الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خلف الأبواب المغلقة للبيت الأبيض.. حالة "بايدن" الذهنية تربك حسابات إدارته

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها، الضوء على الحالة الذهنية للرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد أن نشرت شهادات من مقربين له ولإدارته، تثبت أنه في بعض الأحيان يكون شارد الذهن ولا يستطيع التعرف على الأشخاص أو القضايا التي يتحدث فيها.

 وبالتزامن مع اشتداد المعارك السياسية قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، برزت مخاوف حول القدرات العقلية للرئيس الحالي جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي الأوفر حظًا، ومدى صلاحيته للاستمرار على رأس قيادة البيت الأبيض.

واستندت "وول ستريت جورنال"، إلى شهادات 45 من أعضاء الكونجرس الأمريكي ومسؤولين في الإدارة، على العديد من الحوادث التي أظهر فيها بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا، علامات واضحة على تراجع قدراته الذهنية.

شهادات مسؤولين

في إحدى الاجتماعات الحاسمة يناير الماضي لمناقشة تقديم تمويل إضافي لكييف في الحرب الأوكرانية الروسية، واجه بايدن صعوبات واضحة في الاتصال والتركيز، بحسب خمسة أشخاص مطلعين على سير الاجتماع، إذ تحدث الرئيس بصوت خافت لدرجة أن البعض عانى من سماعه، كما أغمض عينيه لفترات ممتدة، ما أثار تساؤلات لدى الحاضرين حول ما إذا كان قد فقد تركيزه تمامًا، وفقًا لما ذكرته الصحيفة نقلًا عن المصادر.

في شهادة أخرى مثيرة للقلق، أفادت 6 مصادر مطلعة على لقاء ثنائي بين بايدن ورئيس مجلس النواب مايك جونسون في فبراير، بأن الرئيس الأمريكي أظهر إدراكًا ضعيفًا للتفاصيل المتعلقة بقرار سياسي حديث من إدارته بشأن مشروعات الطاقة الكبرى، معتقدًا أنه مجرد دراسة وليس سياسة فعلية، وهذا الأمر أثار مخاوف جونسون حول احتمالية نسيان بايدن لتفاصيل سياساته الخاصة.

ولم تقتصر المشكلة على التفاصيل السياسية فحسب، بل امتدت إلى تذكر أسماء أعضاء إدارته أيضًا، إذ في يناير، خلط بايدن بين اسمي وزيري إدارته من الأصول اللاتينية، ألخاندرو مايوركاس وزير الأمن الداخلي وخافيير بيسيرا وزير الصحة والخدمات الإنسانية، في حادثة تكشف عن ذاكرة متقلبة، كما ذكرت الصحيفة.

أداء متفاوت بالمفاوضات

أما في المفاوضات الشاقة والحساسة العام الماضي مع الجمهوريين بشأن رفع سقف الدين الأمريكي، لاحظ المشاركون فيها، بمن فيهم الرئيس السابق لمجلس النواب كيفن مكارثي واثنان آخران مطلعان على هذه المحادثات، تفاوتًا كبيرًا في أداء بايدن من يوم لآخر.

ففي حين بدا حاضر البديهة وقادرًا على المناقشات العفوية والمتقنة للتفاصيل في أيام معينة، إلا أنه في أخرى كان يتلعثم ويعتمد بشكل كبير على ملاحظاته الكتابية، الأمر الذي أثار شكوكًا حول قدرته على التعامل مع أزمات كبرى بشكل ثابت، حسبما نقلت الصحيفة عن المصادر.

واعترف مكارثي، الذي التقى بايدن عدة مرات عندما كان نائبًا للرئيس (إبان فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما)، بأن الرئيس الحالي "ليس نفس الشخص" الذي كان يعرفه سابقًا، في إشارة واضحة إلى تراجع قدراته الذهنية.

ردود فعل البيت الأبيض

من جهته، رفض البيت الأبيض بشدة هذه الانتقادات الموجهة لبايدن، واصفًا إياها بأنها "مزاعم كاذبة" تُستخدم كـ"تكتيك سياسي" من قبل الجمهوريين.

وقال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بايتس، إن "الجمهوريين في الكونجرس والقادة الأجانب وخبراء الأمن القومي غير الحزبيين أكدوا بأقوالهم الصريحة أن الرئيس بايدن قائد ماهر وفعال لديه سجل حافل بالإنجازات التشريعية".

كما نفى "بايتس" مزاعم أن بايدن أدلى بتصريحات خاطئة خلال اجتماعه مع "جونسون" حول سياسة الطاقة.

أما في ما يتعلق باجتماع يناير لمناقشة تمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، قال مساعدو الإدارة إن من الممارسة المعتادة استخدام المذكرات في مثل هذه الاجتماعات، وأن بايدن قدم حجة مقنعة لتقديم المساعدات.

أما بخصوص مفاوضات رفع سقف الدين العام الماضي، قال المساعدون إن بايدن كان فعالًا، وإنه لم يتدخل بشكل مباشر، لكنه قدم تعليمات مفصلة من وراء الكواليس، وأضافوا أن مكارثي أخبر مسؤولي الإدارة على انفراد إنه انبهر بأداء بايدن، وأشار في تصريحات علنية إلى أن الرئيس بدا حادًا.

واعتبر المساعدون أن إقرار تمويل أوكرانيا ورفع سقف الدين دون تنازلات كبيرة للجمهوريين يُظهر نجاح بايدن، كما أشاروا إلى أن أطباء بايدن وجدوه لائقًا لتولي منصبه، وأن فحصه الطبي السنوي الأخير لم يظهر حاجة لاختبار معرفي.

الاختبار المعرفي

في ظل المخاوف المتزايدة إزاء الأداء المعرفي للرئيس الأمريكي، تصاعدت أصوات المنتقدين والمعارضين داخل الولايات المتحدة، مطالبين بإجراء اختبار شامل لتقييم قدراته العقلية والذهنية، على غرار ما حدث مع سلفه الجمهوري دونالد ترامب، الذي خضع لاختبار "مونتريال للتقييم المعرفي" في عام 2018.

تعد هذه الدعوات امتدادًا للجدل الدائر حول سن بايدن البالغ 81 عامًا، إذ يعد أكبر رئيس أمريكي من جهة العمر.

ويرى منتقدوه أن هذا السن المتقدم قد يؤثر سلبًا على قدراته الجسدية والعقلية، وبالتالي على أدائه لمهامه رئيسًا للولايات المتحدة، ومن أبرز الداعين لإجراء هذا الاختبار، المعارضون داخل الحزب الجمهوري، الذي يسعى لاستغلال هذه القضية في حملته الانتخابية ضد بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

كما انضم إلى الدعوات عدد من الديمقراطيين، ويرى هؤلاء أن إجراء مثل هذا الاختبار من شأنه أن يطمئن الرأي العام الأمريكي حول قدرات رئيسهم العقلية لتولي المنصب.

لكن في المقابل، رفضت إدارة البيت الأبيض بشدة هذه الدعوات، واصفة إياها بأنها "سياسية" و"حزبية"، كما أكد بايتس، أن بايدن يخضع بانتظام لفحوصات طبية شاملة، ولم يجد أطباؤه أي ضرورة لإجراء اختبار معرفي، مضيفًا أن الرئيس "يعرف تمامًا ما يفعله"، في إشارة إلى تصريح سابق أدلى به بايدن ردًا على انتقادات المدعي العام روبرت هور لقدراته الذهنية.

مخاوف حول ترامب وبايدن

لا تقتصر المخاوف حول الحالة المعرفية على بايدن فحسب، بل تشمل أيضًا منافسه الرئيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، دونالد ترامب البالغ من العمر 77 عامًا، إذ تشير الصحيفة إلى أن ترامب واجه انتقادات مماثلة بشأن ضعف ذاكرته وإعطائه حقائق غير دقيقة وارتكاب زلات لسان في المناسبات العامة.

على سبيل المثال، خلط ترامب في خطاب له في يناير بين منافسته الجمهورية السابقة نيكي هيلي والرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي، وهي ديمقراطية من كاليفورنيا.

كما خلط في مارس خلال تجمع انتخابي في فيرجينيا بين بايدن والرئيس السابق باراك أوباما عند الحديث عن رأي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القيادة الأمريكية.