الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

النازحون يواجهون الموت والجوع.. دبابات الاحتلال تتوغل في رفح الفلسطينية

  • مشاركة :
post-title
طفلتان تغادران مخيم للنازحين في رفح الفلسطينية هربا من العدوان الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما تتواصل جهود الوساطة من أجل التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس، لوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين بالأسرى، واصل جيش الاحتلال عدوانه على القطاع الفلسطيني المحاصر، حيث تعرض غرب مدينة رفح الفلسطينية إلى نيران مكثفة من طائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة وضربات مدفعية، فيما وصفه النازحون، بأنه أحد أسوأ عمليات القصف في المنطقة، في حين حذرت الأمم المتحدة من تهديد "الموت والجوع" لأكثر من مليون شخص في القطاع.

وذكر تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن دبابات الاحتلال توغلت في الجزء الغربي من رفح الفلسطينية، مما دفع النازحين إلى الفرار، إذ أجبر أكثر من مليون فلسطيني كان يحتمون في المدينة إلى الانتقال إلى مناطق أخرى، حيث لا غذاء أو ماء أو مأوى. وتحذر الأمم المتحدة من أن أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون "الموت والجوع" بحلول يوليو.

قصف المنطقة الإنسانية

وكان جيش الاحتلال بدأ هجومه البري على رفح الفلسطينية في 7 مايو، ما أجبر مئات الآلاف على الفرار منها وفق الأمم المتحدة، ويتجمعون حاليا في منطقة "المواصي" التي قصفها الاحتلال، أمس، وفق شهود عيان.

ويصنف الاحتلال المواصي " منطقة إنسانية" وأدان المجلس النرويجي للاجئين، وهو منظمة غير حكومية، أمس الخميس "استخدام المنطقة الإنسانية المعلن عنها من جانب واحد كساحة معركة الأسبوع الماضي".

وأعادت "الجارديان" التذكير بتصريحات سابقة للرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي كان هدد فيها الاحتلال، بقطع واشنطن لإمدادات الأسلحة الأمريكية إذا أجريت هجمات واسعة النطاق في رفح الفلسطينية، وعدم وجود خطة لتقليل الإصابات بين المدنيين، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حينها أن إسرائيل عازمة على الهجوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أمس، إن "الولايات المتحدة لم تشهد بعد قيام إسرائيل بشن عملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح الفلسطينية بقطاع غزة". وأضاف في إفادة للصحفيين، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية ليست "بحجم أو نطاق" العمليات التي نفذت في أماكن أخرى في غزة. وتابع "هي عملية أكثر محدودية".

ويأتي القصف الإسرائيلي الأخير لرفح الفلسطينية، بعد جولة في الشرق الأوسط لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الساعي إلى تأمين وقف لإطلاق النار.

وبعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء الحرب على غزة، تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتأمين اتفاق بناء على خطة أعلنها بايدن، لوقف إطلاق النار غزة وتبادل المحتجزين والأسرى.

من جهتها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن عناصرها يخوضون قتالا في الشوارع ضد جنود الاحتلال في غرب رفح الفلسطينية، حيث أفاد شهود عيان بإطلاق مروحيات أباتشي النار.

وتحدث شهود عيان لوكالة "فرانس برس" عن ليلة عنيفة للغاية في رفح الفلسطينية، بسبب القصف والتوغلات التي نفذها جنود الاحتلال.

الاحتلال يعرقل المساعدات

وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا" أن "سلطات الاحتلال تمنعها في كثير من الأحيان من توصيل المساعدات وتعرقل عملياتها في القطاع".

ونقلت "الجارديان" عن مديرة العلاقات الخارجية في الأونروا، تمارا الرفاعي: "إننا نتلقى عددا قليلا من الردود الإيجابية على طلباتنا لتوصيل المساعدات وتصاريح التنقل في غزة".

وأضافت أن "الوكالة تحافظ على اتصالاتها مع وحدة التنسيق الإسرائيلية- كوجات- لكن هذه الاتصالات لا تؤدي دائما إلى نتائج إيجابية"، مشيرة إلى وجود "الكثير من العوائق" تحد من قدرتها على "توصيل المساعدات" أو حتى "استلام شاحنات المساعدات".

وحددت الرفاعي بزيادة بطء الاستجابة الإسرائيلية بعد هجوم شنه مستوطنون على مجمع الأونروا في القدس الشرقية، وزيادة القيود المفروضة على تأشيرات الدخول على الموظفين، بما فيهم المفوض العام، فيليب لازاريني.

ويتهم الاحتلال موظفين في الأونروا بمشاركتهم في هجوم الفصائل على مستوطنات غلاف غزة في في 7 أكتوبر. وفي أبريل الماضي، خلصت لجنة مراجعة مستقلة ترأستها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، كاثرين كولونا، إلى أن إسرائيل لم تقدم أدلة تدعم مزاعمها تجاه موظفي الأونروا.

وأدت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر، إلى استشهاد ما لا يقل عن 37202 شخصا في غزة، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة للسلطات الصحية في القطاع.

وتسببت الحرب في كارثة إنسانية في قطاع غزة، حيث تبدي الأمم المتحدة قلقها من خطر المجاعة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ثمانية آلاف طفل دون سن الخامسة في غزة تلقوا علاجًا من سوء التغذية الحاد، "من بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد"، مشيرة إلى أن 28 من هؤلاء الأطفال فارقوا الحياة.

مساعي الهدنة

ويتوسط مفاوضون من مصر وقطر والولايات المتحدة، منذ أشهر من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في الصراع المستمر منذ أكتوبر.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الأول الأربعاء، في الدوحة، أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع دول الوساطة الأخرى من أجل وقف إطلاق النار.

وأعلنت حماس، الثلاثاء الماضي، أنها سلمت مصر وقطر ردها على خطة المراحل الثلاث التي أعلنها جو بايدن، في 31 مايو.

وتنص الخطة في مرحلتها الأولى على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح محتجزين في غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

ولم يتم الكشف عن مضمون رد حماس، لكن بلينكن قال إن "بعض التغييرات" التي تطالب بها الحركة "ممكنة والبعض الآخر غير ممكن"، مضيفًا "أعتقد أن هذه الفجوة يمكن سدّها".

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة ستقدم "في الأسابيع المقبلة عناصر أساسية" لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، خصوصا ما يتعلق "بكيفية إدارة الحكم والأمن وإعادة الإعمار".

ولم يدل رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتانياهو، بتصريحات رسمية بشأن الخطة التي أعلنها بايدن، واكتفى بالتأكيد على مواصلة الحرب حتى هزيمة حماس.

وتطالب حماس من جانبها بوقف نهائي لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة. وقالت الحركة، الأربعاء، إنه "بينما يواصل بلينكن الحديث عن موافقة إسرائيل على المقترح الأخير، فإننا لم نسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث بهذه الموافقة"، داعية "بلينكن، وإدارة الرئيس بايدن، إلى توجيه الضغط إلى حكومة الاحتلال".

وبحسب مصدر مطلع على المحادثات تحدث لوكالة "فرانس برس"، فإن رد الحركة الفلسطينية يتضمن "تعديلات" على الخطة الأولية، "وأبرزها جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة".

وحث منتدى عائلات المحتجزين والمفقودين حكومة الاحتلال على التحرك بسرعة لأن "أي تأخير قد يعرض المحتجزين للخطر الشديد".