اعتقلت السلطات الدنماركية رجلًا بولنديًا يبلغ من العمر 39 عامًا، اليوم السبت، على خلفية الاعتداء على رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، بعد أن قالت إنه تسبب في إصابتها بالرقبة.
ومن المفترض أن يتم احتجاز المشتبه به لمدة 12 يومًا؛ بحسب وكالة "رويترز".
كانت "فريدريكسن" تعرضت لإصابة طفيفة في الرقبة نتيجة الاعتداء المزعوم الذي وقع في ميدان بوسط كوبنهاجن، وقالت رئيس الوزراء الدنماركية في بيان مكتوب لوكالة "ريتساو" للأنباء، اليوم: "شكرًا لكم على تحياتكم الكثيرة مع الدعم والمساندة. إنه أمر مؤثر بشكل لا يصدق".
وأضافت فريدريكسن: "أشعر بالحزن والصدمة بسبب ما حدث بالأمس، لكنني بخلاف ذلك أشعر بالأمان، لمرة واحدة، أحتاج إلى السلام، جسديًا وروحيًا. أحتاج إلى أن أكون مع عائلتي وأحتاج إلى أن أكون على طبيعتي لبعض الوقت".
وقال مكتبها إن جميع الفعاليات الرسمية المقررة لرئيسة الوزراء الدنماركية، اليوم السبت، قد ألغيت.
ليس سياسيًا
بينما وقع الحادث قبل يومين من توجه الدنماركيين إلى صناديق الاقتراع في انتخابات الاتحاد الأوروبي، قال محامي الرجل، أمام محكمة في كوبنهاجن اليوم السبت، إنه "لا يوجد ما يشير إلى دافع سياسي"؛ وهو الأمر نفسه الذي أكدته الشرطة الدنماركية.
وقالت الشرطة في بيان نُشر على موقع "إكس": "ليست فرضيتنا التوجيهية حاليًا هي أن الحادث كان له دوافع سياسية".
ونقلت الإذاعة الرسمية البولندية عن متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية قوله: "أبلغتنا السلطات الدنماركية أن الشخص المحتجز مواطن بولندي يقيم في الدنمارك منذ بعض الوقت".
وقالت مفتشة شرطة كوبنهاجن، ترين مولر، لوكالة "ريتساو" للأنباء: "نعتبره عملاً فرديًا وعفويًا، وليس لدينا حاليًا فرضية مرشدة في تحقيقاتنا بأنه كان هجومًا مخططًا على رئيس الوزراء".
وقالت الشرطة الدنماركية إن المهاجم المزعوم كان تحت تأثير الكحول والمخدرات في ذلك الوقت، وقالت إنه لم يكن على علم بأن الضحية كان رئيس وزراء الدنمارك.
وبينما لا تزال تفاصيل الحادث غير واضحة، لكن وسائل الإعلام المحلية قالت إن الرجل سار بقوة نحو فريدريكسن ودفعها بقوة أثناء مرورها بساحة "كولتورفيت"، إحدى الساحات الرئيسية، في العاصمة كوبنهاجن، أمس الجمعة.
وقال شاهدا عيان لوسائل الإعلام المحلية إنهما رأيا رجلًا يسير نحو رئيسة الوزراء ثم "يدفعها بقوة على كتفها حتى يتم دفعها جانبًا"، وأكدا أنها لم تسقط.
وقال شاهد آخر لإحدى الصحف المحلية إن "رجلاً يرتدي ملابس جيدة -ويبدو أنه جزء من وحدة حماية فريدريكسن- وضابط شرطة، قاما بإخضاع على المهاجم".
وعلى الفور، نُقلت فريدريكسن إلى المستشفى لإجراء فحص طبي بعد وقت قصير من الهجوم كإجراء احترازي.
إدانة واسعة
أدان العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي الحادث الذي وقع أمس الجمعة، بعد ثلاثة أسابيع فقط من إصابة رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، بجروح خطيرة في محاولة اغتيال.
وقبل شهر، تعرض ثلاثة سياسيين ألمان لاعتداءات قبل انتخابات البرلمان الأوروبي ومجالس المقاطعات، وتلا ذلك المزيد من الهجمات في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوير لوكالة أنباء NTB عن الهجوم على فريدريكسن: "هذا غير مقبول على الإطلاق وهو هجوم على مجتمعاتنا الديمقراطية المنفتحة"، كما كتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "لقد صدمت جدًا بنبأ تعرضك للاعتداء الليلة. أدين هذا العمل الحقير الذي يتعارض مع كل ما نؤمن به ونناضل من أجله في أوروبا. أتمنى ذلك"، مضيفة: "أنت قوية وشجاعة، أعلم أن لديك الاثنين معًا".
وانتقد كل من رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، الهجوم على فريدريكسن، قال ميشيل على منصة "إكس" إنه "غاضب" و"أدين بشدة هذا العمل العدواني الجبان"، بينما قالت ميتسولا، التي وصفت الهجوم بـ"المروع" في تدوينة لها: "لا مكان للعنف في السياسة".