طرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فكرة إمكانية منح الملياردير إيلون ماسك دورًا استشاريًا في إدارته المحتملة القادمة، وفقًا لتقرير حديث نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
ويأتي هذا الطرح في ظل تقارب ملحوظ بين الرجلين في الآونة الأخيرة، بعد سنوات من الخلاف والإهانات المتبادلة بينهما.
ويسعى ترامب لاستقطاب "ماسك" ودعمه في حملته الانتخابية المقبلة، إذ يتطلع إلى الاستفادة من شعبية ماسك وتأثيره الواسع، خاصة في أوساط الشباب والمهتمين بالتكنولوجيا.
من جهته، يبدو أن ماسك يرى في هذا التقارب فرصة لطرح أفكاره السياسية ومبادراته على الساحة الأمريكية.
تحالف جديد
وترى الصحيفة أن هذا التحالف الجديد بين ترامب وماسك يمثل تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي الأمريكي، إذ يجمع بين قوة ترامب وشعبيته في أوساط قطاع كبير من الناخبين، وبين نفوذ ماسك وتأثيره في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.
ويُتوقع أن يكون لهذا التحالف تداعيات واسعة على الحملات الانتخابية المقبلة، وعلى توجهات السياسة الأمريكية بشكل عام.
في حين لم ينف المتحدث باسم حملة ترامب، براين هيوز، إمكانية منح "ماسك" دورًا في الإدارة الجديدة المحتملة، إلا أنه أكد للصحيفة أن ترامب وحده من سيقرر "ما هو الدور الذي سيلعبه أي فرد في رئاسته".
وفي مارس الماضي، عقب لقائه مع ترامب في فلوريدا، صرح ماسك، أحد أغنى سكان العالم، بأنه لن يتبرع بأموال لصالح حملتي ترامب أو بايدن. بدلًا من ذلك، يهدف ماسك "لاستخدام نفوذه... لمساعدة هزيمة بايدن من خلال تعبئة دعم حلفاء نافذين"، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن شخص مطلع على تفكير ماسك.
مراقبة الانتخابات
وفقًا للتقرير الصحفي، فقد أطلع ماسك، بالتعاون مع الملياردير نلسون بيلتز، الرئيس السابق (ترامب) على خطة لاستثمار في مشروع "قائم على البيانات" لمراقبة عملية الاقتراع ومنع أي احتمالات للغش الانتخابي، إذ يُعتقد أن هذا المشروع سيلعب دورًا محوريًا في حملة ترامب الانتخابية المقبل، إذ يسعى للرد على مزاعم الغش التي أثارها في انتخابات 2020.
كما أبلغ ماسك وبيلتز، ترامب بوجود حملة تأثير جارية بين النخب الأمريكية، تهدف إلى إقناع قادة الأعمال البارزين بعدم دعم جو بايدن، منافس ترامب الرئيسي في انتخابات 2024.
وبحسب الصحيفة، يُعتقد أن هذه الحملة تستهدف تقويض قاعدة الدعم المالي لبايدن، في محاولة لإضعاف حملته الانتخابية.
تحالف ترامب وماسك
في الأشهر الأخيرة، تنامى التحالف بين الرئيس السابق وملياردير التكنولوجيا بشكل ملحوظ، إذ أصبحا على اتصال دائم ومتكرر، ووفقًا للتقارير، يجريان محادثات هاتفية شهرية منذ شهر مارس الماضي، يناقشان فيها العديد من القضايا السياسية والاقتصادية الرئيسية.
علاوة على المحادثات الهاتفية، التقى ترامب وماسك وجهًا لوجه في عدة مناسبات، آخرها في مارس الماضي في مقر إقامة الملياردير نلسون بيلتز.
وخلال هذه اللقاءات، تم بحث العديد من الموضوعات الساخنة، مثل الهجرة، خاصة أن ماسك أصبح صوتًا بارزًا في هذا الملف مؤخرًا.
تبادل المصالح
يبدو أن هذا التحالف المتنامي بين ترامب وماسك يقوم على تبادل المصالح، فمن جهة، يسعى ترامب إلى الاستفادة من شعبية ماسك وتأثيره الواسع، خاصة في أوساط الشباب والمهتمين بالتكنولوجيا، في محاولة لتعزيز فرصه في انتخابات 2024.
ومن جهة أخرى، يرى ماسك في هذا التحالف فرصة لطرح أفكاره السياسية ومبادراته على الساحة الأمريكية، وربما الحصول على دور استشاري في إدارة ترامب المحتملة القادمة.
كما يظهر الدعم المتبادل بين الرجلين على منصات التواصل الاجتماعي، فأعاد ماسك فتح حساب ترامب على منصة إكس "تويتر سابقًا" بعد استحواذه على المنصة في 2022، وفي المقابل، طلب ماسك من ترامب أن يكون أكثر نشاطًا على إكس على الرغم من ولاء ترامب لمنصته الخاصة "تروث سوشيال".