بعد أيامٍ من اعتذار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لنظيره الأوكراني، فولوديمير، زيلينسكي عن تأخير التمويل الأمريكي لكييف، قال السيناتور ليندسي جراهام -الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية- أمس الأحد، إنه يضغط من أجل الاستيلاء على الأصول الروسية لتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا.
وقال جراهام لمارجريت برينان، مقدمة برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس"، إن هناك 300 مليار دولار موجودة في أوروبا من أصول الثروة السيادية الروسية "التي يجب أن نستولي عليها ونعطيها لأوكرانيا".
وأضاف: "لدينا أموال روسية في أمريكا علينا الاستيلاء عليها، يجب أن نجعل روسيا دولة راعية للإرهاب بموجب القانون الأمريكي".
وأضاف: "عندما اقترحت ذلك على الرئيس زيلينسكي، أضاء وجهه مثل شجرة عيد الميلاد (قاصدًا أن الاقتراح جعله سعيدًا)، لأن جعل روسيا دولة راعية للإرهاب بموجب القانون الأمريكي سيكون بمثابة ضربة كبيرة لروسيا."
ويعد جراهام، أحد أشد المؤيدين لأوكرانيا في مجلس الشيوخ بين أعضاء حزبه.
وخلال أشهر من الجدل في الكونجرس حول حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليون دولار لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان، كان جراهام جزءًا من حفنة من الجمهوريين الذين عدلوا عن معارضتهم السابقة لمشروع القانون.
ضبط الحرب
خلال اللقاء، شدد سيناتور كارولينا الجنوبية لـ"برينان" على أن "لدينا فرصة لإعادة ضبط هذه الحرب الآن"، بعد أن تقدم الولايات المتحدة مساعدات كبيرة لأوكرانيا، بما في ذلك حزمة جديدة بقيمة 225 مليون دولار من المساعدات العسكرية، والتي أعلن عنها الرئيس جو بايدن يوم الجمعة.
وكان البيت الأبيض، وسط زيارة الدولة التي قام بها بايدن إلى فرنسا، والحديث عن بعض الخلافات المحتدمة بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن الحرب في أوكرانيا، أصدر خارطة طريق مشتركة، السبت، تلتزم بدعم جهود مجموعة السبع للاستفادة من أرباح الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.
ومع ذلك، أقر جراهام بأنه من غير المرجح أن توقع إدارة بايدن على اقتراحه بتصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب.
وقال: "إما أن نساعد أوكرانيا أو لا نفعل ذلك. حان الوقت الآن لمنحهم طائرات إف-16، والسماح لهم بالتحليق بالطائرات والمدفعية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا".
وتابع: "يجب ملاحقة أصول بوتين، أينما كانوا، في جميع أنحاء العالم".
وأعرب السيناتور عن أمله في أن تستعيد أوكرانيا "الزخم العسكري" هذا الصيف، وانتقد مدى "بطء وتردد" الولايات المتحدة في تقديم الدعم لأوكرانيا.
مصادرة الأصول
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الأحد، إنه توصل إلى اتفاق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ لاستخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.
وفي وقت سابق، ذكرت السُلطات الأمريكية ووسائل الإعلام الغربية أن استخدام الدخل من الأصول الروسية المجمدة لسداد القرض الذي يمكن أن تمنحه الولايات المتحدة لأوكرانيا هو قيد المناقشة حاليًا.
لكن، قبل التحرك الغربي تجاه الأصول الروسية، أظهر مرسوم وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منتصف مايو الماضي، أن روسيا ستحدد الممتلكات الأمريكية، ومنها الأوراق المالية، التي يمكن استخدامها للتعويض عن أي أضرار قد تتكبدها في حال صادرت الولايات المتحدة ممتلكات روسية، بحسب "رويترز".
ويسمح المرسوم للجنة الحكومية الروسية المعنية ببيع الأصول الأجنبية بتحديد الممتلكات ذات الصلة وينص على أن قرارات التعويض ستتخذها المحاكم.
وفي أبريل الماضي، صرّح دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، بأن مصادرة الأصول الروسية ستكون "بمثابة مسمار في نعش النظام الاقتصادي الغربي برمته في المستقبل".
وقال بيسكوف إن المستثمرين الأجانب والحكومات الأجنبية التي تحتفظ بممتلكاتها في أصول هذه الدول، من الآن فصاعدًا سيفكرون قبل استثمار أموالهم، ستختفي الموثوقية، بقرار غير مدروس سيستغرق الأمر عقودًا، إن لم يكن أكثر للتعافي، بحسب وكالة "سبوتنيك".
وأوضح أنه في حال الاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة في الغرب، فإن روسيا ستدافع عن مصالحها إلى ما لا نهاية، بما في ذلك بالمحاكم.