في الوقت الذي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، خطة للسلام الدائم في غزة، يسعى قادة "الكونجرس" إلى إجهاض تلك المساعي من قبل الإدارة الأمريكية، من خلال توجيه دعوة رسمية لرئيس حكومة الاحتلال المتطرفة بنيامين نتنياهو، لإلقاء خطاب أمام غرفتي التشريع في الولايات المتحدة، في رسالة دعم جديدة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
وجاءت دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الكونجرس، من رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، الديمقراطي تشاك شومر، والزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وزعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز.
وجاء في الدعوة أنها موجهة "لتسليط الضوء على تضامن أمريكا مع إسرائيل". وكتب قادة الكونجرس فيها: "ندعوكم لمشاركة رؤية الحكومة الإسرائيلية بشأن الدفاع عن الديمقراطية ومكافحة الإرهاب وإرساء سلام عادل ودائم في المنطقة".
وأكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تلقي نتنياهو للدعوة، وفق ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي.
وفي ما يتعلق بموعد خطاب نتنياهو، ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أنه من المتوقع إلقاء الخطاب في الأسابيع الثمانية المقبلة، أو بعد عطلة شهر أغسطس، حسب مصدر مطلع.
وأوضحت أن الدعوة التي اقترحها جونسون، "جاءت بعد أسابيع من التأخير بسبب شومر، الذي ألقى خطابًا في مارس، دعا فيه إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل لاختيار بديل لنتنياهو".
كما ذكر مسؤول مطلع لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن "نتنياهو كان يتحدث خلال الأسابيع الأخيرة باهتمام مع قادة الكونجرس الجمهوريين، حول خطاب محتمل في جلسة مشتركة"، معتبرًا أنه "فرصة لعرض قضية إسرائيل على المسرح الدولي".
وكان نحو 60 ديمقراطيًا قاطعوا خطاب نتنياهو الأخير خلال الجلسة المشتركة عام 2015، الذي نظمه القادة الجمهوريون في الكونجرس، على عكس رغبة الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، من أجل تمكين نتنياهو من الضغط ضد الاتفاق النووي الذي كانت واشنطن وقعته مع طهران.
وذكرت "تايمز أوف إسرائيل" أنه "من المتوقع أن يقاطع عدد أكبر من الديمقراطيين خطاب نتنياهو، إذ أصبحت الحرب في غزة لا تحظى بشعبية متزايدة بين التقدميين.
وتزامنت دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونجرس الأمريكي، مع إعلان بايدن عن مقترح من 3 مراحل يشكل خارطة طريق لإنهاء الحرب على غزة، داعيًا جميع الأطراف إلى عدم تفويت فرصة التوصل لاتفاق ينهي العدوان المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.
وقال بايدن في خطاب أدلى به في البيت الأبيض بشأن الوضع في الشرق الأوسط، أمس الجمعة، إن "إسرائيل قدمت مقترحًا لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين من 3 مراحل"، وقد تم إرساله إلى حماس عبر قطر.
من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الحكومة موحدة في رغبتها في إعادة المحتجزين في أسرع وقت ممكن، وهي تعمل على تحقيق هذا الهدف.
وأضاف مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء الإسرائيلي كلف الفريق المفاوض بتقديم الخطوط العريضة لتحقيق هذا الهدف، مع إصراره على أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك "عودة جميع المحتجزين والقضاء على حماس".
وأضاف مكتب نتنياهو أن "الخطوط العريضة الدقيقة التي تقترحها إسرائيل، بما في ذلك الانتقال المشروط من مرحلة إلى أخرى، تسمح لإسرائيل بالحفاظ على هذه المبادئ".
ولم يوضح مكتب نتنياهو ما إذا كان مقترحه هو نفس المقترح الذي وصفه بايدن في خطابه، كما أن بيان مكتب رئيس الوزراء لم يتطرق مباشرة إلى خطاب بايدن، وفق ما أشارت إليه صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
من جهتها، قال حركة حماس في بيان، أمس الجمعة، إنها تنظر بإيجابية إلى المقترح الذي أعلنه بايدن، لوقف إطلاق النار بصورة دائمة في قطاع غزة.
وأدى العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ نحو ثمانية شهور، إلى استشهاد نحو 36 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث الإحصائيات الصادرة عن السلطات الصحية في غزة.