في خضم التوترات المُتصاعدة بين الديمقراطيين ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تلوح احتمالات مقاطعة كبيرة لخطابه المزمع إلقاؤه أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي، وسط انقسامات حادة داخل الحزب الديمقراطي حول كيفية التعامل مع هذا الحدث الاستثنائي.
ثلاثة خطابات سابقة
ألقى نتنياهو ثلاثة خطابات أمام الكونجرس الأمريكي على مدى السنوات الماضية، إذ كان أولها في 10 يوليو 1996، عندما كان رئيسًا للوزراء للمرة الأولى، ثم عاد مرة أخرى في 24 مايو 2011، خلال ولايته الثانية كرئيس وزراء.
وكان آخر خطاباته أمام المشرعين الأمريكيين في 3 مارس 2015، حيث ألقى خطابًا حول الاتفاق النووي الإيراني المقترح، مما أثار جدلًا واسعًا حول توقيت دعوته وعدم التنسيق مع إدارة أوباما، ليكون الخطاب المرتقب هو بمثابة المرة الرابعة التي يقف فيها رئيس وزراء إسرائيل أمام المشرعين الأمريكيين.
مقاطعة واسعة النطاق متوقعة
يشير موقع "أكسيوس" إلى أن عددًا كبيرًا من النواب الديمقراطيين سيقاطعون خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الجلسة المشتركة للكونجرس، ما سيمثل رفضًا كبيرًا للزعيم الإسرائيلي في ظل الاعتراضات الديمقراطية المستمرة على كيفية إدارته للحرب في غزة.
تحديد موعد الخطاب
أشار الموقع إلى أنه لا يزال موعد خطاب نتنياهو قيد التحديد، حيث نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التقارير التي أشارت إلى أن الخطاب سيلقى في 13 يونيو، وهو تاريخ يصادف عيد يهودي.
وفي هذا الصدد، قال تايلور هاولسي، المُتحدث باسم رئيس مجلس النواب والنائب عن ولاية لوس أنجلوس، لـ "أكسيوس": "لا يزال مكتب الرئيس ينسق مع جميع الأطراف ذات الصلة لتحديد موعد لرئيس الوزراء نتنياهو لإلقاء خطاب مشترك أمام الكونجرس، وسنعلن عن الموعد فور تحديده."
سابقة خطاب 2015
يُذكر "أكسيوس" أنه في عام 2015، قاطع 58 نائبًا ديمقراطيًا خطاب نتنياهو أمام الكونجرس، وعارض العديد من الديمقراطيين هذا خطاب رئيس وزراء إسرائيل هذه المرة أيضًا، متهمين الجمهوريين بمحاولة تقسيم حزبهم من خلال هذه الكلمة.
تصريحات قادة الحزب الديمقراطي
وصرحت النائبة الديمقراطية عن واشنطن، برميلا جايابال، رئيسة التيار التقدمي الديمقراطي في الكونجرس، لـ "أكسيوس" بأن المقاطعة "ستكون كبيرة" وأن "الكثيرين غاضبون للغاية لأنه سيأتي".
كما أضافت أنها تحدثت مع نواب حضروا خطاب 2015 لكنهم قالوا إنهم لن يحضروا هذه المرة أيضًا.
ومن جهته، قال جيم ماكجفرن، النائب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس، عضو لجنة القواعد بمجلس النواب، لـ "أكسيوس" إنه لن يحضر، مُعلقًا "لو لم يحدث هذا لكان أفضل".
تردد داخل الصفوف الديمقراطية
يكافح بعض الديمقراطيين الذين حاولوا موازنة دعمهم لإسرائيل وعدم ارتياحهم لإدارة الحرب، في تحديد ما إذا كانوا سيحضرون الخطاب أم لا، وفقًا لما ذكرته "أكسيوس".
فقد صرح أحد النواب الديمقراطيين متحدثًا بشرط عدم كشف هويته، بأن الكثيرين سيقررون في اللحظة الأخيرة حضورهم، واصفًا الوضع بـ"المتقلب وغير المتوقع للغاية".
ولفت نفس النائب إلى أن وجود هدنة في غزة بحلول موعد إلقاء الخطاب سيكون العامل الحاسم في تحديد الحضور من عدمه، متوقعًا مقاطعة ما بين 50 إلى 100 ديمقراطي إذا استمرت الحرب.
كما قال عضو آخر من كبار الديمقراطيين في مجلس النواب، إن الأمر "قيد المناقشة" وإن بعض النواب الديمقراطيين "سيحضرون ويعرقلون" الخطاب.
اقتراحات بديلة
من جانبه، قال مارك بوكان، النائب الديمقراطي عن ولاية ويسكونسن، لـ "أكسيوس" إنه "يأمل في إجراء محادثة" حول الموضوع، مضيفًا "المقاطعة تعني أن الوجوه المبتسمة لموظفي الحزب الجمهوري ستحتل مقاعدنا. أعتقد أننا بحاجة إلى رؤية أفضل السُبل لتسليط الضوء على نتنياهو الحقيقي، بدلًا من مجرد عدم الحضور من البداية".
أما دان كيلدي، النائب الديمقراطي عن ولاية ميشيجان، فقال لـ "أكسيوس" إنه "متأكد" من مقاطعة بعض الديمقراطيين، لكنه أضاف "لقد انتخبني ناخبي لأجلس هناك، ولا أجلس فقط عندما يكون الأمر مُريحًا".