أعربت وكالات الأمم المتحدة عن مخاوفها حيال الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الاحتياجات الإنسانية للأسر، بعد أن ضربها عدد من الزلازل القوية منذ بداية شهر أكتوبر الجاري.
ووفق الأمم المتحدة فإن الجهات المعنية مستمرة في عملية تقييم الخسائر، والأضرار الواقعة على الأشخاص والبنية التحتية، فيما تجري عمليات تقييم لأضرار المناطق قبل السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم، حيث ينام الأسر ممن تضررت منازلهم في الخارج خوفًا من انهيار منازلهم بالكامل مع انخفاض درجات الحرارة ليلًا بشكل كبير.
آلاف الأسر يواجهون شتاءً قارسًا
ووفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، تسببت الزلازل في أضرار بالغة لـ 43 ألف شخص ودمرت وتسببت في أضرار جسيمة لأكثر من 7 آلاف و100 منزل وتشريد الآلاف من الأسر، ولفتت المنظمة الدولية إلى أن الزلازل المتكررة تسببت في أضرار مرافق الإغاثة ومحطات المياه؛ مما يفاقم من معاناة الأسر مع اقتراب فصل الشتاء.
وأكدت الأمم المتحدة أنه حتى مساء الاثنين، بالتوقيت المحلي لأفغانستان، تم الإبلاغ عن مقتل نحو 1,500 شخص، وأصيب 2000 آخرون وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".
انعدام مستويات الأمن الغذائي
ومن جانبه قال المتحدث باسم الأغذية العالمي في أفغانستان، فيليب كروبف، على خلفية زيارته للقرى المتضررة بعد وقوع الزلازل الأول الأسبوع الماضي: "هذه مجتمعات بالكاد قادرة على إطعام نفسها، وكل واحدة من هذه الأزمات تدفعها إلى الفقر المدقع".
وأكد المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي أن هذه الزلازل "تأتي على خلفية ما يقرب من 40 عامًا من الصراع المُتواصل تقريبًا، ومستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، وخمس سنوات من الجفاف أو الظروف الشبيهة بالجفاف والانكماش الاقتصادي المستمر منذ عامين، والذي دمر سُبل العيش والوظائف."
موارد غذائية محدودة للأسر المتضررة
وقال دانييل بيتر إندريس، القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان، إن منظمات الإغاثة في سباق مع الزمن لتقديم المساعدة قبل بداية فصل الشتاء، وأوضح المسؤول الأممي أن هذه الزلازل ضربت بعض المجتمعات الأكثر ضعفًا في أفغانستان، "وهي تتصارع بالفعل مع عقود من الصراعات والتخلف الإنمائي، مضيفًا أن هذه المجتمعات المتضررة لا تتمتع بقدر كبير من القدرة على التكيف مع الصدمات المتعددة والمتزامنة، وخاصة مع قدوم فصل الشتاء القارس، ومحدودية الموارد الغذائية لدى الأسر".
وقال المسؤول الأممي في تقرير المنظمة إن المجتمع الإنساني في أفغانستان وضع خطة استجابة أولية للتعافي، مع التركيز على 114 ألف شخص تدمرت منازلهم أو لحقت بها أضرار بالغة.