احتفى مهرجان جمعية الفيلم السنوي، ضمن فعاليات نسخته الخمسين، بمئوية ميلاد النجم المصري الكبير عبدالمنعم ابراهيم، إذ شهدت الندوة توقيع كتاب "وجوه لا تنسى" للكاتب محمود عبدالشكور، بحضور ابنته سهير عبد المنعم إبراهيم وحفيديه مريم عبد المنعم والمونتير عبدالمنعم صبري، وأدار الندوة مصطفى الطيب.
حضور مميز وحق لم يحصل عليه
بداية قال الناقد المصري محمود عبدالشكور: "في رأي كل النقاد والجمهور أن عبدالمنعم ابراهيم أحد أهم ممثلي الكوميديا في تاريخ السينما المصرية، وما نقدمه له اليوم أقل شيء لنعطيه حقه، وهو ما سبق أن أكده النجم الراحل عبد المنعم مدبولي حين قال إن عبدالمنعم إبراهيم لم يأخذ حقه".
وأضاف: "أنه كان يستحق البطولة المطلقة ولا أعرف لماذا لم يُسند إليه العديد من البطولات الفردية، وأرى أنه كان يمتلك موهبة كبرى وتكنيك أداء ممثل رفيع المستوى، وأول من أشار إلى ذلك الراحل محمود السعدني في كتابه "المضحكون"، فمن النادر أن يكون مبالغًا في الأداء، فهو يستطيع إضحاكك دون أن يتكلم، فقط من خلال رد الفعل".
واستطرد عبدالشكور في الحديث عن عبد المنعم إبراهيم قائلًا: "لديه حضور فائق وقدرة على محاورة الضيوف مثلما حدث في برنامج له عُرض من قبل، لذلك هو لم يضف له على العكس تمامًا، كما أنه لم يشبع من المسرح وأعتقد أنه أوصى أن تخرج جنازته من المسرح القومي، فهو ممثل لديه قماشة واسعة".
تراجيديا في حياة نجم الكوميديا
فيما كشفت ابنته السيدة سهير عبدالمنعم إبراهيم عن وجود جانب تراجيدي في حياته، إذ قالت: "رغم أن والدي كوميديان لكن هناك تراجيديا في حياته، فيوم وفاة شقيقه كان مرتبطًا بمسرحية في المساء واضطر للذهاب كي يؤدي عمله".
وأضافت: "كان أبًا حنونًا، يُصلي الجمعة ويعود للمنزل كي نقضي اليوم معًا، وفي بعض الأوقات كان يجلس لمشاهدة أفلامه معنا لأنه لم يكن يشاهدها وحده".
أسطورة لن تتكرر
بينما قالت حفيدته مريم عبد المنعم، إنها تشعر بالسعادة عندما يعلم أحد أنها حفيدة عبد المنعم إبراهيم، فهو إنسان وفنان لن يتكرر، وكلما شاهدت أفلامه وطريقة تمثيله تنبهر به فهو شخصية فريدة جدًا وأسطورة في الفن لن تتكرر.
من جانبه قال حفيده المونتير عبدالمنعم صبري إنهم عملوا في الفن جميعًا بالمصادفة، فلم يفرض عليهم أحد أي توجه، فمنذ الصغر وهو يحلم بدخول معهد السينما، ويشاهد يوميًا عددًا كبيرًا من الأفلام، منها معظم أفلام جده، وأكثر فيلم يُحبه هو "إشاعة حب" خصوصًا عندما يقول إيفيه "هتبعت بطاطين للكونغو".
بديل إسماعيل ياسين
تخرّج عبد المنعم في دفعة العمالقة مع سميحة أيوب وفاتن حمامة وغيرهما من معهد الفنون المسرحية، ورغم ذلك نجح في أن يتميز، ويخطف قلوب الجمهور، وحول ذلك يقول الناقد عبد الشكور: "عبد المنعم إبراهيم أصقل موهبته بالدراسة، فهو من تلاميذ الفنان زكي طليمات، أحد الذين جددو الدماء في المسرح والسينما فترة الخمسينيات، وقد شارك في فرقة إسماعيل ياسين وهي في أوج مجدها، وهو من اختار عبدالمنعم إبراهيم سواء للمشاركة في فرقته أو أفلامه، وأيضًا ليؤدي دور "سكر هانم" في الفيلم بدلًا منه، وهذا اعتراف منه بموهبة عبد المنعم إبراهيم الكبيرة".
وأضاف "عبد الشكور" أن ثراء موهبة عبد المنعم أتاحت له أدوارًا كثيرة وأعطته قماشة واسعة، واستطاع خطف الأضواء من كل من حوله، ففي "إشاعة حب" تمكن من إضحاكنا وبجانبه يوسف وهبي وهو في أوج مجده، فهو لم يكن يهتم بالأدوار الأولى بل يحب التمثيل.
واستطرد أن عبد المنعم ابراهيم إذا كان حيًا بيننا، كان سيجد مكانته لأنه معجون بالفن، فلقد مات وهو يعمل بروفات مسرحية "خمس نجوم"، فالفن أطول من العمر، حيث كان يستمتع بما يفعل، وما يفعله لا يستطيع أحد أن يقوم به بعده، فلا تستطيع أن تجد من يؤدي شخصية "ياسين" في "بين القصرين" مثله، فهي شخصية منحوتة باسمه، حتى إن حسن الإمام تنازل عن المواصفات الشكلية للشخصية في الرواية في مقابل أن يجسد الدور عبد المنعم إبراهيم.
فيلم روسي
فيما كشف مصطفى الطيب عن معلومة جديدة، وهي أن الراحل قام بدبلجة فيلم روسي من قبل.
وقالت ابنة الراحل إنه من أمنياته قبل موته أن يقوم بمسرحية "البخيل" لكن لم يمهله الموت الفرصة لذلك، مؤكدة أنها كلما شعرت بالضيق تفتح التلفزيون لتجد فيلمًا له وكأنه يطبطب عليها، فهو الغائب الحاضر بفنه وأفلامه، وقد شعرت بالدهشة عندما وجدت أن الشباب والجيل الحالي يعرفه ويحضر أفلامه وهذا يسعدها للغاية.