بسبب التضخم وسعر الفائدة المرتفع وانتهاء مميزات وباء كورونا، ارتفعت ديون الأمريكيين الأصغر سنًا والأقل ثراءً لدى البنوك وشركات بطاقات الائتمان، إلى مستويات وصفت بالخطيرة منذ أكثر من عقد من الزمن، بل وتعدت فترة كورونا، حيث تخلف العديد منهم عن سداد فواتيرهم لأكثر من 90 يومًا؛ بسبب الضغوط المالية.
ويبلغ متوسط سعر الفائدة السنوي على بطاقة الائتمان الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية 24.71%، وفقًا لشركة "ليندنج تري" التي تتبع مستويات الديون، والتي أكدت أنه الأعلى منذ 2019، ويرجع ذلك إلى رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي إلى أعلى مستوى له منذ 23 عامًا، وهو أعلى معدل تضخم منذ أربعة عقود، والذي بلغ ذروته عند 9.1% في يونيو 2022.
مستوى عالٍ
وازداد عدد الأمريكيين الذين يتخلفون عن سداد ديونهم لبطاقات الائتمان، خاصة بين الفئة العمرية 35 عامًا أو أقل، أكثر من الفئات العمرية الأخرى، وبحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، فقد وصل الأمر إلى حد خطير وأعلى مستوياته منذ أكثر من عقد من الزمان، وبات أصحاب الديون يتأخرون عن السداد لأكثر من 90 يومًا.
وهذا الأمر تسبب في زيادة الضغط على الأمريكيين لتراكم فواتير دفع الديون على بطاقات الائتمان الخاصة بهم، حيث وصلت الحصة المتأخرة إلى 10.7% خلال الربع الأول من عام 2024، وفقًا لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، حيث كانت قبل عام مضى تقف عند حد 8.2% فقط.
برامج المشقة
وعلى الرغم من أن شركات بطاقات الائتمان في الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب الشبكة الأمريكية كان لها عدة برامج تسمى برامج المشقة للتعامل مع مثل هذه الحالات، والتي كان لها فوائد كبيرة خلال فترة وباء كورونا، حيث زادت وقتها الشركات من استخدام تلك البرامج، عقب إعلانها علنًا وجود مشاكل كبيرة لدى المستهلكين الذين يواجهون صعوبات في دفع مديونياتهم.
وكانت تلك البرامج بحسب المحللين، قد جعلت العديد من متأخري السداد يمتلكون خيارات لتخطي الدفع أو تأجيلها دون عقوبات مالية أو قانونية، إلا أن تلك المميزات انتهت مع انتهاء مساعدات عصر الوباء، مثل مدفوعات التحفيز، والائتمان الضريبي للأطفال، وزيادة إعانات البطالة والوقف الاختياري لمدفوعات القروض الطلابية.
الأصغر سنًا والأقل ثراءً
وأرجع الخبراء للشبكة الأمريكية، السبب وراء ذلك يمكن أن يعود إلى عدم مواكبة مكاسب الأجور للتضخم، الأمر الذي يضرب المستهلكين ذوي الدخل المنخفض بشكل أكبر، بجانب التهام زيادات الإيجار للمدخرات التي ربما يكون بعض المستهلكين قد جمعوها خلال الأشهر الأولى للوباء، لافتين إلى أن حالات التأخر في السداد تجاوزت الآن مستويات ما قبل كورونا، وأن المستأجرين معرضون بشكل خاص للتخلف عن السداد.
وتشكل بطاقات الائتمان حوالي 6.5% فقط من ديون المستهلكين، وفقًا لتقرير بحثي عالمي صادر عن بنك أوف أمريكا، حيث كشف عن أن الزيادة في حالات التأخر في السداد تفوق نمو الدخل، ويرى المحللون أن أسعار الفائدة المرتفعة لها تأثير في ذلك خاصة على الأمريكيين الأصغر سنًا والأقل ثراءً، الذين يواجهون ضغوطًا مالية شديدة حيث لا يتمكنون من دفع أرصدتهم بالكامل.
وحذر الخبراء من أن قيام المستهلكين بتوسيع نطاق قروضهم من خلال قروض "اشتر الآن وادفع لاحقًا"، والتي أصبحت متاحة بشكل متزايد "عند كل ماكينة دفع"، يمكن أن تزيد الأمور تعقيدًا، مشيرين إلى أن العديد منهم ليس أمامهم الآن سوى التواصل مباشرة مع شركات بطاقات الائتمان للتفاوض بشأن أسعار الفائدة والرسوم وخطط الدفع طويلة الأجل.