الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العلاج بالصبغة المشعة.. "عينين إضافيتين" لمكافحة السرطان

  • مشاركة :
post-title
خلايا سرطانية - صورة تعبرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في إنجاز طبي مذهل، طوّر علماء في جامعة أكسفورد صبغة مشعة متخصصة تلتصق بخلايا السرطان، ما يمنح الجراحين "عينين إضافيتين" لرؤية وإزالة الأورام السرطانية بشكل أكثر دقة أثناء الجراحة، ويعتقد الخبراء أن هذا الاختراق العلمي قد يقلل من خطر عودة السرطان ويمنع الآثار الجانبية المدمرة للعلاج.

كشف الخلايا المنتشرة

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، تلتصق هذه الصبغة المشعة بخلايا السرطان الدقيقة التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ما يمكّن الجراحين من إزالة كل خلية سرطانية، بينما يتم الحفاظ على الأنسجة الصحية، ما قد يؤدي ذلك إلى تقليل الآثار الجانبية المدمرة بعد الجراحة.

تم تطوير هذه التقنية من قِبل علماء وجراحين في جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة البيوتكنولوجيا ImaginAb Inc، وتم تمويلها من قِبل جمعية أبحاث السرطان البريطانية.

العلاج بالصبغة المشعة

ووفقًا لما أشارت إليه الصحيفة، يعمل الإجراء عن طريق دمج الصبغة المشعة مع جزيء استهداف يُعرف باسم IR800-IAB2M، بحيث تلتصق الصبغة وجزيء الاستهداف بالبروتين المسمى بروتين غشاء البروستاتا النوعي (PSMA)، الموجود على سطح خلايا سرطان البروستاتا.

قال البروفيسور فريدي هامدي، أستاذ الجراحة في جامعة أكسفورد وكاتب الدراسة الرئيسي المنشورة في مجلة European Journal of Nuclear Medicine and Molecular Imaging: "نحن نمنح الجراح عينين إضافيتين لرؤية أين توجد خلايا السرطان وما إذا كانت قد انتشرت، بهذه التقنية، يمكننا إزالة جميع الخلايا السرطانية، بما في ذلك الخلايا التي انتشرت من الورم، التي قد تسمح له بالعودة لاحقًا".

تجارب ناجحة

في أول تجربة من نوعها، خضع 23 رجلًا مصابًا بسرطان البروستاتا لهذا العلاج قبل إجراء جراحة استئصالها.

أظهرت الصبغة المشعة خلايا السرطان وانتشارها إلى الأنسجة المجاورة مثل الحوض والعقد اللمفاوية، واستُخدم نظام تصوير خاص لإضاءة البروستاتا والمناطق المحيطة بها، ما جعل خلايا سرطان البروستاتا تتوهج، وسمحت هذه القدرة على رؤية هذه التفاصيل الدقيقة للجراحين بإزالة خلايا السرطان مع الحفاظ على الأنسجة السليمة.

شهادة مريض

كان دافيد بتلر، البالغ من العمر 77 عامًا ومقيم في ساوثمور بإنجلترا، واحدًا من المشاركين في هذه التجربة.

قبل الجراحة، أشارت الفحوصات إلى أن سرطان البروستاتا لديه بدأ في الانتشار، وبعد التعافي التام، صرّح "بتلر" قائلًا: "أنا رجل محظوظ، وأنا مصمم على الاستمتاع بكل لحظة من الحياة: البستنة، وممارسة لعبة البولينج والمشي".

وأضاف: "لقد سمحت لي المشاركة في الدراسة بالاستمتاع بالمزيد من تلك المتع لسنوات مقبلة".

آفاق مستقبلية واسعة

ووفقًا لما أوضحته الصحيفة، فإنه على الرغم من أن هذه التقنية تمت تجربتها على مرضى سرطان البروستاتا، فإنه يمكن تكييفها لأشكال أخرى من السرطان، إذ يأمل الخبراء في استخدام هذه الصبغة المشعة لأنواع أخرى من السرطان عن طريق تغيير البروتين الذي تلتصق به على خلايا السرطان.

قال الدكتور إيان فولكس، المدير التنفيذي للبحث والابتكار في جمعية أبحاث السرطان البريطانية: "يمكن للجراحة أن تعالج السرطانات بشكل فعّال عندما يتم إزالتها في مراحل مبكرة. لكن في تلك المراحل المبكرة، من المستحيل تقريبًا أن نرى بالعين المجردة أي السرطانات قد انتشرت محليًا وأيها لم تنتشر".

يتطلب الأمر إجراء المزيد من التجارب على مجموعات أكبر من المرضى، لكن الصبغة المشعة المميزة المجتمعة مع نظام التصوير يمكن أن "تحول بشكل جذري" كيفية علاجنا للسرطان في المستقبل، كما قال فولكس.

وأضاف: "من المثير أن يكون لدينا قريبًا إمكانية الوصول إلى أدوات جراحية يمكن أن تقضي على سرطان البروستاتا والأنواع الأخرى من السرطان بشكل موثوق، وتمنح الناس حياة أطول وأكثر صحة خالية من المرض".