الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة سويسرا للسلام.. محنة جديدة لكييف وسط انسحابات واسعة

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تحولت مبادرة كييف لعقد قمة سلام دولية في سويسرا، إلى محنة جديدة للسلطات الأوكرانية، في ظل رفض عدد كبير من الدول حول العالم المشاركة في هذا الحدث المثير للجدل، والذي يُعد بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الرئيس فولوديمير زيلينسكي على كسب التأييد الدولي لخطة السلام التي طرحها.

غياب القوى العظمى

في قلب هذا الغياب الدولي الواسع، برز انسحاب أكبر قوتين اقتصاديتين وعسكريتين في العالم من المشاركة في القمة، إذ فضل الرئيس الأمريكي جو بايدن حضور حفل جمع تبرعات في لوس أنجلوس بصحبة نجمين من هوليوود بدلًا من السفر إلى سويسرا، كما أعلنت بكين بشكل رسمي امتناعها عن المشاركة لعدم استيفاء شروطها المهمة، لا سيما عدم مشاركة روسيا وأوكرانيا معًا.

ويستند المؤتمر المقرر عقده يومي 15 و16 يونيو في منتجع بورجنستوك بالقرب من مدينة لوسيرن السويسرية، إلى "صيغة السلام" التي طرحها زيلينسكي، وتدعو المبادرة المكونة من عشر نقاط موسكو إلى الانسحاب من جميع الأراضي التي تطالب بها كييف، وتشكيل محكمة لمحاكمة المسؤولين الروس بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ورفضت موسكو الخطة ووصفتها بأنها "منفصلة عن الواقع".

تجاهل أمريكا اللاتينية

لم يقتصر الأمر على غياب القوى العظمى فحسب، بل امتد ليشمل العديد من دول أمريكا اللاتينية التي تنأى بنفسها عن الانحياز لأي طرف في الصراع.

وفي خطوة لافتة، أعلنت المكسيك ونيكاراجوا رفضهما المشاركة بشكل قاطع، وبررتا ذلك بضرورة إشراك الطرفين الروسي والأوكراني معًا في أي جهود للتوصل إلى تسوية سلمية.

وصرحت السفارة المكسيكية لدى روسيا لصحيفة "ازفيستيا" بأن "بلدنا يؤيد السلام، لذلك نتوقع أنه سيتم قريبًا عقد مفاوضات يشارك فيها جانبا النزاع".

أما نيكاراجوا، فكانت أكثر حدة في تصريحاتها، إذ وصفت وزارة خارجيتها القمة بـ"المهزلة السياسية" التي ليس لها هدف سوى "تقديم ضغوط جديدة على روسيا".

وفي سياق تحليله للمقاطعة الواسعة للقمة من قبل دول أمريكا اللاتينية، علق فيكتور هييفتس، الأستاذ بجامعة سان بطرسبرج الحكومية الروسية قائلًا: "إن حقيقة أن العديد من الدول لن تحضر الحدث أو أنها لن تكون ممثلة من قبل كبار المسؤولين، يرسل إشارة بأن أمريكا اللاتينية غير راغبة في الانحياز إلى أي جانب في هذا النزاع".

وأضاف هييفتس أن مثل هذا التجاهل الواسع من قبل دول المنطقة للمبادرة الأوكرانية، يشكل ضربة موجعة لجهود كييف الرامية لإضفاء الشرعية على "خطة السلام" التي طرحها زيلينسكي والحصول على تأييد أممي لها.

استمرار المقاطعة الواسعة

لم يقتصر الأمر على غياب الولايات المتحدة والصين ودول أمريكا اللاتينية فحسب، بل امتدت دائرة المقاطعة لتشمل دولًا أخرى من مختلف أنحاء العالم، في إشارة واضحة إلى فشل كييف في إقناع العديد من الأطراف بجدوى هذه القمة وأهدافها المعلنة.

ففي جنوب آسيا، قررت باكستان عدم المشاركة في الحدث، متبعة بذلك خطى الصين الشريك التجاري الرئيسي لإسلام أباد.

كما أعلنت جنوب إفريقيا، إحدى القوى الاقتصادية الكبرى في القارة الإفريقية، غياب رئيسها سيريل رامافوزا عن القمة.

مشاركة روسيا

في تبرير قرارها عدم المشاركة، أشارت الدول المقاطعة إلى عدة مبررات، لعل أبرزها عدم حضور روسيا -كطرف أساسي في النزاع- الأمر الذي يجعل من الصعب التوصل إلى أي تسوية حقيقية دون مشاركتها.

كما انتقدت هذه الدول ما اعتبرته "انحيازًا واضحًا" للجانب الأوكراني في القمة، والذي يتجلى في تبني "خطة السلام" الأوكرانية كأساس للمناقشات، دون الأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر الروسية.