يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن، فرنسا، في رحلة قد يكون ظاهرها المشاركة في الذكرى الثمانين لإنزال نورماندي في الحرب العالمية الثانية، إلا أن جوهرها السعي الأمريكي إلى تعميق العلاقات مع الحلفاء عبر حلف الأطلسي، وبحث تهديد الصين المتزايد، ومناقشة الدعم الأوكراني، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز".
ويُجري بايدن، أول زيارة لفرنسا، في الفترة من 5 إلى 9 يونيو الجاري، بعد أن استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت في زيارتهما للولايات المتحدة ديسمبر 2022.
وتهدف الزيارة التي سيقوم بها بايدن إلى التنسيق الوثيق بين فرنسا والولايات المتحدة، بشأن الأزمات العالمية بما في ذلك قمة مجموعة السبع للاقتصادات الكبرى، الشهر المقبل، في إيطاليا وقمة الناتو في واشنطن، يوليو المقبل، وتشمل المناقشات أيضًا القضايا المتعلقة بالمناخ وستركز على تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الاقتصادية والفضائية والنووية.
أهداف الزيارة
أعلن البيت الأبيض أمس الثلاثاء أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سوف يلتقى الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي أثناء تواجدهما في فرنسا.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إن بايدن سوف يناقش مع زيلينسكي "الوضع الحالي في أوكرانيا، وكيف يمكن أن نواصل ونعزز دعمنا لأوكرانيا".
وأضاف للصحفيين الذي يرافقون الرئيس على متن الطائرة الرئاسية إلى باريس، إن بايدن "سيجتمع مع زيلينسكي أثناء وجوده في النورماندي هذا الأسبوع بمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال يوم النصر في الحرب العالمية الثانية، وسيبحث مواصلة الدعم الأمريكي لأوكرانيا وتعميقه".
وكشف سوليفان أن بايدن من المقرر أن يلتقي زيلينسكي مرة أخرى خلال انعقاد قمة مجموعة السبع في باري بإيطاليا من 13 إلى 15 يونيو، والتي ستبحث بمسألة استخدام الأموال الروسية المجمدة لدعم المجهود الحربي في أوكرانيا.
وقال سوليفان للصحفيين "في غضون ما يزيد عن أسبوع بقليل، سيعقد الرئيس اجتماعين هامين مع زيلينسكي".
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية فإن بايدن لن يحضر ما يسمى بـ "قمة أوكرانيا في سويسرا" التي تلي قمة مجموعة السبع مباشرة بل ستحضر نائبة الرئيس كامالا هاريس مع سوليفان، لانشغاله بتجمع انتخابي يحضره نجما هوليوود جورج كلوني وجوليا روبرتس.
وأضاف مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض أن بايدن سيبحث معه "الوضع الراهن وكيف يمكننا مواصلة دعمنا لأوكرانيا وتعميقه".
معركة بين الدكتاتورية والحرية
من جانبه قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان للصحفيين إن بايدن سيتحدث في تصريحاته عن كيف كانت المعركة "معركة وجودية بين الدكتاتورية والحرية"، وكيف أن الرجال الذين قاتلوا في ذلك اليوم "وضعوا البلاد أمام أنفسهم" وعن "مخاطر الانعزالية".
مستقبل الأموال الروسية المجمدة
ووصل الرئيس الأمريكي، فرنسا، صباح اليوم الأربعاء، على أن يتجه إلى نورماندي، غدًا الخميس، للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى يوم الإنزال، إلى جانب لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أثناء وجودهما بنورماندي.
وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الاستخدام المحتمل لنحو 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا سيناقشه بايدن وماكرون خلال الزيارة.
ويعد ماكرون أحد القادة الرئيسيين في دعم الحرب الروسية الأوكرانية، وضاعفت فرنسا ميزانيتها الدفاعية، وأعلنت أنها ستتجاوز معيار الإنفاق الدفاعي الذي حدده حلف شمال الأطلسي "الناتو" بنسبة 2%، واستأنفت الإنتاج المحلي للمدخلات العسكرية بالغة الأهمية.
وتأتي الزيارة في وقت حرج من التفوق الروسي في أوكرانيا، بعد أن شهدت الأسابيع الأخيرة تحولات مع إبداء الغرب استعداده للسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي زوّدها بها لضرب أهداف في روسيا.
فاتورة الدعم الأمريكي لأوكرانيا
وتتحمل الولايات المتحدة الجزء الأكبر من فاتورة الدفاع عن أوكرانيا، بعد أن أرسلت الولايات المتحدة 175 مليار دولار إلى أوكرانيا وحدها منذ عام 2022، وهو ما يفوق مبلغ 171 مليار دولار (بفارق الزمن وسعر العملة) الذي أرسلته الولايات المتحدة إلى 16 دولة أوروبية لإعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي المقابل، أرسلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مجتمعة إلى أوكرانيا 53 مليار دولار في هيئة مساعدات مالية مباشرة، و35 مليار دولار في هيئة مساعدات عسكرية.
وقدّر البنك الدولي أن تكلفة إعادة بناء أوكرانيا ستبلغ أكثر من 500 مليار دولار. والحرب لم تنتهِ بعد، وتنفق دول الاتحاد الأوروبي على نحو ثابت أكثر مما تجنيه من عائدات الضرائب، وتلجأ الحكومات إلى الاقتراض.