"ولدت في غزة وخرجت منها في الانتفاضة الثانية".. هكذا بدأت الفنانة الفلسطينية سيرين خاص حديثها خلال ندوة الفيلم الفلسطيني "علم" للمخرج فراس خوري، ضمن فعاليات مهرجان جمعية الفيلم والمنعقدة في القاهرة، وأكدت أنها قضت أغلب حياتها في مصر وانتقلت للعيش في الأردن، وعادت لفلسطين في فترة وصفتها بالهادئة قبل أن تعود لمصر مرة أخرى.
صعوبات ورمزيات
وكشفت "سيرين" عن تفاصيل تحضيرها للفيلم خلال الندوة التي أدارتها الناقدة صفاء الليثي، وقالت: "المخرج عندما اختار الممثلين، اختار من يشبهون شخصيات الفيلم، كل شخص اختاره كان قريبًا من طبيعته الحقيقية، وصوّرنا في تونس لأننا لا نستطيع التصوير في فلسطين، والفتاة الصغيرة التي غنت "موطني" تونسية حفظت النشيد قبل التصوير بنصف ساعة".
وسردت سيرين تفاصيل مشهد المظاهرة في الفيلم قائلة: "هذا المشهد كان به الكثير من التونسيين، ومؤثر لأنهم يحبون فلسطين وشعروا أنهم في فلسطين، حتى المشهد الذي به الجنود يحاولون أخذ العلم، رفض الممثلون ارتداء الملابس الإسرائيلية، ولم يوافقوا على تعليق العلم الإسرائيلي حتى لو كان تمثيلًا".
وعن سبب تصوير الأحداث في تونس لا فلسطين، قالت "سيرين": "لا نصور في فلسطين لأن الأمر سيحتاج الحصول على تصاريح، والاحتلال لن يمنحنا هذا لأن الفيلم خارج الأجندة الخاصة بهم، وبالنسبة للغة العبرية فالفيلم تدور أحداثه في مكان محتل يخضع للحكومة الإسرائيلية، والمدرسة تقع في قرية بجوار حيفا، والشهادة يحصل عليها الطلاب من الحكومة الإسرائيلية ويتعلمون فيما بعد في جامعات عبرية، عكس الضفة وغزة لا يوجد تعليم اللغة العبرية، والأمر يخضع هناك لرغبة الشخص إذا أراد تعلمها".
وفسرت "سيرين" مشهد حرق شجرة الزيتون بعد المظاهرة وقالت: "عندما يحدث مثل هذا نجد الأوروبيين والمهتمين بالبيئة يقولون: ممنوع حرق شجرة.. لماذا تحرقونها؟.. كل الذي يهمهم الشجرة وليس مَن يموتوا".
مخاطبة العالم الغربي
وأكدت الناقدة المصرية صفاء الليثي أن الفيلم شرح فلسفة العلم، وحاليًا العالم كله رفع علم فلسطين في كثير من الدول الأوروبية وهناك جيل رافض لقيام إسرائيل، وقالت: "العمل صُنع بنعومة لمخاطبة العالم الغربي، وألاحظ وجود تغيير في الخطاب الفلسطيني وتقديم أعمال تقرّب القضية للناس في كل أنحاء العالم".