الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"معلومات مضللة".. تحليل يكشف حملات إعلامية صينية ضد رئيسة تايوان

  • مشاركة :
post-title
رئيسة تايوان المنتهية ولايتها تساي إنج وين – أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

فنّد تحليل جديد مزاعم نشرتها تقارير إعلامية صينية على مدار الأعوام الثلاثة السابقة، بأن رئيسة تايوان المنتهية ولايتها، تساي إنج وين، قد خططت للفرار على متن طائرة أمريكية إذا اندلعت الحرب مع الصين.

وكان تقريرًا غير مدعوم بالأدلة قد نُشر لأول مرة في عام 2021، وتردد صداه في الفترة التي سبقت الانتخابات العامة في الجزيرة في يناير 2024، قد أشار إلى مزاعم هروب تساي.

وذكرت قصة أخرى أن تساي أعطت "تصاريح للهروب" لمقربين منها من كبار الشخصيات. وفقًا لتحليل أجراه مركز أبحاث بيئة المعلومات (IORG)، وهو منظمة غير حكومية مقرها تايوان، مدعومة ماليًا من بريطانيا والولايات المتحدة.

وكشف تحليل IORG أن الرواية القائلة بأن تساي خططت للفرار إذا اندلعت الحرب مع الصين، وأن التدريبات العسكرية التايوانية كانت تدريبات على ذلك، نشأت مع منفذ إعلامي يسيطر عليه الحزب الشيوعي الصيني(CCP) في يونيو 2021، وسرعان ما تكررت بواسطة مصادر إخبارية صينية رسمية أخرى.

وحسب "رويترز"، تم إجراء تحليل المقالات النصية ومقاطع الفيديو المنشورة في الفترة ما بين أبريل 2021 و13 يناير 2024، باستخدام تقنيات معالجة البيانات التي مكنت IORG من تحديد أصول بعض الروايات، والكلمات الرئيسية ذات الصلة.

معلومات مضللة

فيما كذّبت تايبيه، مرارًا وتكرارًا، التقارير الإعلامية الصينية؛ لم تعلن الحكومة التايوانية تفاصيل خططها للقيادة في حالة نشوب صراع مع البر الرئيسي للصين.

ووفق تقرير "رويترز"، عثرت المنظمة على أكثر من 400 قصة تصور التدريبات العسكرية، بما في ذلك تدريبات "هان كوانج" السنوية، على أنها تدريبات لقادة تايوان على الفرار.

وقالت IORG إن تلك القصص "محاولة منسقة من جانب بكين لتقويض الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم (DPP). بينما رد مكتب شؤون تايوان الصيني، المسؤول عن العلاقات مع تايبيه، بأن تقاريرIORG "تتضمن مزاعم ملفقة وسوء نية".

وأضاف أن الصين "كانت ضحية الحرب المعرفية"، التي تتضمن محاولات التأثير على مشاعر العامة، من خلال نشر المعلومات المضللة، من قبل الحزب الديمقراطي التقدمي.

وقال المكتب إن الحزب "أنشأ سلسلة معلومات مضللة تؤذي مشاعر المواطنين".

لحظات حساسة

أصبحت القصص التي تصور قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي على أنهم دعاة حرب، قد يفرون في حالة نشوب صراع هي نقاط الحديث في تايوان، واستخدمتها بعض وسائل الإعلام والسياسيون المعارضون لانتقاد الحزب الديمقراطي التقدمي.

وغالبًا ما يرتفع عدد القصص في لحظات حساسة سياسيًا، مثل زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي -آنذاك- نانسي بيلوسي لتايبيه عام 2022 والتدريبات العسكرية السنوية.

وأظهر التحليل أن مناقشة هذه القصص من قبل السياسيين المعارضين، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ارتفعت أيضًا خلال فترات التوترات المرتفعة.

في تلك الفترات تقريبًا، نشرت وسائل الإعلام الحكومية في بكين ومقاطعة فوجيان بالقرب من تايوان، بالإضافة إلى وسائل الإعلام في هونج كونج -والتي يقول مسؤولو الاستخبارات التايوانية إنها مرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني- أكثر من 93% من 439 قصة، تصور التدريبات على أنها "استعدادات لهجمات تايوانية رئيسية".

ووجدت IORG أن العديد من القصص تم تضخيمها بشكل أكبر من خلال الأصوات المؤيدة لبكين، بما في ذلك وسائل الإعلام وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي في تايوان.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في تقرير قدمته إلى البرلمان في 7 مارس، إن بكين استخدمت وسائل الإعلام الرسمية و"المتعاونين المحليين" لنشر روايات من شأنها إضعاف الثقة في الحكومة. لكنها لم تذكر أسماء المتعاونين المزعومين.

فوجيان

أظهر تحليل IORG أن "مجموعة فوجيان/Fujian Daily Press Group" المدعومة من الحزب الشيوعي الصيني، والتي تدير شبكة من بوابات الأخبار التي تركز على تايوان، كانت وراء ما يقرب من 20% من القصص، البالغ عددها 439.

وامتدت أبحاث IORG إلى أكثر من 1300 منفذ إخباري رسمي صيني؛ وأكثر من 500000 حساب على YouTube وWeibo وDouyin -وهو النسخة الصينية من TikTok- وأكثر من 1.2 مليون صفحة فيسبوك باللغة الصينية.

ومن بين 439 مقالة نُشرت في الفترة ما بين أبريل 2021 و13 يناير، والتي صورت التدريبات العسكرية التايوانية على أنها تدريبات هروب لتساي، نشأت 110 مقالة من وسائل إعلام مقرها بكين، بما في ذلك الطبعات الخارجية لصحيفةPeople's Daily وGlobal Times.

وجاء 169 موضوعًا آخر من هونج كونج، التي كانت لفترة طويلة مركزًا لوسائل الإعلام الناطقة بالصينية، وتم نشر 130 موضوعًا من فوتشو، عاصمة فوجيان.

ومن بين هذه المواقع الأخيرة، نشر موقع Taihainet الذي تديره صحيفة "فوجيان ديلي"، وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة به، ما يقرب من 90 قصة.

وجدت IORG أن الرواية القائلة بأن قادة تايوان سيفرون بالطائرات نشأت في 10 يونيو 2021، في قصة "فوجيان ديلي".

ووصفت الصحيفة طائرة النقل العسكرية الأمريكية من طراز سي-17، التي زارت تايوان في ذلك الشهر، بأنها "طائرة هاربة" بالنسبة للقيادة التايوانية.

وفي غضون ثلاثة أشهر من نشر القصة، ظهرت روايات مماثلة في 22 مقالًا أو مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام حكومية صينية أخرى، وكذلك على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في الصين وتايوان وفي تعليقات وسائل الإعلام والسياسيين التايوانيين.

كما بدأت روايات أخرى مع وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي في تايوان، قبل أن يتم تعديلها وتضخيمها من قبل الآخرين.

ففي 8 سبتمبر 2022، نشرت شركة Storm Media -مقرها تايوان- قصة نقلًا عن مصادر لم تحددها، قائلة إن تساي أصدرت "تصريحًا سريًا" يمنح المقربين منها امتياز الوصول إلى الملاجئ العسكرية في حالة الحرب. بينما نفى مكتب تساي هذه القصة.

وفي 14 سبتمبر، تم تعديل القصة إلى قصة حول "بطاقة صعود هاربة" من خلال منشور على الإنترنت تديره شركة China VTV -مقرها هونج كونج- والتي اتهمها مكتب التحقيقات التايواني، علنًا، بأن لها علاقات مالية مع السلطات الصينية.