تفاصيل جديدة بدأت تتكشف تباعًا حول قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بإنشاء مئات الحسابات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف كسب التعاطف والتأييد في حربها على غزة، من خلال آلاف التعليقات التي تنتقد جماعات حقوق الإنسان ومزاعم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وبدأت الحملة الإسرائيلية في أكتوبر 2023، بالتزامن مع شن قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها على قطاع غزة، عقب عملية طوفان الأقصى، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، استخدم المشاركون فيها بدعم من الحكومة الإسرائيلية تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومارسوا أنشطتهم المزيفة على السوشيال ميديا، من خلال إنشاء 3 مواقع إخبارية مزيفة باللغة الإنجليزية لنشر مقالات مؤيدة لإسرائيل.
حسابات المشرعين
وتبين أن الحملة استهدفت ما يصل 128 عضوًا في الكونجرس الأمريكي، وبحسب صحيفة بوليتيكو، كان معظم المشرعين المستهدفين من الديمقراطيين، إذ شملت منشورات عسكرية مؤيدة لإسرائيل ونشرها على حساباتهم بصورة مستمرة، مدعيين أنهم مواطنون أمريكيون.
ودعمت أغلب المنشورات التي تم وضعها على حسابات المشرعين الأمريكيين الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وانتقدت جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية، وترفض مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، التي اتهمت جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، طلب من قضاة المحكمة إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزير دفاعه يوآف جالانت، بشأن الحرب على غزة، متهمًا إياهم بارتكاب جرائم حرب قد ترقى إلى الإبادة الجماعية منذ بدء الحملة العسكرية.
تعليقات منسقة
كشفت الصحيفة الأمريكية، وفق بيانات حصلت عليها من مجموعات مراقبة المعلومات المضللة، أن الحملة الإسرائيلية أطلقت العنان لنحو 600 حساب مزيف، وعملوا على نشر 2000 تعليق منسق أسبوعيًا على صفحات أعضاء الكونجرس الأمريكي، يدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ومن بين أسماء المشرعين في القائمة وفقًا لبيانات FakeReporter الإسرائيلية، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو ديمقراطي من ولاية نيويورك، والنواب جيم كليبيرن، وإلهان عمر، الديمقراطية من ولاية مينيسوتا، بجانب شونتيل براون الديمقراطي من ولاية أوهايو.
وتظاهر المعلقون في شبكة المعلومات المضللة بأنهم مستخدمون أمريكيون لوسائل التواصل الاجتماعي، وضخموا بشكل روتيني الرسائل المؤيدة لإسرائيل من خلال مشاركة روابط للمنافذ الإخبارية المزيفة، مستهدفين بشكل أكبر مجلس النواب بدلًا من الشيوخ.
تشويش الخطاب
شملت القائمة أيضًا رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الجمهوري عن ولاية لوس أنجلوس، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، الديمقراطي من ولاية نيويورك، والسيناتور رافائيل وارنوك، ديمقراطي من ولاية جورجيا.
وعلى الرغم من عدم توصل FakeReporter إلى الشخصيات التي علقت في حسابات المشرعين، إلا أنهم كشفوا عن أن شركة ميتا نشرت الأسبوع الماضي، تقريرًا منفصلًا يزعم أن شركة ستوك كانت وراء حملة التضليل وأعلنت أنها حظرتها من منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها.
شبكة التأثير
سلطت تلك الحملة الضوء على التأثير النفسي لعملية التضليل، التي تهدف في المقام الأول إلى التشويش على الخطاب السياسي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الانتخابات الكبرى بالبلدان المختلفة، واتهم القائمون على المجموعة الرقابية الإسرائيلية حكومتهم بالانخراط في عمليات نفوذ أجنبي فجة تخلق مخاطر هائلة، بينما لم تفعل سوى القليل لمكافحة تهديدات التضليل محليًا.
ولفت أعضاء المجموعة لصحيفة بوليتيكو إلى أن شبكة التأثير الأجنبية، التي تعمل ضد المشرعين الأمريكيين كانت عملًا غير مسؤول ومتهور ومناهض للديمقراطية، مشيرين إلى أنه إذا كانت إسرائيل لا ترغب في أن تكون ضحية للتدخلات الأجنبية، فعليها أن تمتنع عن تنفيذها بنفسها.