوذ الصيني في المنطقة، وباستخدام الدبلوماسيين الصينيين أيضًا، تفعل كل شيء لعرقلة قمة السلام".
وأضاف زيلينسكي، في محاولة منه لحث الدول الآسيوية على المشاركة في القمة، أن أكثر من 100 دولة ومنظمة عالمية ستحضر الحدث الذي سيركّز على الأمن النووي والغذائي، وإطلاق سراح أسرى الحرب، وعودة الأطفال الأوكرانيين الموجودين حاليًا في روسيا، بحسب ما أشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
الرد الصيني
على الفور، ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، على اتهامات زيلينسكي، مؤكدة أن بلادها "لم تُذكْ النار ولم تُغذْ اللهب" في الحرب الروسية الأوكرانية أبدًا.
وقالت "ماو" بحسب ما أشارت إليه صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الصين تعتقد أن جميع الجهود يجب الاعتراف بها في دعم تدابير السلام في الحرب، مشيرةً إلى أن بلادها "تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع أوكرانيا وتظل شريكها التجاري الأكبر".
كما أكدت "ماو" أن موقف الصين تجاه مؤتمر السلام "شفاف للغاية"، قائلة: "نعتقد أننا يمكن أن نحصل على التفاهم ودعم جميع الأطراف".
وأضافت أن الصين "تؤكد دائمًا أن مؤتمر السلام الدولي يحتاج إلى ثلاثة عناصر مهمة: الاعتراف من روسيا وأوكرانيا، والمشاركة المتساوية لجميع الأطراف، والمناقشة العادلة لجميع خطط السلام".
انتقادات غربية
من جهته، انتقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الصين، قائلًا: "ما رأيناه من الصين ليس توفير الأسلحة لروسيا، ولكن توفير المدخلات الحرجة التي سمحت لروسيا بتسريع إنتاجها الخاص من الدبابات والصواريخ والقذائف".
بينما حذّر ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن "الصين تدعم اقتصاد روسيا الحربي"، مضيفًا أن "روسيا لن تكون قادرة على شن حرب العدوان ضد أوكرانيا بدون دعم الصين".
دعوة الصين للمشاركة
في سياق الدعوة الموجهة للصين للمشاركة في قمة السلام المرتقبة في سويسرا، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف وجّهت الدعوة رسميًا لبكين للحضور والمساهمة في هذا الحدث المهم.
وعبّر زيلينسكي بحسب ما أشارت "الجارديان"، عن أسفه لعدم استغلال الصين لنفوذها ومكانتها كدولة لها علاقات وثيقة مع روسيا.
وانضمت وزيرة الدفاع الهولندية كايسا أولونجرين إلى زيلينسكي في انتقادها لموقف الصين، حيث نقلت عنها صحيفة "فاينانشال تايمز" قولها: "أنا آسفة لأن الصين لا تستخدم موقفها كواحدة من الدول التي لديها حوار مكثف مع الرئيس بوتين".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات تأتي في ظل مخاوف من أن الصين قد تستخدم نفوذها لثني الدول عن المشاركة في القمة.
من جانبها، لم تنف الصين صراحةً حضورها القمة، إذ أكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينج أن بلادها "تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع أوكرانيا وتظل شريكها التجاري الأكبر".
وقالت نينج "إننا يمكن أن نحصل على التفاهم ودعم جميع الأطراف" بشأن مؤتمر السلام، مؤكدة أن موقف الصين بشأن مؤتمر السلام "منفتح وشفاف" للغاية.