الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ما يحدث كارثي.. حكومة طالبان تقيد حياة فتيات أفغانستان

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

قبل ما يزيد قليلًا على ثلاث سنوات، كان مستقبل أسماء يحمل العديد من الاحتمالات، عمرها 15 سنة، كانت في المدرسة الثانوية. وبعد ذلك كان أمامها احتمال الالتحاق بالجامعة، ثم المضي قدمًا في مستقبلها.

ومثل العديد من الفتيات الأفغانيات، أدركت أن التعليم كان طريقها للخروج من العزلة والقمع الذي قيّد حياة والدتها وجدتها في ظل نظام طالبان السابق. لقد كانت جزءًا من جيل جديد من النساء الأفغانيات اللاتي أتيحت لهن الفرصة لبناء حياة مستقلة.

وفي مايو 2021، قبل أشهر قليلة من وصول حركة طالبان إلى السلطة، كانت أسماء في الفصل عندما بدأت القنابل تنفجر خارج مدرستها الثانوية، واستيقظت في المستشفى لتجد أن 85 شخصا قُتلوا، معظمهم من تلميذات المدارس، وبحلول الوقت الذي بدأت فيه بالتعافي، كانت حركة طالبان هي المسؤولة وكانت فرص عودتها إلى المدرسة قد انتهت إلى الأبد.

لقد مر الآن ما يزيد على ألف يوم منذ أعلنت حركة طالبان أن المدارس مخصصة للبنين فقط، كما تم منع ما يقدر بنحو 1.2 مليون فتاة مراهقة مثل أسماء من الالتحاق بالمدارس الثانوية في أفغانستان. وما حدث لهم منذ ذلك الحين كان كارثيًا فتعرضت الكثيرات منهن للزواج القسري والمبكر، والعنف المنزلي، والانتحار، والقضاء على جميع جوانب الحياة العامة، دون نهاية في الأفق.

وكانت بينافشا تبلغ من العمر 13 عامًا عندما استولت طالبان على السلطة، وقررت عائلتها أنها إذا لم تتمكن من الذهاب إلى المدرسة فعليها أن تتزوج، وتقول شقيقتها قدسية إنه تم إرسال بينافشا للعيش مع زوجها الذي كان عنيفًا، وقام بضرب وإساءة معاملة الفتاة البالغة من العمر الآن 16 عامًا بوحشية.

وذكرت قدسية إنه: "كانت لدينا صور توضح كيف ضرب أختي، ورسائل وتسجيلات صوتية تظهر كيف كان يهينها ويضربها وذهبت بينافشا، يائسة وخائفًة إلى محاكم طالبان لطلب السماح له بالانفصال، وبدلًا من ذلك أرسلوها إلى السجن".

وأضافت: "انحاز القاضي إلى جانب زوجها، قائلًا إن النساء يبحثن دائمًا عن عذر بسيط للانفصال.. وقيل لها إنها ستبقى في السجن طالما أنها ترفض العيش معه".

إن احتمال حياة العزلة الاجتماعية والفكرية يدفع العديد من الفتيات المراهقات إلى اليأس العميق. ووجدت دراسة أجرتها الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي أن 76% من النساء والفتيات اللاتي استجبن، صُنفت صحتهن العقلية على أنها "سيئة" أو "سيئة للغاية"، وأبلغن عن إصابتهن بالأرق والاكتئاب والقلق وفقدان الشهية والصداع نتيجة للصدمات التي تعرضن لها.

قال ما يقرب من خمس الفتيات والنساء إنهم لم يلتقوا بامرأة أخرى خارج أسرهم المباشرة في الأشهر الثلاثة السابقة. ووجد استطلاع آخر أجرته منصة "Bishnaw " الرقمية الأفغانية أن 8% من المشاركين يعرفون امرأة أو فتاة واحدة على الأقل حاولت قتل نفسها منذ أغسطس 2021.