الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بدون روسيا.. هل تنجح قمة السلام الأوكرانية؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع بدء الاستعدادات لقمة السلام في أوكرانيا المقرر انطلاقها يونيو المقبل، تظل المخاوف قائمة من أن المحادثات قد تفتقر إلى المشاركة القوية من الجنوب العالمي ومن الصين بشكل خاص، إضافة إلى التأكيد الروسي على فشل تلك القمة.

مناشدة زيلينسكي

وناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعيمي الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن والصين شي جين تقديم الدعم الشخصي والمشاركة في القمة من أجل السلام التي تستضيفها سويسرا في يونيو المقبل.

وأكد أكثر من 80 وفدًا دوليًا بالفعل إنهم سيحضرون، لكن زيلينسكي يريد أيضًا من القادة الأمريكيين والصينيين "دعم قمة السلام بقيادتكم الشخصية ومشاركتكم"، وفق "دويتشه فيله".

وقال زيلينسكي في مقطع مصوّر: "أناشد قادة العالم الذين ما زالوا في منأى عن الجهود الدولية للقمة الدولية من أجل السلام: الرئيس بايدن قائد الولايات المتحدة، والرئيس شي قائد الصين"، مضيفًا "رجاء ادعما قمة السلام بقيادتكما الشخصية وحضوركما، إن جهود الغالبية في العالم هي الضمان للإيفاء بكل الالتزامات".

وفي معرض حديثه عن أهداف القمة، قال زيلينسكي: "لا يمكن إجبار روسيا إلا على ترك أوكرانيا وحدها ولن تغادر بنفسها"، مضيفًا "بوتين لا يريد السلام، وكل يوم تقوم دولته بأشياء جديدة لإثبات ذلك، وللتغلب على هذا الشر والحرب، نحتاج إلى أقصى قدر من وحدة العالم".

الرئيس الأوكراني يزور إحدى جبهات القتال

160 وفدًا لا تشمل روسيا

ومن المقرر أن تُعقد هذه القمة في مدينة لوسيرن وسط سويسرا في 15 و16 يونيو المقبل، حيث أكدت الحكومة السويسرية أنها وجّهت دعوات للمشاركة إلى 160 وفدًا لا تشمل روسيا، فيما أشار "زيلينسكي" إلى أن "أكثر من 80 دولة أكدت مشاركتها في المؤتمر".

ومن المتوقع أن تكون صيغة السلام المكونة من 10 نقاط التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هي الأساس للمحادثات، فمن المتوقع أن تلعب خطط السلام العديدة الأخرى لأوكرانيا المعروفة حتى الآن دورًا في تلك القمة، وفق موقع "يوراكتيف".

وتنص خطة أوكرانيا حول الإشعاع والسلامة النووية، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، وإطلاق سراح جميع السجناء والمبعدين، وتنفيذ ميثاق الأمم المتحدة واستعادة سلامة أراضي أوكرانيا والنظام العالمي، وانسحاب القوات الروسية ووقف الأعمال العدائية، ومعاقبة المسؤولين عن جرائم الحرب، الحماية الفورية للبيئة، ومنع التصعيد، التوقيع على وثيقة رسمية تؤكد انتهاء الحرب.

ومنذ ذلك الحين، كررت روسيا مطالبها التي تشمل نزع السلاح ووضع أوكرانيا على الحياد، فضلًا عن التنازل عن الأراضي لروسيا، وبالنسبة لكييف فإن هذه الشروط تعتبر بمثابة الاستسلام.

وقالت الحكومة السويسرية إن روسيا لن تتم دعوتها "في هذه المرحلة من المحادثات، لكنها شددت على ضرورة مشاركة موسكو في العملية عاجلًا أم آجلًا"، بينما يقول مسؤولون أوكرانيون "إنه لن يُسمح للروس إلا بالمشاركة في قمة المتابعة وفقًا لكييف وقبول الشروط الأوكرانية".

حل بعيد المنال

ويرى سيرجي رادشينكو، الأستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة الأمريكية، "أن الحل لا يزال بعيد المنال، على الرغم من الجهود المبذولة، ومن الواضح أن الروس ما زالوا يأملون في الفوز بهذه الحرب بشكل مباشر، في حين تأمل أوكرانيا في حشد الغرب".

وأبدى "رادشينكو" تشككه في إمكانية انعقاد القمة بدون روسيا، وقال: "إن اتفاق وقف إطلاق النار أو معاهدة السلام في نهاية المطاف يجب أن يشمل روسيا، ولا توجد طريقة للالتفاف عليه لأن المفاوضات التي لا تشمل طرفًا رئيسيًا هي ممارسة تضامن أكثر من كونها مفاوضات حقيقية"، وفق "يوراكتيف".

الرئيسان الصيني والروسي

تهديد صيني

وفقًا لتقارير إعلامية، تهدد الصين بمقاطعة أي مفاوضات سلام لا تضم روسيا إلى طاولة المفاوضات، في موقف يكشف عن دعم بكين الضمني للكرملين في هذا الصراع المرير.

ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية نقلًا عن مسؤولين مطلعين على الأمر أن الصين ستقاطع محادثات السلام الدولية بشأن الصراع الروسي الأوكراني، ما لم يكن لموسكو مقعد على الطاولة.

وفقًا للصحيفة الأمريكية، تم "تضخيم" الرسالة خلال الجولة الأوروبية التي قام بها المبعوث الصيني لأوراسيا، لي هوي، في وقت سابق من هذا الشهر، إذ التقى الأخير مع أندريه يرماك، كبير موظفي الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، أثناء وجوده في كييف في 7 مارس.

قمة سلام سخيفة

وفي مارس الماضي، قال المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف"، "إن أي قمة سلام عالمية بشأن أوكرانيا تستبعد روسيا هي ببساطة سخيفة وستفشل"، مضيفا "إن روسيا تواصل حربها المستمرة منذ عامين على أوكرانيا لحماية نفسها من الغرب"، وفق "رويترز".

وأضاف "بيسكوف"، "هل يمكن حل المشكلة الأوكرانية دون مشاركة روسيا؟ الرد واضح - لا يمكن، لأن أوكرانيا تحولت إلى أداة في أيدي الغرب الذي يعتزم، كما يبدو لهم، ممارسة المزيد من الضغوط على روسيا وكبح جماحها وتركها على هامش التنمية، فهل ينبغي عليهم ذلك؟".